“فيكتور هوغو” أعظم أدباء فرنسا

أخبار القارة الأوروبية – شخصيات

كتب في مدح رسول الله:

كان عاليّ الجبين، خدّاه ملائكيّان.

حاجباه غير كثيفين وعيناه عميقتان.

حاكم إذا احتكم إليه رجلان فإنّه بهيبته

يترك المُدان معترفاً والمتضرّر مطمئنّاً

يصغي بصمت ولا يتكلّم إلاّ آخر المتكلّمين.

لا يجري على لسانه دائما غير ذكر الله.

قليل الميل إلى الطعام. يشدّ الحزام على بطنه.

هذه الأبيات لم يقُلها شاعر متصوّف أو يُنشدها مُنشد في مناسبة إسلامية، بل قالها من يوصف بأنه أعظم أدباء فرنسا، ذلك الرجل الذي كتب أعظم الروايات الخالدة، الكاتب والشاعر والأديب الفرنسي، “فيكتور هوغو”.

ولم تكُن الأبيات السابقة المأخوذة من القصيدة الطويلة المسماة “العام التاسع للهجرة” القصيدة الوحيدة التي نظمها الشاعر في مدح الإسلام والرسول، فـ هوغو الذي يُشهد له بالاحترام الشديد للإسلام ورموزه كان قد كتب قصائد مشابهة مثل “شجرة السِّدْر” و”سورة من القرآن” و”زلزال الأرض” التي اقتبس فيها معاني سورة الزلزلة كاملةً، بل إنه كتب ديوانا كاملاً عن الحضارة العربية والإسلام اسماه “المشرقيات”

وتذهب بعض الادعاءات ذهبت للقول: إن فيكتور هوغو اعتنق الإسلام سرّاً عام 1881، ونطق الشهادتين أمام الشيخ الجزائري ابراهيم التلمساني، وغيّر اسمه ليُصبح “أبو بكر هوغو”، لكن الجماعات الصهيونية والماسونية والمتعصبين أخفوا إسلام فيكتور هوجو خوفاً من أن يؤدي انتشار خبر إسلام أديب بذلك الحجم على عامة الناس، ليبقى ما يُشاع عن إسلامه تحليلات استندت على أعماله التي تُظهر مدى حُب واحترام الرجل للإسلام.

فمن هو فيكتور هوغو..

روائيا وشاعرا وأديبا، يُعتَبر من أبرز أدباء فرنسا في الحقبة الرومانسية، وتُرجمت أعماله إلى أغلب اللغات المنطوقة، كما اشتَهر في حِقبَته بكونِه ناشطاً اجتماعياً حيث كانَ يدعو لإلغاء حُكم الإعدام، وكانَ مؤيّداً لنظام الجمهورية في الحُكم، وأعمالُه تَمَس القضايا الاجتماعية والسياسيّة في عصره.

وُلِد فيكتور هوغو عام 1802 في بيزنسون في منطقة فرانش كونته لعائلة مسيحية كاثوليكية، وهو الابن الثالث لأبويه

وعَمِلَ والده ضابطًا عسكريًا، ثُمَّ أصبح جنرالاً تحت قيادة نابليون وكان يعتبره مثله الأعلى، بينما كانت والدته صوفي كاثوليكية مُتدينة، ومن مؤيدي النظام الملكي. كثرة سفر والده بحُكْم طبيعة عمله واختلاف وجهات نظره السياسية مع والدته، أدى إلى انفصالهما في النهاية.

استقرت “صوفي” مع أبنائها في باريس، وتولَّت مسؤولية تعليمهم، حتى وفاتها عام 1821، تأثر هوغو بآراء والدته المؤيدة للملكية في البداية، ولكنه تمرَّد على هذه الآراء عقب ثورة 1848 الفرنسية وصار من مؤيدي الجمهورية.

وسكن هوغو في عدة أماكن في فرنسا وفي باريس ولكن أشهر الأماكن هي ساحة فوج حيث يوجد منزله الذي تحول إلى متحف يحمل اسمه.

إلى جانب ذلك، رغم دراسته للحقوق وتدريبه على العمل في مجال المحاماة، إلا أنَّهُ اتخذ من كتابة الأعمال الأدبية مهنةً له، وأصبح أحد أبرز الشعراء والروائيين والكُتَّاب المسرحيين الفرنسيين في الحقبة الرومانسية، أنتج جُلَّ أعماله أثناء تواجده في باريس وبروكسيل وجزر القنال الإنجليزي.

وكتب “هوغو” الشعر والمسرحيات والروايات والمقالات منها السياسة وكان له نشاط في مجال حقوق الإنسان، ونال وسام الشرف من الملك شارل الخامس سنة 1825.

إنجازات هوغو..

