سلالة جديدة في فرنسا.. موجة كورونا الثالثة تجتاح أوروبا

 

أخبار القارة الأوروبية

في الوقت الذي تستعد دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة الموجة الثالثة من جائحة فيروس “كورونا المستجد”، أعلنت فرنسا عن اكتشاف سلالة جديدة من الفيروس، في منطقة “بريتاني” شمال غرب البلاد، اذ تستمر أعداد المصابين في الارتفاع.

وزارة الصحة الفرنسية قالت في بيان لها في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين: إن “سلالة جديدة من فيروس كورونا ظهرت، والتحاليل الأولية لم توضح إن كانت هذه السلالة أكثر خطورة أو أسرع انتشارا من غيرها”.

ويأتي ذلك في وقت علقت فيه عدد من الدول الأوروبية استخدام لقاح “أسترازينيكا” البريطاني بعد مخاوف من تسببه بجلطات.

إلى جانب ذلك، أشارت وزارة الصحة الفرنسة إلى إن “السلالة الجديدة اكتشفت في بؤرة تفش في مركز طبي بمدينة لانيون.ي وقت تزداد فيه أعداد الإصابات مع بطء حملات التطعيم”.

الاغلاق مجدداً..

وأرغمت الموجة الثالثة من الإصابات إيطاليا على تجديد الإغلاق اذ تخطى عدد وفياتها 100 ألف، وصنفت معظم مناطقها اعتباراً من أمس الاثنين في “المنطقة الحمراء” حتى السادس من نيسان، وستغلق المدارس والمطاعم والمتاجر والمتاحف في غالبية مناطق البلاد.

فيما أثارت المخاوف دول ألمانيا وفرنسا التي قد تلجأ مجدداً لفرض قيود، حيث دعت الجمعية الألمانية لأطباء العناية المركزة على لسان مديرها العلمي “كريستيان كارايانيدس”، دعت الحكومة إلى العودة الفورية للتدابير الصارمة لاحتواء الموجة الثالثة من كوفيد-19 بعد أن قامت السلطات بتخفيفها.

وأكد الناطق باسم الحكومة “شتيفن زايبرت”: “لدينا ارتفاع كبير في عدد الإصابات وعلينا التحرك على هذا الأساس، أي تطبيق اتفاق 3 آذار ليس فقط في إجراءاته المريحة وإنما أيضاً بفقراته الصعبة”، مشيرا إلى أن ثلاث مقاطعات هي تورينغن وساكسونيا وساكسونيا-أنهالت تجاوز معدل الإصابات عتبة المئة، لكل 100 ألف شخص، وهذه العتبة الرمزية مهمة جداً لأنها تؤدي تلقائياً إلى إعادة فرض القيود، إذا تجاوزت مئة لكل مئة ألف نسمة على مدى سبعة أيام، وفق تعبيره.

أما في فرنسا التي تخطت السبت الفائت عتبة 90 ألف وفاة، فتعتزم إجلاء حوالى مئة من مرضى كوفيد-19 هذا الأسبوع من المنطقة الباريسية حيث بلغت أقسام الإنعاش في المستشفيات قدرتها الاستيعابية القصوى تقريباً.

يذكر أن الرئيس الفرنسي “ايمانويل ماكرون” أعلن أنه “في الأيام المقبلة ستتخذ على الأرجح قرارات جديدة” لمكافحة تفشي الوباء.

بدورها، أعلنت السلطات النمساوية أمس الاثنين، أن موجة كورونا الثالثة من وباء فيروس كورونا المستجد، قد بدأت في البلاد، وذلك بعد تخفيف القيود المفروضة لمواجهة الوباء.

وزير الصحة النمساوي “رودولف أنشوبر” قال: “نلاحظ بداية الموجة الثالثة من الوباء في النمسا. وهي في الكثير من الحالات تنتشر في جميع أنحاء أوروبا. يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمنع تكرار ما جرى في الخريف، حيث شهدنا الانتشار الشامل للعدوى خلال الموجة الثانية”.

الموجة الثالثة واسترازينيكا..

وفي النرويج أعلن “ريمون يوهانسن “رئيس بلدية العاصمة أوسلو، البدء في تطبيق تدابير أشد صرامة لاحتواء الموجة الثالثة وقال “ليس هناك شك في أننا نواجه موجة ثالثة من العدوى. ولكن هذه المرة الأمر مختلف لأننا نواجه سلالة متحورة من الفيروس وهي أشد انتشارا للعدوى”.

هذا وعلّقت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وسلوفينيا وإسبانيا الاثنين احترازياً استخدام لقاح أسترازينيكا بانتظار توصية الوكالة الأوروبية للأدوية، إضافة لعدة دول أخرى قلقة من آثار جانبية محتملة للقاح كمشاكل في التخثر أو تشكل جلطات دموية.

وكانت هولندا وإيرلندا اتخذت الأحد الفائت الخطوة نفسها بعد أن أبلغت النرويج عن أربع إصابات جديدة خطيرة بجلطة دموية لدى راشدين تلقوا اللقاح، وعلقت النرويج استخدام اللقاح الأسبوع الماضي تماماً كالدنمارك وأيسلندا وبلغاريا.

في سياق متصل، صادرت السلطات الإيطالية393600 جرعة من لقاح “أسترازينيكا” المضاد لفيروس كورونا، اثر وفاة رجل بعد ساعات من تلقيه التطعيم.

وأعلنت الحكومة الإقليمية في بييمونتي، تعليق استخدام الدفعة من اللقاح بعد أن مرض رجل يبلغ 57 عاما، وتوفي في ظروف لم يتم توضيحها بعد، بينما تجري هيئات التحقيق في جزيرة صقلية، دراسة شاملة لظروف وفاة بعض الاشخاص الذين سبق تطعيمهم بلقاح “أسترازينيكا”.

منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها ستعقد “اجتماعاً استثنائياً” الخميس القادم حول هذا اللقاح مشددة على أن منافعه لاتزال أهم من مخاطره، فيما تصر شركة أسترازينيكا وجامعة أوكسفورد التي شاركت في تطوير اللقاح على أن اللقاح آمن.

يذكر أن أوروبا تعتبر القارة الأكثر تضرراً جراء الجائحة، اذ تخطت عتبة الأربعين مليون إصابة يوم أمس الاثنين.

 

Exit mobile version