المسلسلات الرمضانية لهذا العام.. مشاهد خادشة للحياء وإيقاف عرض بعض الأعمال

أخبار القارة الأوروبية – وعد دياب 

يشهد شهر رمضان منافسة قوية بين الأعمال والمسلسلات التلفزيونية لاسيما المصرية منها، وبالرغم من أن الحكم عليها مازال مبكراً، إلا أن ملامح بعض الأعمال بدأت تتضح أكثر لدى الجمهور والنقاد.

 لكن ما يميز هذا الموسم هو الجدل الذي دار لدى بعض الأعمال سواء بسبب جرأة المشاهد التي وصفت بالخادشة للحياء، أو بسبب بعض الأفكار التي بدت غريبة عن الجتمعات العربية كما يقول بعض المتابعين.

وفي الوقت الذي نجحت فيه بعض الأعمال الفنية في جذب الجمهور والنقاد وخلق حالة من الجدل الواسع، فشل البعض الآخر في لفت الأنظار إليه.

من بين الأعمال التي دار جدل واسع بشأنها، مسلسل “الطاووس” وصل حد توقيف عرض المسلسل، بعد قرار  أصدره المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر،  وذلك بعد شكاوى تلقاها المجلس من المشاهدين، بسبب ما وصفوه بـ”المساس بالأسرة المصرية”، وذلك بعد عرض المشاهد والألفاظ الجريئة، خلال الحلقات الأولى للمسلسل.

ولم يكتف المجلس بوقف عرض المسلسل، بل فتح أيضا تحقيقا مع صناع المسلسل والقنوات التي تعرضه.

المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، أكد في بيان أنه يحترم الفن والإبداع، لكنه يحرص في الوقت نفسه على “هوية الشعب المصري”، ويهدف إلى منع ما يسيء إلى “الفن الأصيل”.

ورأى معارضون لموقف المجلس، أنه يكيل بمكيالين ويتعامل بازدواجية في تقييم المسلسلات الرمضانية، لأن الدراما الاجتماعية التي نجحت في استقطاب شريحة كبيرة من الجمهور قدّمت صورة لمشكلات واقعية دون ابتذال، ولم تحتو على مشاهد سافرة تستحق التصدّي لها، والأولى أن يحدث ذلك مع أعمال صدّرت للناس صورة سيئة عن فكرة “الجدعنة” واختزلتها في “البلطجة”.

وكان المسلسل قد أثار خلال الأيام الماضية نقاشا واسعا بين فنانين ورواد التواصل الاجتماعي في مصر، كما ارتفعت نسبة البحث عنه عبر محرك “غوغل”.

“اغتصاب جماعي”

لم يتوقف الأمر عند مسلسل ” الطاووس”، حيث أثار مسلسل “اغتصاب جماعي” هو الأخر جدلا واسعا بعد تشبيه الكثير من المتابعين لأحداث المسلسل لقضية “فتاة فندق فيرمونت”.

أحداث المسلسل تدور حول فتاة بسيطة تجسد دورها الممثلة المصرية “سهر الصايغ”، حيث يتم تخديرها خلال تواجدها في حفل زفاف في فندق، وتتعرض لاغتصاب جماعي من شبان أصحاب مال ونفوذ.

البعض من المتابعين اعتبر مشاهد المسلسل لا تتناسب مع شهر رمضان، ويخالف أعراف المجتمع المصري، فيما أبدى آخرون إعجابهم بالمسلسل ووصفوه بـ”العمل الجاد نظرا لأنه يعالج قضايا اجتماعية لا يطالها النقد”، حسبما ورد على منصات التواصل الاجتماعي.

لكن وفقا للكثير من النقاد والمتابعين فإن مشهد الاغتصاب أعاد لأذهان الكثيرين قضية “فتاة الفيرمونت”، التي جرت تفاصيلها في “فندق فيرمونت” في القاهرة العام 2014، عندما تناوب ستة شبان على اغتصابها، اذ صدمت الشارع المصري وأثارت كثير من الغضب.

ورغم أن مخرج المسلسل نفى اقتباسه من القضية الشهيرة، إلا أن التشابه بدا واضحا للعديد من المدونين، ممن انتقدوا فكرة عرض المسلسل قبل انتهاء القضية، بينما يذهب البعض الآخر إلى حد اعتبار مشاهد المسلسل “مؤامرة متكاملة تهدف لزعزعة أخلاق الشباب”.

