أخبار القارة الأوروبية – ألمانيا
قالت الجمعية الألمانية لمساعدة مرضى الاكتئاب، إنها أجرت استطلاعا للرأي في ألمانيا، عن الظروف النفسية الصعبة التي يعيشها الأفراد والتي تطورت خلال أزمة جائحة كورونا.
وجاء في السؤال المطروح من قبل الجمعية، هل تشعر بالقلق المستمر، والإعياء العقلي الذي لا تجد له تفسيراً؟ الإغلاق المستمر بسبب جائحة كورونا قد يكون السبب، سواء كنت تعاني من أمراض عقلية مسبقاً، أو كنت من الأصحاء عقلياً.
وكشف الاستطلاع عن أرقام ومؤشرات مثيرة عن الإصابات بالأمراض النفسية بسبب إجراءات الإغلاق، فيما يعاني الأصحاء من القلق والتوتر الشديدين.ِ
هذا وأشارت الجمعية إلى أن الدراسة جمعت بيانات 5135 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 18 و 69 عاماً عبر الإنترنت في شباط 2021.
وأضافت، أن 22 في المائة من المصابين بالاكتئاب لم يذهبوا لمواعيد الطبيب النفسي خلال الأشهر الستة الماضية، فيما غاب 18 في المائة عن موعد مع المعالج النفسي، وذكر ما يزيد عن 20 في المائة من المصابين أنهم ألغوا موعد العلاج من تلقاء أنفسهم، في الغالب خوفاً من الإصابة بكورونا، ما يعني أنهم لم يتمكنوا من الحصول على العلاج اللازم.
وذكرت الجمعية أن ما يزيد من حدة المرض لدى المشاركين، هو غياب التواصل الاجتماعي والنشاطات اليومية مثل الرياضة وانتظام الروتين اليومي.
لم يقتصر التأثير النفسي السلبي لجائحة كورونا على المرضى النفسيين فقط، فالاستطلاع أفاد بأن ثلاثة أرباع السكان يشعرون بأن الإغلاق الثاني في ألمانيا محبطاً، وذلك في ارتفاع ملحوظ مقارنة مع الإغلاق الأول.
فيما ينظر نصف الألمان حالياً لأخوتهم البشر على أنهم “أكثر قسوة ولا يهتمون بالآخرين”، مقارنة مع الإغلاق الأول حيث رأى ذلك 40 في المائة فقط.
من ناحية أخرى، أوضح الاستطلاع أن الإغلاق تسبب بزيادة نسبة القلق حول المستقبل المهني لدى ثلث المشاركين، فيما أقر ربع المستطلعين أن عائلاتهم تعرضت لضغط مالي شديد، بزيادة قدرت 10 في المائة عن صيف 2020.
ووفق الجمعية فقد ازدادت حالات الانتكاسات المرضية لدى نصف المشتركين في الاستطلاع، فيما عانى ثمانية في المائة منهم من أفكار انتحارية.
يشار أن الجمعية طالبت في بيان صحفي، على لسان رئيس مجلس إدارتها البروفيسور “أولريش هيغرل”، بضرورة تسجيل حالات المعاناة أو الانتحار الناجمة عن إجراءات الإغلاق بشكل منهجي، معربين عن قلقهم بشكل خاص من ازدياد عدد محاولات الانتحار.