بعد “الحراك الثوري”.. ألمانيا تمنع “سفارة الأسد” في برلين من إقامة “الانتخابات الرئاسية”

أخبار القارة الأوروبية- برلين

منعت السلطات الألمانية اليوم الأربعاء، إقامة انتخابات “الرئاسة السورية” التي تنظمها سفارة نظام “بشار الأسد”  في العاصمة برلين.

وقال منظمو الحراك السلمي الثوري للجالية السورية في ألمانيا في حديث لموقع “أخبار القارة الأوروبية”: إن “منع الحكومة الألمانية سفارة نظام الأسد من إجراء الانتخابات في العاصمة الألمانية، يُعد ثمرة لنجاح الحراك الثوري السلمي في ألمانيا ونتيجة لإصرار الأحرار السوريين على إيصال صوتهم والتأثير على الرأي العام الألماني، والذي من شأنه بناء رؤية سياسية تتجلى في حرمان نظام الأسد المجرم من أي تمثيل شرعي وتسرّع من محاكمته ورموز نظامه”.

وأكدوا أن هذا القرار “من شأنه بناء رؤية سياسية تتجلى في حرمان نظام الأسد من أي تمثيل شرعي وتسرّع من محاكمته ورموز نظامه الذي أوغل في دماء السوريين على مدى 10 سنوات”.

بدورها، سفارة النظام في برلين أكدت هذا القرار من خلال بيان صادر عنها جاء فيه :”تأسف سفارة الجمهوريّة العربيّة السوريّة ( سفارة النظام) في برلين اضطرارها إلى الاعتذار من أبناء الجالية السوريّة في جمهوريّة ألمانيا الاتحاديّة، لعدم تمكنها من استقبالهم للمشاركة في انتخابات منصب رئيس الجمهوريّة العربيّة السوريّة، بسبب عدم موافقة السلطات الألمانيّة على إقامة هذه الانتخابات في السفارة”.

يأتي ذلك بعد أن وجهت سفارة نظام بشار الأسد دعوة إلى السوريين الراغبين بالمشاركة في “الانتخابات الرئاسية” المقبلة في سوريا والتي يثار جدل دولي حول تنظيمها، وحثّت السفارة السوريين  الذين يريدون المشاركة في الانتخابات القادمة على تسجيل أسمائهم ومعلوماتهم لدى السفارة.

كما يأتي القرار الألماني بالتزامن مع قرار مماثل من قبل السلطات التركية، حيث منعت هي الأخرى تنظيم الانتخابات في سفارة النظام السوري في أنقرة.

وكانت السفارات السورية التابعة لنظام بشار الأسد قد فتحت في عدة دول أبواب التسجيل للسوريين الراغبين بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك وفقاً لأحكام قانون الانتخابات العامة لعام 2014 وتعديلاته أولا والذي يرفضه جزء كبير من الشعب السوري.

وتتحكم في التسجيل في سفارت النظام، الأجواء السياسية التي تخيم على كل عاصمة من العواصم التي تنتشر فيها تلك السفارات أو ما يحل محلها، حيث تتفاوت الهوامش المتاحة للسفارات السورية وللسوريين في العواصم الموجودة فيها، حيث تتسع وتضيق بحسب علاقة هذه العاصمة مع نظام دمشق.

في أبو ظبي والقنصلية العامة في دبي وفي بيروت والقاهرة والجزائر وبغداد وطهران ونيودلهي وبراغ وأرمينيا، نشرت السفارات استمارات التسجيل في القوائم الانتخابية، داعية السوريين الراغبين بممارسة حقهم الانتخابي إلى تسجيل أسمائهم عبر البريد الإلكتروني أو الحضور شخصياً إلى السفارة.

عدم اعتراف بالانتخابات

يتم تنظيم هذه الانتخابات في وقت لا يزال فيه الحل السياسي السوري غير قائم، حيث يصر النظام على إجراءها بحسب دستور عام 2012، في 26 من أيار/ مايو الجاري، وهو ما يعتبر منافي لقرارات مجلس الأمن التي تؤكد على عملية انتقال سياسي في البلاد وكتابة دستور جديد قبل إجراءت انتخابات رئاسية تحت اشراف الامم المتحدة.

ولهذا فإن الكثير من الدول الأوروبية و العالم أكدت عدم اعترافها بهذه الانتخابات في ظل وجود ملايين السوريين في مخيمات اللجوء، فضلا عن خروج نحو 40 %من مساحة البلاد عن سيطرة النظام حيث تخضع للمعارضة السورية في شمال غرب وقوات”قسد” الكردية في شمال شرق سوريا.

وفي الوقت الذي يمضي فيه النظام السوري بتنظيم هذه الانتخابات، فإن مؤسسات المعارضة السورية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أكدوا عدم اعترافهم بنتائج الانتخابات التي وصفولها بـ”المهزلة” و”المسرحية”.

 وفقات احتجاجية في برلين ضد ” الانتخابات الرئاسية”

بالتزامن مع الانتخابات المقررة لخارج سوريا في السفارات والقنصليات التابعة لنظام الأسد، فإن أبناء الجالية السورية في ألمانيا سينضمون وقفة أمام مبنى السفارة في برلين في الساعة العاشرة صباحا، يوم غد الخميس، وسيتم وضع صندوق انتخابي، مع لافتة بيضاء تؤكد عدم شرعية الانتخابات، علما أنه يوجد في ألمانيا نحو 800 ألف لاجئ جلهم هربوا عام 2015 في ذروة القصف الجوي والمدفعي على المدن والقرى السورية من قبل طائرات ومدافع نظام بشار الأسد.

 كما سيتم تنظيم وقفة احتجاجية آخرى للجالية السورية يوم السبت المقبل في نفس المكان الساعة التاسعة صباحا، وفق ما أكده منظمو الوقفات لموقع “أخبار القارة الأوروبية”.

ويرى معارضون سوريون أن “ما يجريه النظام السوري عبر مؤسسات الدولة التي يسيطر عليها في سوريا من أجل إقامة انتخابات رئاسية هذا الشهر، ما هو إلا مسرحية تعيد ما حدث في عام 2014 حيث يظهر مرشحون لمنافسة بشار الأسد في الانتخابات على كرسي الرئاسة، دون رصيد شعبي أو سياسي حقيقي”.

ويعكف النظام السوري على تنظيم هذه الانتخابات، في حين لايزال فيه أكثر من نصف الشعب السوري بين مهاجر ولاجئ في دول الجوار ودول العالم، كما تعاني البلاد من أزمة اقتصادية غير مسبوقة بسبب تعنت النظام على انتقال سياسي حقيقي في البلاد، كذلك فإن معدلات الفقر وصلت لأكثر من 90% من المدنيين المقيمين في مناطق النظام.

يذكر أنه قتل نحو مليون سوري فضلا عن 2 مليون جريح جراء الحرب التي شنها نظام بشار الأسد ضد المدنيين السوريين بمساندة إيران وروسيا بعد ثورة شعبية ضد نظام حكمه بدأت في ربيع 2011 وكان، ثورة شعبية سلمية سرعان ما تحولت إلى ثورة مسلحة بعد مرور 7 أشهر وذلك على إثر مقتل أكثر من 10 آلاف متظاهر برصاص قوات أمن النظام.

Exit mobile version