الشاعر الفرنسي “هوغو” أسس جريدة المحافظون الأدبية لنشر أعماله الشعرية وأعمال أصدقاءه الأدبية. وفي نفس العام، تزوَّج هوغو من حبيبته منذ الطفولة “أديل فوشير” ونشر أول كتاب شعري بعنوان: قصائد وأشعار متنوعة.

ونُشِرَت أولى رواياته عام 1823، ثُمَّ تبعها نشر العديد من المسرحيات، وفي العام 1841، تم انتخابه عضوًا بالأكاديمية الفرنسية الأدبية ورشّح لمجلس النُبلاء عام 1845.

أما في عام 1843 تُوفيَّت ابنته الكبرى والمُفضلة ليوبولدين في حادث غرق أليم بنهر السين مع زوجها، مما أصاب هوجو بصدمة شديدة وكتب العديد من القصائد في رثائها، ولتخفيف آلامه وأحزانه، شَرَع هوجو في كتابة عمل أدبي جديد، والذي أصبح فيما بعد رواية البؤساء.. تلا ذلك العديد من المآسي حيث فقد هوجو زوجته عام 1868، ومن ثم فقد اثنين من أبنائه، وعشيقته جولييت دوريت عام 1873 أيضًا.

وتطوَّر إبداع هوجو الرومانسي خلال العِقْد الأوَّل من حياته الأدبية، ففي عام 1831، نَشَر أحد أكثر أعماله بقاءً، وهي رواية أحدب نوتردام.

وعقب انقلاب عام 1851، فَرَّ هوجو هاربًا إلى بروكسيل، وعاش في بروكسيل وبريطانيا حتى عودته إلى فرنسا عام 1870.

أغلب أعمال المبدع التي نشرها خلال هذه الفترة  اتسمت على سخرية لاذعة وانتقادات اجتماعية حادة، ومن ضمن هذه الأعمال كانت رواية البؤساء، والتي نُشِرَت أخيرًا في عام 1862.

وتظل رواية البؤساء أحد أشهر أعمال القرن التاسع عشر الأدبية، والتي تم إعادة إخراجها كمسرحية موسيقية وفيلم فيما بعد.

أشهر أعمال “هوغو” أحدب نوتردام – البؤساء – رجل نبيل – عمال البحر – آخر يوم فى حياة رجل محكوم عليه بالإعدام – مراوح البحر – ثلاثة و تسعون.

وفاة هوغو

واتسمت أعماله الأخيرة بالكآبة أكثر من سابقتها، وركزت على مفاهيم الألوهية والشيطان والموت.

وفي عام 1878، أُصيب بالاحتقان الدماغي، واستمر في العيش بباريس مع رفيقته جوليت حتى وفاتها في العام التالي.

يذكر أن الفرنسي “فيكتور هوغو” توفي في باريس في 22 مايو، 1885. وتم تشييعه في جنازة تشريفية حضرها الملايين، ووُضِعَ جثمانه أسفل قوس النصر لفترة، ثُمَّ دُفِنَ في مقبرة العظماء لاحقًا.

حقائق عن هوغو

وكانت لديه طقوس غريبة للتغلُّب على حالة الجَدْب الإبْدَاعي؛ فقد كان ينزع جميع ملابسه ويجلس في غرفة منعزلة بصُحبة القلم والورقة فقط، ثُمَّ يُجْبِر نفسه على الكتابة، وهذا ما فعله أثناء تأليف رواية البؤساء.

وأشهر الروايات التي كان يقرأها الجنود الأمريكيون أثناء الحرب الأهلية هي رواية البؤساء.

كما، تعرَّضت رواية البؤساء في البداية لانتقادات حادة من النُّقَاد قبل أن تتحوَّل لرائعة من روائع هوغو المولع  بـ”الأقدام”

ولازال هوغو أحد عُظماء الأدب الفرنسي، وبرغم شهرته كشاعر بين الجمهور الفرنسي، إلا أنه اشتهر في الدول المتحدثة باللغة الإنجليزية بكونه روائيًا.

يوجَد شارع باسم “فيكتور هوجو” في مُعظم المدن والقرى الفرنسية.

من أقواله

الشرق عالم ساحر مشرق وهو جنة الدنيا، وهو الربيع الدائم مغمورا بوروده، وهو الجنة الضاحكة، وأن الله وهب أرضه زهورا أكثر من سواها، وملأ سماءه نجوما أغزر، وبث في بحاره لآلئ أوفر.

لا قوة كقوة الضمير ولا مجد كمجد الذكاء.

عندما يصير الطغيان واقعا، تصبح الثورة حقا مشروعا.

على الرغم من كون الحياة قصيرة إلا أننا نجعلها أقصر بتضييع الأوقات دون أدنى مبالاة.

جحيم الأذكياء أفضل من جنة الأغبياء.

Exit mobile version