أخبار القارة الأوروبية – سويسرا
كشف تحقيق قامت به صحيفة سويسرية عن أن شركة ألمانية صدرت مواد كيماوية للنظام السوري دخلت في إنتاج أسلحة كيمائية.
صحيفة “زونتاغس تسايتونغ” السويسرية قالت أمس الاحد، إن هذه المواد تم الحصول عليها عن طريق طلبية قدمتها شركة (إم بي آي) للأدوية في سوريا لشركة سويسرية في بازل مملوكة لشركة برينتاغ الألمانية.
وأضافت أن شركة (إم بي آي) لم تحصل سوى على نحو 20% من الكمية المطلوبة، مشيرة إلى أن من غير المعروف ما حدث مع الكمية الباقية والتي تقدر بنحو أربعة أطنان بعد أن دخلت سوريا.
تضيف الصحيفة أن هذا النتيجة جاءت بعد تحقيق استمر عاماً، وأنه أصبح بإمكان وحدة التحقيق التابعة لمجموعة “تاميديا” الإعلامية السويسرية، تأكيد أن معظم المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة دواء “فولتارين” لم تصل قط إلى وجهتها. ويخشى عميد سوري سابق من أنها استخدمت لتصنيع أسلحة كيميائية.
وقالت الصحيفة إنه بعد رحلة على متن قارب استغرقت أسابيع، وامتدت من مدينة بازل على نهر الراين إلى مدينة اللاذقية الواقعة على ساحل البحر المتوسط، وصلت أخيراً خمسة أطنان من الإيزوبروبانول و280 كيلوغراماً من مادة ثنائي إيثيل أمين إلى مخازن “شركة المتوسط للصناعات الدوائية” في 14 كانون الثاني/ يناير 2015.
في السياق، نقل عن العميد السوري السابق زاهر الساكت قوله للصحيفة “بالتأكيد وبدون أي تساؤلات فإن هذه المواد دخلت في إنتاج أسلحة كيماوية”.
من جانبها، أكدت الشركة السويسرية أن توريد هذه المواد لم يتعارض مع القانون الساري، وكانت توريدات شركة برينتاغ إلى الشركة السورية قد احتلت عناوين الصحف قبل ثلاثة أعوام.
وقالت الشركة الأم برينتاغ في مدينة إيسن في غرب ألمانيا إن الطلبية تعلقت بالمواد الكيماوية الأيزوبروبانول وديثيلامين، مشيرة إلى أن الشركة السورية (إم بي آي) كانت تسعى لاستخدام هذه المواد لإنتاج أقراص مسكنة للآلام.
وحسب معلومات الصحيفة، فإن هذه المواد تم توريدها من دويسبورغ (غرب ألمانيا) إلى بازل حيث تقع الشركة السويسرية المملوكة لبرينتاغ.
ويمكن لهذه المواد أن تنتج أيضا مادة السارين الحربية الكيماوية، وقد قُتِلَ بهذه المادة السامة مئات الأشخاص في سوريا في هجمات وقعت في البلاد منذ عام 2013.
وتُعد شركة المتوسط للصناعات الدوائية- التي تبعد قرابة 20 كيلومتراً من العاصمة دمشق، والتي كان يعمل لديها حوالى 150 موظفاً في ذلك الوقت- واحدة من الشركات الرائدة في القطاع الدوائي السوري، ولدى الشركة تراخيص تسمح لها بتصنيع أدوية كثيرة، لا سيما عقار فولتارين المضاد للالتهاب، المملوك لِعملاقة الأدوية السويسرية “نوفارتس”.
وبينما يدخل “الإيزوبروبانول” في صناعة العقاقير الطبية كافة، فمن المعروف أيضاً أنه مادة كيميائية مزدوجة الاستخدام، أيّ أن لها استخدامات سلمية مشروعة، لكنها قد تستخدم أيضاً في صناعة الأسلحة الكيميائية، كذلك، يُعد الإيزوبروبانول بالفعل عنصراً أساسياً في تصنيع السارين: غاز الأعصاب سيئ السمعة.
وقد حظر الاتحاد الأوروبي بيع الإيزوبروبانول إلى سوريا، من دون الحصول على تصريح خاص، منذ اندلاع الحرب في 2011.
وكان تحقيق أجرته منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” قد حمل في 20 نيسان/إبريل 2020 سلاح الجو التابع للنظام السوري المسؤولية عن سلسلة من الهجمات الكيماوية باستخدام غاز السارين والكلور، في أواخر آذار/ مارس 2017، على بلدة اللطامنة بريف حماة.
Comments 4