قائمة “نحن برلين” تدخل الانتخابات الألمانية وعينها على مشكلات اللاجئين والشباب

أخبار القارة الأوروبية – فريق التحرير

تصوير: خالد خليفة رزق

تخوض قائمة “نحن برلين”، الانتخابات المحلية في العاصمة الألمانية “برلين” لتكون صوتاً حقيقياً للمهاجرين واللاجئين، إذ ترتكز “بشدة” على الشباب الذين يمثلون 90% من مرشحيها، وتسعى القائمة للتطرق لقضايا حساسة لم تسعى الأحزاب الألمانية الدخول بها ولا سيما قضايا الجالية العربية والإسلامية بهدف التأسيس لمرحلة جديدة تضمن مشاركة المهاجرين العرب في البرلمان.

وتغطي القائمة ٤ بلديات هي ” شبانداو وشالتنبورج وفلمرزدورف وكرويستبرج وفردريششاين النويكولن”، وتدفع بـ18 مرشحا منهم 8 نساء و10 رجال وهم من أصول تركية وعربية وأذربيجانيّة وألمانيةّ لتضمن تنوعا فريدا لم تشهده الأحزاب الألمانية من قبل.

الفكرة ووعود الأحزاب الألمانية..

العضو المؤسس في المبادرة “ماهر دريدي” أكد لموقع “أخبار القارة الأوروبية” أن “فكرة المبادرة  انطلقت في أكتوبر الماضي وأسسها عدد من السياسيين الألمان الذين ينتمون لأصول مهاجرة بقيادة “ثائر جمعة”، فضلا عن عدد من الشخصيات الأخرى، لافتاً إلى أن “الأحزاب الألمانية اعتادت بث الدعاية وإطلاق الوعود للحصول على أصوات المهاجرين واللاجئين إلا أن تلك الوعود سرعان ما تتبخر بعد انتهاء الانتخابات وتعود مشاكل العنصرية والتوظيف والاندماج وغيرها التي تواجه تلك الجاليات وتظل المطالب هي نفسها في الدورة الانتخابية الجديدة”.

وقال “الدريدي” “سئمنا من المبادرات التي تقدمها الاحزاب الالمانية وقررنا أن نبدأ بتأسيس قائمة جديدة تضم مواطنين ألمان من أصول مهاجرة في البلديات، ونسعى لمجابهة العنصرية وتغيير الصورة النمطية عن العرب والجاليات الأخرى عبر تقديم النماذج الناجحة بعيدا عن الإعلام الموجّه، وكذلك دعم الحرية الدينية”، مؤكداً أنه “في المرحلة القادمة ستنطلق القائمة للمنافسة في البرلمان الالماني ومجلس ولاية برلين”.

يذكر أن  من يحق له الانتخابات في المجالس البلدية هو من يحمل الجنسية الألمانية أو الجنسية الأوروبية، وفي ولاية برلين يحق التصويت ابتداءً من عمر  16 عاماً، أما في الولايات الأخرى يحق لمن وصل عمر   18 عاماً المشاركة في انتخاب المجالس البلدية.

من الحملة الانتخابية لقائمة “نحن برلين”

البرنامج الانتخابي..

وتقدم “نحن برلين” برنامجا يهتم بمحاور عدة أبرزها الشباب ومشاكل وقت الفراغ وما يتعلق بفتح المراكز الشبابية نهاية الأسبوع، فضلا عن حل مشاكل التعليم وتوفير المقاعد بالمدارس، بالإضافة إلى أزمة قلة عدد مدارس والروضات ودور الحضانة وتوفير الدعم المالي.

وعن المحور الثالث في البرنامج الانتخابي يقول “دريدي” لموقع “أخبار القارة الأوروبية”: “سنعمل على معالجة  قضية السكن وحل الازمة والتغلب على السماسرة التي تسيطر على سوق العقارات عبر مجموعة من الاقتراحات البناءة التي تساهم في حل هذه المشكلة ومنها افتتاح مكتب مختص بأمور السكن في كل بلدية تتعامل مباشرة مع الشركات وتوفر المنازل دون وسيط ودون دفع (الكمسيون)”، لافتاً إلى أن “الكثيرين يعانون من مشكلة السكن وهناك فساد من قبل أصحاب الشركات، اذ وصل سعر سمسرة الشقة إلى قرابة 10 آلاف يورو في بعض الأحيان”.

إلى جانب ذلك، أكد “الدريدي”، أن “البرنامج الانتخابي يركز على “تعزيز دور المرأة في المؤسسات، ومجابهة العنصرية وتغيير الصورة النمطية عن العرب، وكذلك دعم الحرية الدينية وتسهيل اندماج المرأة المحجبة في الحياة باعتبار الحجاب موروثا ثقافيا وليس رمزا دينيا فقط، ليتاح لها العمل في المستشفيات والمدارس والوظائف الحكومية”.

وتسعى القائمة لاعتماد اللغة العربية كلغة أجنبية ثالثة في ألمانيا والاعتراف بالدين الإسلامي في ظل وجود قرابة خمسة ملايين ونصف مليون مسلم يعيشون في البلاد، وهو مطلب تنادي بها قائمة “نحن برلين” حتى تتبناه باقي الأحزاب، رغم أن القائمة متنوعة وبها مسلمون ومسيحيون ولا دينيون.

