تهديد بإضراب عام.. تواصل الاحتجاجات ضد فرض الشهادة الصحية في فرنسا

أخبار القارة الأوروبية – فرنسا

ما تزال فرنسا تعاني من تفاقم الإصابات بعدوى كورونا في جميع أنحاء البلاد، رغم حملة التطعيم الواسعة والتي أثارت الاستياء بين قطاع من الفرنسيين وتسببت في موجات احتجاجية متعاقبة.

فقد سجلت فرنسا عشرة آلاف و410 إصابات جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ 24 الماضية، كما سجلت البلاد 49 حالة وفاة إضافية، وبذلك ترتفع بذلك حصيلة الإصابات الإجمالية في البلاد إلى ستة ملايين و910 آلاف و865 إصابة، والوفيات إلى 115 ألفا و352 وفاة.

يأتي هذا في وقت قالت فيه وزارة الداخلية الفرنسية إن 140 ألف شخص قد تظاهروا للأسبوع الثامن على التوالي احتجاجا على الشهادة الصحية التي فرضتها الحكومة لمواجهة جائحة كورونا.

أعداد المتظاهرين تراجعت نسبيا مقارنة بالأسابيع الماضية، بعد أن شهد الأسبوع الرابع على سبيل المثال تظاهر215 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد.

من جهتها أحصت الداخلية الفرنسية يوم السبت الماضي قرابة 140 ألف شخص بينهم نحو 18 ألفا في باريس تظاهروا للأسبوع الثامن على التوالي ضد التصريح الصحي (الشهادة الصحية) المفروض في مدن عدة في فرنسا لمواجهة فيروس كورونا، في أعداد أقل من تلك التي شاركت في التجمعات الماضية. كما أحصت الوزارة 215 تجمعاً بينها خمسة في باريس.

وتراجعت التعبئة مقارنة بالأسابيع الماضية، ففي العطلة الأسبوعية الماضية، أُحصيت مشاركة قرابة 160 ألف متظاهر، ومنذ أسبوعين نحو 175 ألفا وبلغ عدد المشاركين منذ ثلاثة أسابيع قرابة 215 ألفا، بحسب الوزارة.

إحصاء أعداد مجموعة “الرقم الأصفر” التي تنشر أعداد المتظاهرين في كل مدينة على حدى على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوكن لم تكن متوفرة، لكن المجموة أحصت مشاركة حوالى 323 ألف متظاهر السبت الماضي.

رفض التصريح الصحي جاء أيضا من جانب اليمين المتطرف بعد أن قال رئيس حركة الوطنيين فلوريان فيليبو إنه “ستتم مقاطعة التصريح الصحي، وسنعطي جرعة ثالثة من المقاطعة وهذا التصريح سيسقط”.

وكانت السلطات الفرنسية قد أطلقت يوم الأربعاء الماضي حملة لإعطاء جرعة ثالثة معززة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19، للأشخاص الأكبر سنا والأكثر عرضة للخطر، وهو ما قوبل من فيليبو بأن توعد بالذهاب “إلى حد الإضراب العام إذا لزم الأمر” ضد هذا التصريح.

مدينة مرسيليا أكبر مدن الجنوب شهدت أيضا انطلاق آلاف الأشخاص من الميناء القديم، معظمهم دون كمامات، تحت أشعة الشمس حاملين الأعلام الفرنسية، ورفعوا لافتة كتب عليها “لا للتصريح الصحي. لا للتمييز. لا للترهب: حرية”، فيما نُظمت تجمعات أيضا في رين ومونبيلييه وليون ونيس وليل ونانت وبوردو وستراسبورغ.

وتقترب فرنسا التي تعد حوالى 67 مليون نسمة، من تلقيح 50 مليون شخص بجرعة واحدة على الأقل. إضافة إلى ذلك، بات نحو 45 مليونا أي 67,3% من مجموع السكان، ملقحين بشكل كامل.

وبلغ عدد المرضى في أجنحة الرعاية الحرجة بفرنسا، 2223، يوم السبت الماضي بانخفاض 36  عن اليوم السابق. ورغم حالة الرفض التي تخرج في صورة مظاهرات شهدتها نسبة كبيرة من المدن الفرنسية إلا أن المسؤولين الفرنسيين يخشون الموجة الرابعة من وباء كورونا،  ويؤكدون أن هناك قبولا شعبيا لمسألة التطعيم.

مدير الصحة الفرنسية، جيروم سالومون، من جانبه أكد أن بلاده تعيش نقطة تحول مهمة بسبب الموجة الرابعة لفيروس كورونا.

سالومون قال: “نحن في فترة حساسمة وحاسمة، عند نقطة تحول مهمة في الموجة الرابعة من العدوى بفيروس كورونا، نظرًا لانتهاء العطلة الصيفية وبداية العام الدراسي على وجه الخصوص”، مضيفا  : “لكنني واثق لأنني أجد أن الفرنسيين يظهرون تفهما بشكل جماعي أكثر فأكثر، لقد فهموا قيمة التطعيم”.

وأوضح المدير العام للصحة في فرنسا أن الموجة الرابعة في بلاده تتطور بشكل إيجابي حيث انخفض عدد الحالات بنسبة 20% في أسبوع واحد، مؤكدا أن “هذا عنصر مهم حتى لو ظل الوضع صعبًا للغاية في أقاليم ما وراء البحار”.

جيروم شدد على امتلاك فرنسا جميع الأدوات اللازمة لجعل بداية العام الدراسي تسير على ما يرام، التطعيم للكبار، والأقنعة، والاختبارات، والتهوية، والبروتوكول الصحي.

وأكد سالومون أنه كلما زاد التطعيم قل القلق، مشيرا إلى أن هناك نحو 57 مليون فرنسي مؤهلون للتطعيم، وهناك بضعة ملايين من الأشخاص يجب إقناعهم”.

Exit mobile version