صمويل جونسون الكاتب والأديب صاحب التأثير البالغ في اللغة الإنجليزية

صمويل جونسون الكاتب والأديب صاحب التأثير البالغ في اللغة الإنجليزية

أخبار القارة الأوروبية – بورتريه

يعد “صمويل جونسون” واحدا من أشهر الأدباء الانجليز، فقد كان شاعرا ومؤلفا مسرحيا، وفيلوسفا أخلاقيا، وناقدا أدبيا، وكاتبا سيرة ذاتية، ومحررا، ولغويا، وكاتبا للمقالات.

ولد “صمويل جونسون”” في 18 سبتمبر من عام 1709 في مدينة ليتشفيلد الواقعة في مقاطعة ستافوردشاير وسط إنجلترا، لأبوين هما بائع الكتب مايكل جونسون، وسارة فورد جونسون.

 جرت عملية الولادة في منزل العائلة الواقع فوق مكتبة والده في مدينة ليتشفيلد في مقاطعة ستافوردشاير، وكانت والدته -عندما أنجبته- في الأربعين من عمرها، واعتبر حمل والدته به حملًا متأخرًا بشكل غير اعتيادي، لذلك اضطرت العائلة إلى اتخاذ احتياطات إضافية لعملية الولادة، وطلبت قابلًا (رجلًا) وجراحًا ذو سمعة عظيمة اسمه «جورج هيكتور» للمساعدة في عملية الولادة.

 ولم يبكِ المولود صمويل بعد اللحظات الأولى من ولادته، وكانت هناك العديد من المخاوف على صحته. خشيت العائلة من احتمالية وفاة الطفل جونسون، واستدعت كاهن كنيسة القديسة ماري لتعميده.

 اختير للطفل صمويل أبوين روحيين اثنين، وهما صمويل سوينفن، وهو طبيب تخرج من كلية بيمبروك في أوكسفورد، وريتشارد ويكفيلد، المحامي والمحقق في الطب الشرعي، وكاتب محكمة مدينة ليتشفيلد.

تحسنت صحة جونسون مع الوقت، واضطرت العائلة لاستئجار المرضعة “جون ماركلو” لإرضاعه. أُصيب صمويل جونسون بعد فترة قصيرة من ذلك بمرض التهاب العقد اللمفاوية العنقية السلي، المعروف في ذلك الوقت باسم «شر الملك» لشيوع فكرة تمكن العائلة الحاكمة من شفائه في ذلك الوقت.

 أوصى السير جون فلوير، الطبيب السابق للملك تشارلز الثاني، بأن يتلقى الفتى جونسون «اللمسة الملكية»، تجاوبت عائلة جونسون مع هذه النصيحة، وطلبت ذلك من الملكة آن التي لبت الطلب في 30 مارس 1712، لكن دون جدوى، اضطر جونسون في نهاية الأمر إلى الخضوع لعمل جراحي ترك ندوبًا دائمة على وجهه وجسده.

 لم يكن والد صمويل –بعد ولادة ابنه الثاني ناثانييل بعد بضعة أشهر من العمل الجراحي لصمويل- قادرًا على سداد الديون المتراكمة عليه على مر السنين، ولم تعد العائلة قادرةً على الحفاظ على مستوى المعيشة الذي اعتادت عليه.

أظهر صمويل علامات ذكاء استثنائية خلال فترة طفولته، واعتاد والداه أن يتباهيا بإنجازاته المكتسبة حديثًا (الأمر الذي رفضه صمويل عندما في فترة لاحقة من حياته).

بدأ جونسون بتلقي التعليم في سن الثالثة إذ حملت والدته على عاتقها مهمة تعليمه، وجعلته يقرأ ويحفظ مقاطع من كتاب الصلاة المشتركة.

أُرسل صمويل جونسون –عندما أصبح في سن الرابعة- إلى مدرسة قريبة، وأرسل في سن السادسة إلى صانع أحذية متقاعد -لمدة عام واحد- لمواصلة تعليمه عنده، التحق جونسون بعد ذلك بمدرسة ليتشفيلد لتعلم قواعد اللغة، وتفوق فيها باللغة اللاتينية.

 بدأ جونسون في هذه الفترة من حياته بإظهار تشنجات لاإرادية أثرت فيما بعد على الطريقة التي تفاعل بها الناس معه، وشكلت الأساس لتشخيصه فيما بعد بمتلازمة توريت.

تفوق صمويل في دراسته، وتلقى ترقية إلى المستوى الأعلى في مدرسته في سن التاسعة، وأصبح جونسون، خلال هذه الفترة، صديقًا لإدموند هيكتور، ابن شقيق “جورج هيكتور” القابل (الرجل) الذي تولى عملية توليده، وجون تايلور الذي بقي على اتصال معه حتى آخر أيام حياته.

قدم العديد من المساهمات الأدبية الراسخة في الأدب الإنجليزي، وألف جيمس بوسويل كتابًا حول جونسون، وعنونه “حياة صمويل جونسون”، وهو الكتاب الذي وصفه والتر جاكسون بيت بأنه العمل الأكثر شهرة من بين كل أعمال السيرة الذاتية في الأدب.

نشر جونسون في عام 1755 -بعد تسعة أعوام من العمل المستمر- “قاموسًا للغة الإنجليزية”، كان لهذا القاموس تأثير بعيد المدى على اللغة الإنجليزية الحديثة، ونال شهرة واسعة كونه “واحدًا من أعظم الإنجازات المعرفية”.

 توسعت القاعدة الجماهيرية لجونسون بعد هذا العمل الاستثنائي كثيرًا، ظل قاموس جونسون هو القاموس البريطاني الأبرز إلى أن ظهر قاموس أوكسفورد الإنجليزي بعد 150 عامًا.

 تضمنت أعمال جونسون اللاحقة العديد من المقالات، ونسخات من مسرحيات شكسبير تشمل حواشيَ تفسيرية، وقصة “تاريخ راسيلاس، أمير الحبشة” المشهورة على نطاق واسع.

 أصبح جونسون بحلول عام 1763 صديقًا للكاتب والمهندس الاستكتلندي جيمس بوزويل، الذي رافقه لاحقًا في رحلته إلى اسكتلندا، ألف جونسون كتاب “رحلة إلى جزر اسكتلندا الغربية” ووصف فيه رحلاته المشتركة مع بوزويل إلى تلك الجزر.

 أنتج جونسون في نهاية حياته كتابًا ضخمًا مؤثرًا إلى حد بعيد يتحدث عن مجموعة من السير الذاتية والتقييمات لشعراء القرن السابع عشر والثامن عشر، حمل عنوان “حياة أبرز الشعراء الإنجليز”،  وفي في 13 ديسمبر من عام 1784.

Exit mobile version