يذكر أن الانتخابات البرلمانية الألمانية ستجري في 26 سبتمبر/ أيلول، وسيكون للقوة السياسية المنتصرة فيها الحق في تشكيل حكومة.

وتجري الانتخابات البرلمانية الألمانية كل أربع سنوات، وفي العادة يفوز الحزب المسيحي الديمقراطي بالمرتبة الأولى فيها يليه الحزب الاشتراكي الديمقراطي، غير أن صعود حزبي “الخضر” و “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف قد يقلب هذه المعادلة المستمرة منذ عقود.

 

العضو المؤسس في المبادرة “ماهر دريدي”

اللوبي العرب والجيل القديم..

في المقابل، أكد “الدريدي” أن ” القائمة تسعى لإيجاد حل لمشاكل المهاجرين من خلال ضمان الوظيفة والسكن والتعليم وتوجيههم في هذا المجال للمساعدة في دمجهم بالمجتمع الالماني إضافة إلى إتقانهم للغة الألمانية، ومساعدتهم في الحصول على الجنسية وحل مشاكل الجاليات الفلسطينية واللبنانية والسورية وغيرهم..”، لافتاً إلى أن “التغييرات الديموغرافية التي حدثت آخر عشر سنوات تقتضي علينا الاستثمار في المهاجرين لأنه خلال الخمس سنوات القادمة معظمهم سيحصل على الجنسية الألمانية، وبالتالي اعتمدنا على استراتيجية التحضير والعمل مع المهاجرين حتى تتم التوعية السياسية والتعريف بالقانون الألماني في الحقوق أو الواجبات لأن المهاجرين سيكونون نواة لجزء لا يتجزأ من المجتمع الألماني وبالتالي يفرض علينا كقائمة نعمل مع هذه الفئة وتحضيرهم في التوعية السياسية”.

ويرى العضو المؤسس في قائمة “نحن برلين” كريتسبيرغ – فريدريششاين أن “مشكلة عدم وجود جالية عربية موحدة تعتبر من أبرز المشاكل التي تواجه العرب خاصة وأن أعدادهم تزيد عن 700 ألف ما يمكنهم من خلاله تشكيل لوبي يضغط ويحل العديد من المشكلات التي تواجههم”، موضحاً أن “14 دولة عربية ممثلة في برلين وكانت هناك محاولات بشكل فردي ومستقل فالجالية الفلسطينية تحاول إيجاد جالية تجمعهم، أما السوريون فلم يبادروا لذلك حتى الآن، ولو حدث ذلك كان سيساهم في حل مشكلتهم لأن الجالية لها ترخيص ولها موقع قانوني يسمح لها بالحديث للبرلمان ورئيس الدولة”.

إلى جانب ذلك، لفت “الدريدي”، أن “هناك صراع بين الجيل القديم والجيل الجديد، والمشكلة الأساسية أن الجيل القديم لا يسمح لجيل الشباب بالتجربة وتشغلهم فكرة المناصب والكراسي، وهناك غياب للوعي العربي الكافي، بالإضافة إلى النزعة الوطنية التي تشرذم وتعيق التوحد”، مؤكداً أنه “في الوقت الحالي من الممكن أن تتغير هذه الصورة إذا قرر الشباب أخذ زمام المبادرة، وعددهم 400 ألف شخص يمكن أن يشكلوا الضغط لكن المشكلة في الأنانية والفردية”.

 

من الحملة الانتخابية لقائمة “نحن برلين”

المبادرة العربية..

ويؤكد القائمون على هذه القائمة التي تنوي الدخول بقوة في الانتخابات المحلية أن كل شخص يستطيع محاسبة مرشحيها على أدائهم في أي وقت، وهي تعتمد على التمويل الذاتي من اشتراكات أعضائها وتبرعات من أصدقاء القائمة وتفتح حسابا بنكيا لتلقي التبرعات لا سيما وأن القانون الألماني فيه شفافية في مسألة التمويل.

“الدريدي” يقول لأخبار القارة الأوروبية “نتمنى من كل شخص لديه الحق في الانتخاب أن يشارك في الانتخاب ويمارس حقه القانوني كجزء من المجتمع وهناك استغلال من الأحزاب الألمانية التي تطالب بأصوات العرب لكن لا تتبنى أي شيء من الوعود”، موضحاً أن “هناك قضايا مفصلية تخص المهاجرين لأنننا جزء من المجتمع الألماني ونحن منتجين للثقافة والفن والتعليم والاقتصاد وبالتالي يجب أن نأخذ حقنا في المشاركة والتمثيل الحقيقي”.

وأشار الدريدي” إلى أن “المبادرة العربية ليست قائمة مشاركة في الانتخابات البرلمانية او البلدية والهدف منها توعية الناس لضرورة المشاركة في الانتخابات وتشجيعهم والتقينا معهم ونشجع مبادرتهم”، مؤكداً أن “الفكرة جميلة ونحن كقائمة ندعمها، وكنا نتمنى أن يكون لديهم مرشحون لان هذا يخلق جو من التنافس الإيجابي”.

محاور عديدة ومشاكل مختلفة تسعى قائمة نحن برلين لحلها ومعالجتها لكن مشاركة العرب والمهاجرين في الانتخابات بقوة ودعم القائمة قد يشكل نقطة محورية في قدرتها على كسب الأصوات.

على هامش اللقاء
مرشحو قائمة “نحن برلين”
Exit mobile version