أخبار القارة الأوروبية – اقتصاد
تسببت جائحة فيروس كورونا التي أجبرت معظم اقتصادات دول العالم على الإغلاق، في تراجع كبير في سوق صناعة مستحضرات التجميل عالميا على مدى أكثر من عام.
هذا السوق الذي كان لما قبل تفشي الجائحة من بين أكثر القطاعات نموا في العالم لاسيما في العالم الأول، لكن بعد تفشي الجائحة وما تضمنته من إغلاق للمحال التجارية، وتدابير الاحتراز الاجتماعي التي شملت الحد أو منع للفعاليات والأنشطة العامة، وتقلص اللقاءات أو الاحتفالات أو المناسبات الاجتماعية، فضلا عن فرض ارتداء الكمامة التي تخفي معظم ملامح الوجه، كل ذلك انعكس بشدة على هذه الصناعة.
يعتقد بعض الخبراء في هذه الصناعة أن سوق مستحضرات التجميل قد يواجه في مرحلة ما بعد كورونا، ما يمكن وصفه بتحديات من نوع جديد، حيث إن الصناعة كانت تعتمد في الفترة السابقة للجائحة على التسوق عبر المحال التجارية.
ويقول الخبراء إن التسوق في المحال التجارية والصيدليات يشكل نحو 85 % من مشتريات منتجات التجميل قبل أزمة كورونا، وحتى العلامات التجارية الحديثة في تلك الصناعة التي تنتمي في الأساس إلى عالم الإنترنت، وتعتمد على البيع من خلال مواقع التجارة الإلكترونية فإن 60% من مبيعاتها تتم عبر المحال التجارية.
وفي الوقت الحالي وبعد مرور أكثر من 15 شهرا على بداية الجائحة، تتوقع شركات مستحضرات التجميل أن 30 % من منافذ البيع الممثلة في المحال التجارية لن تفتح في مرحلة ما بعد كورونا لمدة عام على الأقل.
تعلق على هذه التوقعات “راسي ماك دين” رئيسة قسم المبيعات في شركة “بنفيت كوسمتكس” البريطانية لمستحضرات التجميل بالقول:”إن الصناعة تراهن في المرحلة المقبلة على تواصل الاحتياج الإنساني لمستحضرات التجميل، والأهم ما نصفه بولاء المستهلكين لتلك المستحضرات”.
وأضافت أن “منتجات الصناعة لديها جاذبية خاصة في أعين المستهلكين، ونجحت الصناعة ككل في ظهور أجيال من المستهلكين المخلصين،”.
ورغم ذلك أكدت أنه “ربما نواجه بعد المشكلات في الأجل القصير مدفوعة إلى حد كبير بالانخفاض في الإنفاق الاستهلاكي، لكن في الأجل الطويل فإن مستقبل صناعة مستحضرات التجميل آمن”.
ورغم الآثار الكبيرة التي منيت بها صناعة مستحضرات التجميل، إلا أنها أبدت مرونة واضحة للغاية في التعامل مع الأزمة، فالعلامات التجارية حولت إنتاجها إلى المعقمات ومواد التنظيف الشخصية، في محاولة للتأقلم مع الوضع من جانب، ولاقتناص فرصة وجود طلب متزايد على مواد النظافة الشخصية، ما يضمن لها تحقيق جزء من العائدات المفقودة.
لكن وفقا لخبراء هذه الصناعة فإن ” هذا لا ينفي أن تأثير الجائحة في الصناعة كان أكبر بكثير من الأضرار التي منيت بها خلال الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008″.
كذلك فإن العام الماضي 2020 ويبدو هذا العام كذلك، سيكون سلبيا على هذه الصناعة، ومع هذا يعتقد الخبراء أن الصناعة مقاومة للركود، ومع عالم يتعافى اقتصاديا فإن الوضع يبدو مشرقا لصناعة تولد ما لا يقل عن 500 مليار دولار سنويا من المبيعات وتوفر ملايين الوظائف.
Comments 1