بقلم د. نزار محمود
“تريبيتا” هو أبن الملك الآشوري الاسطوري “نينوس” (الذي تشير بعض الدراسات الى تسمية مدينة نينوى عاصمة الآشوريين على اسمه)، وأمه ملكة كلدانية، وزوجة والده كانت لاحقاً الملكة “سمير أميس”، التي ناصبته العداء بعد وفاة والده، الأمر الذي اضطره، مع مجموعة من أعوانه، إلى الهرب إلى أوروبا.
وفي المنطقة الواقعة اليوم على الحدود الألمانية – الفرنسية والتي يخترقها نهر ” موسل” أسس الأمير الهارب مدينته قبل قيام روما بـ ١٣٠٠ عام أي بحدود ٢٠٥٠ ق.م، والتي سميت لاحقاً على اسم مؤسسها في العام ١١٠٥ م.
وتشير بعض المصادر كذلك ان “تريبيتا” كان وراء تأسيس مدينة تسمى اليوم “ستراسبورغ” وتقع شرقي فرنسا، اذ يبلغ عدد سكانها 274394 نسمة، وهي مقر البرلمان الأوروبي والعديد من المؤسسات التابعة للمفوضية الأوروبية
توجد في المتحف التاريخي لمدينة ” ترير” “قاعة تريبيتا” لوحة للرسام ” كلاوديوس ماركر” تعود الى العام ١٦٨٤ تظهر الأمير ” تريبيتا” مؤسس المدينة، تحمل الرقم المخزني: III, 641
ويذكرنا “بئر تريبيتا” في وسط المدينة بأسطورة الأمير الآشوري مؤسس المدينة.
أما في سوق المدينة المركزي وفي شارع، “ديتريش شتراسه”، تقوم بناية حمراء كانت قد بنيت في العام ١٦٨٤ واعيد بناؤها لاحقاً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث تعرضت لدمار كبير.
وزينت واجهة البناء بعبارة باللغتين اللاتينية وترجمتها بالألمانية، والتي تقول: “تأسست مدينة ” ترير ” قبل روما ب ١٣٠٠ سنة، وندعو لهذه المدينة أن تبقى خالدة يسودها السلام الدائم”
يذكر أن المؤرخ الألماني “يوهانس أفينتينوس” عارض فكرة أن يكون “تريبتا” هو ابن نينوس قائلا: إن “ابن مانوس المفترض أن يكون ملك ألمانيا الثاني”.
بقي أن نشير، وعلى سبيل الطرافة، الى أن المفكر الألماني، “كارل ماركس”، كان قد ولد عام ١٨١٨ في مدينة “ترير”. فهل يا ترى، كان أسلاف كارل ماركس من نينوى؟!!