النمسا توصد أبوابها أمام المهاجرين

أرشيف

أخبار القارة الأوروبية – النمسا

تتخذ النمسا موقفا حادا تجاه الهجرة غير الشرعية واستقبال اللاجئين خاصة بعد أن تدهورت الأوضاع الأمنية في العاصمة الأفغانية كابول وبدء تدفق اللاجئين.

المؤتمر السنوي لحزب الشعب النمساوي وهو حزب الأكثرية الذي يقود الائتلاف الحاكم في البلاد شهد يوم أمس السبت، تركيزا شديدا على مسألة الهجرة غير الشرعية.

فالحزب الذي جدد الثقة في رئاسة المستشار سباستيان كورتس للحزب ، بنسبة 99.4%، بمدينة (سانت بولتن) عاصمة ولاية النمسا السفلى ذكر أنه يركز على مناقشة الخط السياسي للحزب خلال السنوات القليلة المقبلة، إضافة إلى التصويت على إعادة انتخاب المستشار كورتس رئيسًا للحزب.

المؤتمر شدد أيضا على سبل منع الهجرة غير الشرعية وإجهاض تهريب البشر وتعزيز جهود حماية المناخ، فضلا عن قضايا داخلية، أبرزها التحقق من اندماج المهاجرين الوافدين للبلاد.

في السياق رحبت النمسا وفي إطار موقفها الصارم من عمليات الهجرة غير الشرعية، بقرار السلطات البولندية تشديد القيود الحدودية مع بيلاروسيا بإقامة سياج حدودي شائك بين البلدين، بهدف مواجهة مخاطر الهجرة غير الشرعية، خاصة بعد تصاعد أزمة تدفق اللاجئين من أفغانستان.

تنسيق مع بولندا وبيلاروسيا

كما اعتبرت الخارجية النمساوية أن شروع بولندا في تحصين 400 كيلو متر من الحدود مع بيلاروسيا، هو خطوة مهمة تتكامل مع دعم النمسا إلى ليتوانيا أيضا لتأمين حدودها مع بيلاروسيا، فيما شددت، الثلاثاء الماضي، على تضامنها الشديد مع ليتوانيا في مواجهة ضغوط الهجرة غير الشرعية خاصة على طول حدودها مع بيلاروسيا.

 و قالت كلوديا تانر وزيرة الدفاع النمساوية، إن أزمة جائحة كورونا يجب ألا تصرف أنظارنا عن تهديدات وتحديات خطيرة أخرى أهمها مواجهة تدفق الهجرة غير الشرعية الى البلاد، مشيرة الى التزام القوات المسلحة بتأمين الحدود وإبقاء تدفقات المهاجرين تحت السيطرة.

جاء ذلك خلال تفقد وزيري خارجية وداخلية النمسا، ألكسندر شالينبرج وكارل نيهمر، للشريط الحدودي بين ليتوانيا وبيلاروسيا؛ لمتابعة جهود مراقبة السور الشائك بين البلدين بحضور قيادات أمنية في ليتوانيا.

من جانبه قال وزير الخارجية النمساوي، ألكسندر شالينبرج، إن بلاده خاصة والاتحاد الأوروبي بشكل عام لن يقبلا أبدًا باستخدام المهاجرين واللاجئين كأسلحة ضد الاستقرار في المنطقة.

يشار إلى أن الحدود بين ليتوانيا وبيلاروسيا شهدت مؤخرا تدفقات واسعة للمهاجرين غير الشرعيين وأغلبهم من العراقيين، حيث استغل المهربون الخلاف السياسي بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا في تكثيف أنشطة التهريب.

موقف النمسا المتشدد من المهاجرين أثرت فيه عدة عوامل أبرزها هو استقبال البلاد ما يزيد عن واحد في المئة من سكانها من طالبي اللجوء خلال أزمة الهجرة في أوروبا في عامي 2015 و2016، وهو ما استغله كورتس وبنى مستقبله السياسي على اتخاذ موقف متشدد بشأن الهجرة وفاز في كل الانتخابات البرلمانية منذ عام 2017.

وعليه باءت محاولات الاتحاد الأوروبي التوصل لحل بشأن ما يجب عمله مع الأفغان الذين ساعدوه على مدار العشرين عاما الماضية، لكن باب النمسا ظل موصدا وظهر ذلك في تصريحات كورتس الذي قال إن القدوم إلى النمسا ليس أحد الخيارات.

وتشير بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعام 2020 إلى وجود أكثر من 40 ألف لاجئ أفغاني في النمسا فيما يعد ثاني أكبر عدد في أوروبا بعد ألمانيا التي يوجد بها 148 ألف لاجئ، رغم أن عدد سكان النمسا يقل عن ألمانيا تسع مرات.

Exit mobile version