فرنسا.. اتهام قس بتهمة المشاركة في الإبادة الجماعية في روندا

أخبار القارة الأوروبية- فرنسا

اوقفت الشرطة الفرنسية قسا روانديا يقيم في فرنسا منذ 20 عاما، بعد اتهامه بدوره في مجزرة ذهب ضحيتها أفراد لجأوا لكنيسته ببداية حملة الإبادة في رواندا خلال تسعينيات القرن الماضي.

وسائل إعلام فرنسية نقلت عن مصدر في مكتب النائب العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب قوله إن القس”مارسيل هيتايزو” المولود في عام 1956، اتهم رسميا الأربعاء الماضي بـ”حرمان أفراد من اثنية التوتسي، لجأوا إلى كنيسته، من الطعام والمياه” و”تقديم مواد غذائية إلى أعضاء المليشيا الذين هاجموا هؤلاء اللاجئين التوتسيين” في أبرشيته في موبوغا بجنوب رواندا.

المصدر أضاف بأن النيابة المكلفة بمتابعة ملفات الجرائم ضد الإنسانية نقلت عن هيتايزو نفيه هذه الوقائع خلال استجوابه أمام قاضي التحقيق.

في السياق، ذكر مصدر مقرب من التحقيق أن محققين من المكتب المركزي لمكافحة الجرائم ضد الإنسانية اعتقل القس الأربعاء في منزله في قرية لاروشيل بجنوب غرب فرنسا، كان يعمل بصفة قس أبرشيتها، مشيرا إلى أن قاض من دائرة الجرائم ضد الإنسانية في محكمة باريس أمر بتحقيق يستهدف القس.

المصدر لفت إلى أن إعادة فتح القضية ضد القس يأتي بعد نحو خمس سنوات على رفض القضاء الفرنسي نهائيا في أكتوبر/ تشرين الثاني 2016، تسليم هيتايزو إلى رواندا.

وبعد استجوابه، وجهت للقس تهمة بارتكاب “إبادة جماعية” و”التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية”، ووضع في الحبس الاحتياطي.

من جانبها، قالت صحيفة “لا كروا” الكاثوليكية الفرنسية إن القس أمضى ثلاث سنوات في مخيمات اللاجئين في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، ثم وصل بين عامي 1998 و1999 إلى أبرشية قرية لاروشيل (جنوب غرب فرنسا) وحصل على اللجوء في يناير 2011.

آلان غوتييه، أحد مؤسسي جمعية الأطراف المدنية لرواندا، التي تضم أطراف الادعاء في الملف، قال أن توجيه الاتهام لهيتايزو “نبأ ممتاز”، مضيفا “يجب على الكنيسة أن تسأل نفسها عن كيفية منح مسؤوليات لأشخاص يشتبه في مشاركتهم في إبادة جماعية”.

علما أن دعوى قضائية اسقطت في 2015 ضد قس كاثوليكي آخر لجأ إلى فرنسا، هو وينسيلاس مونييشياكا، متهم أيضا بلعب دور في مجازر 1994 برواندا.

ويأتي تحرك القضاء الفرنسي بعد نحو 3 أسابيع من صدور تقرير قدم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلص إلى أن باريس تتحمل مسؤولية كبيرة عن الإبادة الجماعية في رواندا.

وبحسب التقرير الذي استند إلى وثائق من الأرشيف الفرنسي حول الإبادة الجماعية، كشف أن “فرنسا متواطئة في جريمة قتل الروانديين، بما لا يجعل هناك مجالا للشك”.

وقال بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية تعليقا على هذا التقرير، إن باريس ستواصل جهودها لمعاقبة المسؤولين عن أي جريمة تمس حرية الإنسان وكرامته.

يذكر أنه بين أبريل/ نيسان ويوليو/ تموز 1994، قتل في الإبادة الجماعية برواندا أكثر من 800 ألف شخص، حسب الأمم المتحدة، غالبيتهم من أقلية التوتسي على يد الاغلبية من قبلية الهوتو.

Exit mobile version