ويشارك في بطولة المسلسل إلى جانب “سهر الصايغ”، الفنان السوري “جمال سليمان”، الذي يتقمص دور المحامي، والفنانة “سميحة أيوب”، التي تجسد دور “ماتيلدا” السيدة القبطية، التي تساند البطلة في محنتها.

“لعبة نيوتن”

يرى بعض النقاد مسلسل “لعبة نيوتن” على رأس الأعمال الدرامية الأفضل في الأسبوع الأول من شهر رمضان بطولة: النجمة المصرية منى زكي، ومحمد ممدوح، ومحمد فراج، وسيد رجب، حرص صناع العمل على التدقيق في كافة التفاصيل من حيث أداء الممثلين وطريقة التصوير والإخراج والديكور والمكياج وكل شيء يظهر على الشاشة”.

بدورها، أبدت الناقدة الفنية المصرية”ماجدة موريس” إعجابها بالمسلسل قائلة:”هناك عناية بالغة بالحوار والبناء الخاص بالشخصيات، لدرجة تجعلك تشعر أثناء متابعة العمل أنك تعرف شخصية البطلة والبطل منذ عشرات السنوات، فضلاً عن قصة المسلسل الواقعية، والتي تتكرر وتتشابة مع كثير من النماذج الحقيقية في مجتمعنا”.

“الاختيار2 عمل استثنائي”

يأتي مسلسل”الاختيار” في صدارة الأعمال الجماهيرية التي تستقطب اهتمام الجمهور، إذ توقع الكثير من النقاد نجاحه وحصده نسب مشاهدة عالية في الموسم الثاني له أسوة بما حدث في رمضان الماضي، فهو عمل استثنائي،كما وصفه البعض، ولأن الأعمال الوطنية لها أهمية خاصة لدى الشعب المصري.

أشاد الناقد الفني خالد محمود بمسلسل “الاختيار 2” فقال: “العمل يوثق لأحداث مهمة وخطيرة مرت بها مصر، وكان الجمهور ينتظر معرفة كل تفاصيلها، وأعجبت بأداء وتقمص النجم المصري كريم عبد العزيز، لشخصية ضابط أمن الدولة المصري، بينما أرى أن النجم أحمد مكي، فرض شخصيته الحقيقية على الشخصية التي يجسدها، وهي ضابط العمليات الخاصة، فتشعر وكأنك تشاهد مكي وليس الشخصية”.

“بلطجة وعنف”

أما الأعمال الأخرى التي كان للجمهور بعض التحفظ عليها، لاحتوائها على ألفاظ خادشة للحياء، والتي تحث على أعمال “البلطجة والعنف”، فهي مسلسل “ملوك الجدعنة” بطولة: مصطفى شعبان، وعمرو سعد، ومسلسل “بنت السلطان” بطولة الفنانة المصرية روجينا في أول بطولة مطلقة لها بالدراما المصرية، وأيضًا مسلسل “لحم غزال” بطولة النجمة المصرية غادة عبد الرازق.

تقول الناقدة الفنية ماجدة خير الله: “هناك بعض الأعمال لم تنل إعجابي بل ازعجتني جداً”، وتضيف :”مسلسل لحم غزال، أراه سخيفًا وتقليديًا ومفتعلًا للغاية، ويحمل أخطاء فنية لا يمكن أن يقع بها مخرج محترف”، حسب قولها.

وتابعت خير الله::”أيضًا مسلسل “اللي ملوش كبير” يحمل أداء مبالغا فيه من الفنان أحمد العوضي، وزوجته ياسمين عبد العزيز، كما شعرت باستياء شديد من مسلسلي “ملوك الجدعنة” و”نسل الأغراب” اللذين تحولت أحداثهما من دراما الأكشن إلى الكوميديا السوداء”، حسب وصفها.

بقي أن تقول إن اختيارات النقاد تنوعت فيما يخص الأفضل سواء على مستوى المسلسلات، الأبطال، المخرجين، السيناريو والحوار، حيث اعتبر الكثير من النقاد أن هذا العام شهد حالات متفردة جمعت بين جودة الكتابة والإخراج والأداء الجيد للممثلين.

Exit mobile version