أخبار القارة الأوروبية – اقتصاد
اقتحمت الصين، سوق العملات الرقمية المشفرة عبر عملة تدعى “شيا- Chia””، بينما سارعت إلى طرح أول عملة رقمية مركزية وهي “اليوان الرقمي”، لتكون أول دولة كبيرة تتخذ هذه الخطوة.
التحول الكلي في اتجاه الصين من التحفظ على العملات الرقمية إلى إفساح المجال بقوة كبيرة، يقف وراءه الطفرات السعرية التي حققها بيتكوين من 7 آلاف دولار قبل عامين إلى قرابة 65 ألف دولار في الوقت الراهن.
ولم تحظر الصين تعدين بيتكوين، ولكنها في الوقت ذاته فتحت المجال لدخول وافد جديد قد يتغلب على العديد من التحديات المرتبطة بيتكوين.
أما العملة “شيا” تستخدم تقنية البلوك تشين ومنصة شيا لديها سعة تخزين محرك الأقراص الثابتة في عملية استخلاص العملة، على عكس بيتكوين التي تستهكلك كميات هائلة من طاقة المعالجة والكهرباء أثناء التعدين، الامر الذي جعل الاقبال الكبير على الأقرص الصلبة، ونقص المعروض.
وتم تطوير هذه العملة الصينية بواسطة برام كوهين، المعروف بابتكار بروتوكول مشاركة الملفات عبر الإنترنت “BitTorrent” من نظير إلى نظير.
كما، تتسم عملة” شيا “بمنهجية مختلفة في طريقة الحصول عليها عن بيتكوين، إذ يسيطر عدد من الكيانات الكبيرة على مراكز البيانات الضخمة المصممة لتعدين الشيا، والتي تقع بالقرب من مصادر غير مكلفة للكهرباء.
ويستعد المطورون لطرح عملة شيا في الأسواق يوم 3 مايو/ آيار المقبل، وهو المشروع الذي خضع للتطوير لأكثر من 3 سنوات، جمع خلاله الكياه المسؤول عن التطوير نحو 3 ملايين دولار في جولة التمويل الأولي لعام 2018، ومنذ ذلك الحين، جمع في جولتين إضافيتين 28 مليون دولار.
بينما، تستخدم العملات المشفرة التقليدية عملية تسمى بـ”إثبات العمل” لمصادقة معاملات شبكة بلوك شين، وفي ظل تناقص المكافآت تدريجيا في ظل تعدين المزيد من العملات الرقمية، يدفعهم هذا للاعتماد على وحدات المعالجة المركزية ووحدات معالجة الرسومات للتعدين بأسرع ما يمكن وبكفاءة.
وتعتمد شيا على مفهوم “إثبات الوقت والمكان” باستخدام مساحات التخزين، حيث يجري مستخدمو الشبكة عملية تسمى بـ”زراعة” مساحة غير مستخدمة على محركات الأقراص عن طريق تثبيت برنامج يخزن مجموعة من أرقام التشفير على القرص.
بعد ذلك يفحص مستخدمو شيا الكتل لمعرفة ما هو رقم “هاش” الأقرب لهم والذي يتمم عملية التعدين بنجاح، ثم يتم تمرير النتيجة إلى خادم منفصل، يعرف باسم “تايم لورد”.
وفي ظل هذه التقنية، سيعطي “مزارعو شيا” الأولوية لكل من حجم وسرعة التخزين، أي أن الأولوية ستكون لحجم وسرعة محركات الأقراص الصلبة، خاصة التخزين الخارجي دون أقراص الإقلاع، بهدف زيادة عدد التيرابايت مع الحد الأدنى من استهلاك الطاقة.