أخبار القارة الأوروبية – فريق التحرير
تصوير: خالد خليفة رزق
أكد “مارتن هيكل” عمدة بلدية “نويكولن” في العاصمة الألمانية برلين والمرشح للانتخابات المحلية، أن “التعليم هو مفتاح النجاح والطريق الوحيد ليحصل الشباب والأطفال على فرص أفضل في الحياة”، لافتا إلى أنه “بغض النظر عن المكان الذي جاء منه الأشخاص فاللغة الأم إلى جانب الألمانية ستمنح الجيل الجديد فرصاً أفضل من أباءهم ليكونوا قادرين على العيش الكريم في المجتمع الألماني”.
“مارتن هيكل” الذي عمل مدرساً، شدد في تصريحات لـ “أخبار القارة الأوروبية” أن مهمته الأساسية قبل الخوض في الحديث عن السياسية وبرنامجه الانتخابي، جعل كل الأشخاص في حي “نويكولن” الذي يقطنه عدد كبير من العرب يحصلون على تعليم أفضل، ولا يغادرون المدرسة إلا بعد الحصول على شهادة التعليم (أب شلوس).
تعزيز الحريات..
المرشح عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي SPD للانتخابات المحلية عن منطقة نويكون “مارتن هيكل” أوضح أن “الأولوية الثانية لحل مشكلة السكن في الحي، وحماية المستأجرين بشكل أفضل وحل قضية إنهاء العقود من قبل المؤجر أو الزيادات المرتفعة في الإيجار، بالإضافة إلى توفير مساحة أكبر للبناء وانشاء شقق جديدة”، مشيرا إلى أن “الحي من أكثر المناطق حيوية في برلين، وربما الأكثر تنوعًا في كل ألمانيا، وهذا طبيعي، لأنك ستجد أحدهم يذهب إلى الكنيسة يوم الأحد، والأخر يذهب إلى صلاة الجمعة، ناهيك أنك قد تجد شخص ثالث لا يؤمن بأي إله، ومن يريد أن يعيش بأمان يجب ألا يخاف، بغض النظر عما إذا كان هنا منذ ثلاثون عاماً أو منذ ثلاث سنوات، ويمكن أن يجد حياة حرة وأفضل في ألمانيا”.
“هيكل” أردف أن “الأهم هو مسألة الاحترام في التعامل مع بعضنا البعض، والدستور الألماني يكفل المساواة في العيش للجميع الناس، وعلينا تعزيز الحرية في ممارسة الطقوس الدينية أكثر في المستقبل، واتخاذ إجراءات واضحة ضد جميع أشكال التمييز والعنصرية”.
يشار إلى أن “حي النويكولن” يقطنه نحو ٣٣٠ ألف نسمة موزعين على ١٥٥ جنسية اذ يتواجد نحو ١٢٨ ألف من أصول أجنبية ويمثل العرب ١٢% (٣٧ الف)، وهو من الأحياء العمالية، وعندما جاء العرب وغير العرب إليه تحول لعامل جذب للأجانب، لأن المعيشة فيها منخفضة التكلفة مقارنة بباقي المناطق.
عمدة نويكون أوضح أنه “يريد المزيد من الأشخاص الفاعلين في المجتمع العربي للمشاركة في الحياة الاجتماعية، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذ شعروا أنهم يؤخذون على محمل الجد وعلى مستوى واحد من الجميع”. لافتاً إلى أن “خير دليل على ذلك مشاركة عدد من النساء العربيات الناشطات في مشروع Stadtteilmütter لبناء الجسور بين الأسرة والمجتمع”.
مجتمع متساوي..
وعن موقف الحزب الديمقراطي الاشتراكي SPD من الهجرة واللجوء قال “مارتن هيكل” لـ”أخبار القارة الأوروبية”: “يقف الحزب الديمقراطي الاشتراكي من أجل مجتمع منفتح وعادل، ويحارب مثلي ضد كل و جميع أشكال التمييز، وينطلق من مبدأ أن لكل شخص نفس الفرص العادلة بغض النظر عن أصلهم أو الجنس أو الدين أو الإعاقة أو التوجه الجنسي”، مؤكداً أن ” الذي يتعرض للتمييز يحتاجون إلى مزيد من الدعم من المجتمع، سواء عند البحث عن منزل أو عند تقديم طلب أو في الشارع”.
إلى جانب ذلك، أضاف المرشح “هيكل”: “أريد أن نكون في الحي على نفس مستوى العين ( قصده عالم متساوي)، وللأسف هذا الامر لم يكن على القدر المنشود، ومن يرتكب جرائم عنصرية يجب أن يعاقب بغض النظر عما إذا كانت جريمة كراهية على الإنترنت أو الإهانات أو حتى الاعتداء الجسدي”.
أما عن موقفه من قضية اللاجئين فيوضح عمدة بلدية “نويكون”: “موقفي واضح أيضًا بشأن موضوع اللجوء، ومن يحتاج إلى الحماية يجب أن يحصل عليها في ألمانيا، وبالنسبة لي المهم ألا نرتكب نفس أخطاء الماضي، لأن كثير من الناس في الحي الذين جاءوا منذ عشر سنوات يعانون من مشكلة دولدنك Duldung “، مؤكداً أن “الدولدنك أحد أكبر أخطاء الماضي، ويجب أن يكون للناس آفاق حقيقية للعيش في أمان والحصول على الحرية، وهذا يجب أن يشمل أولاً وقبل كل شيء تصريح آمن للإقامة”. (توضيح)
يذكر أن تصريح الإقامة المتسامحة أو “Duldung” هو ليس تصريح إقامة فعليًا، ولكنه مستند مؤقت يمكّن حامله من البقاء في ألمانيا لفترة محدودة، اذ يمكن لأولئك الذين يحملون تصريح إقامة متسامحة الإقامة بشكل قانوني في ألمانيا لفترة معينة، لكن التزامهم بالمغادرة لا يزال قائماً، ويتم إصدار تصريح الإقامة المتسامحة لبضعة أيام أو أسابيع أو أشهر، وإذا استمرت عوائق الترحيل أو الأسباب الأخرى لإصدار “Duldung” ، فسيتم تمديد تصريح الإقامة، وفي حين زوال الأسباب سيتم الغاء تصريح الإقامة والبدء بإجراءات الترحيل إذا لم يستطع الشخص الحصول على نوع إقامة أخرى لأي سبب كان.
مشكلات ومطالب..
وينظر “مارتن” لدور الجالية العربية بشكل مختلف، موضحا أنه “يريد أن يكون المجتمع العربي وممثليه في المستقبل أكثر انخراطا في الحوار، فالحوار يؤدي إلى التساوي، كما أن تبادل وجهات النظر يبعد المخاوف ويوثر على سياسة الحي بشكل إيجابي، ومن ناحية هناك العديد من العائلات التي جاءت على سبيل المثل إلى ألمانيا من لبنان في ثمانينيات القرن المنصرم، بالإضافة إلى أن هناك عدد كبير من الذين قدموا منذ بضع سنوات يريدون فقط العيش هنا، وجميعهم لديهم مطالب مختلفة، ومشكلات مختلفة جدا، وأسمع هذا مرارا وتكرارا في المحادثات مع الجالية العربية”.
“مارتن هيكل” ختم حديثه بالقول: “بصفتي عمدة، أنا أتحدث بالفعل إلى عدد كبير من أفراد الجالية العربية، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني تجربتها، والاجابة على عدد من الأسئلة ومنها التوقعات والمخاوف والآمال الموجودة، وهذه الطريقة التي نستطيع من خلالها إشراك الجميع في اتخاذ القرارات”.
يشار إلى أنه يحق لكل شخص يحمل الجنسية الألمانية أو الجنسية الأوروبية، في ولاية برلين، التصويت في الانتخابات المحلية ابتداءً من عمر 16 عاماً، أما في الولايات الأخرى يحق لمن وصل عمر 18 عاماً المشاركة في انتخاب المجالس البلدية.
ومن المقرر أن تنظم لانتخابات التشريعية في ألمانيا يوم 26 سبتمبر/ أيلول الجاري، وسيكون للقوة السياسية المنتصرة فيها الحق في تشكيل حكومة.
يذكر أنه في ألمانيا تجري الانتخابات البرلمانية كل أربع سنوات، وفي العادة يفوز الحزب المسيحي الديمقراطي بالمرتبة الأولى فيها يليه الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لكن صعود حزبي “الخضر” و “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف قد يقلب هذه المعادلة المستمرة منذ عقود.