أخبار القارة الأوروبية – ألمانيا
بهدف الاطلاع على أوضاع الجالية العربية وإيصال صوتها قبيل إجراء الانتخابات التشريعية الألمانية، عقد في المركز العربي الألماني أمس الأربعاء، “مارتن هيكل” عمدة حي “نويكولن” في العاصمة برلين والمرشح للانتخابات المحلية، لقاء مطول مع عدد من أبناء الجالية العربية.
وجرى خلال اللقاء طرح الكثير من الأسئلة للعمدة من قبل الحاضرين، بهدف الوقوف على أبرز ملامح الفترة القادمة للحي الذي يضم جالية عربية كبيرة، في حال إعادة انتخابه.
كما جرى نقاش موسع حول إيجاد حل لمشاكل المهاجرين من خلال ضمان الوظيفة والسكن والتعليم وتوجيههم في هذا المجال للمساعدة في دمجهم بالمجتمع الالماني، إضافة إلى إتقانهم للغة الألمانية.
وأكد السكرتير العام للمجلس الألماني العربي الأعلى “حذيفة المشهداني” الذي أشرف على تنظيم اللقاء لموقع “أخبار القارة الأوروبية”، أن “هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات لفتح مزيد من قنوات الحوار مع السلطات المحلية الألمانية لدعم مؤسسات الجالية العربية وأفرادها فيما يخص اللجوء وسوق العمل والاندماج”، موضحاً أن “المسؤولين الحكوميين في حكومة برلين، رحبوا بفكرة المجلس الأعلى الذي سيكون أداة جامعة وشاملة وغير مؤدلجة سياسياً، لجميع العرب وإحداث نقله نوعية في دعم السلم والأمن المجتمعي ومحاربة خطاب الكراهية وظاهرة التطرف”.
وأفاد المشهداني بأن “هناك طرح لإقامة صالون ثقافي وأدبي يجمع الكتاب العرب المقيمين في برلين، “ليكون منبراً ثقافياً ومنصة لتغيير الصورة النمطية عن الجالية العربية التي تتخذها بعض وسائل الاعلام الألمانية أداة لتشويه الثقافة والحضارة العربية”، موضحاً أن “التغييرات الديموغرافية التي حدثت آخر عشر سنوات تقتضي علينا الاستثمار في المهاجرين لأنه خلال الخمس سنوات القادمة معظمهم سيحصل على الجنسية الألمانية”.
وعقد المجلس العربي الأعلى أولى اجتماعاته في العام 2020 ليكون مؤسسة (جامعة شاملة المانية عربية)، ويضم اتحاد الجاليات والجمعيات والمعاهد والمراكز وغالب الفعاليات العربية المسجلة بشكل رسمي في الدوائر الحكومية.
بدوره، أكد المرشح “هيكل” لـ”أخبار القارة الأوروبية” في لقاء سابق عن موقفه من قضية اللاجئين بأنه واضح وقال :”من يحتاج إلى الحماية يجب أن يحصل عليها في ألمانيا”.
وأضاف عمدة النويكولن “المهم ألا نرتكب نفس أخطاء الماضي، لأن كثير من الناس في الحي الذين جاءوا منذ عشر سنوات يعانون من مشكلة دولدنك Duldung “، معتبرا أن الدولدنك هي”أحد أكبر أخطاء الماضي”، ويجب أن “يكون للناس آفاق حقيقية للعيش في أمان والحصول على الحرية، من خلال الحصول أولا على تصريح آمن للإقامة”.
كما لفت إلى أن موقف حزبه” الديمقراطي الاشتراكي SPD “من الهجرة هو “من أجل مجتمع منفتح وعادل، ويحارب ضد كل و جميع أشكال التمييز”، مشددا على أن ذلك ينطلق “من مبدأ أن لكل شخص نفس الفرص العادلة بغض النظر عن أصلهم أو الجنس أو الدين أو الإعاقة أو التوجه الجنسي”.
يشار إلى أن “حي النويكولن” يقطنه نحو ٣٣٠ ألف نسمة موزعين على ١٥٥ جنسية اذ يتواجد نحو ١٢٨ ألف من أصول أجنبية ويمثل العرب ١٢% (٣٧ الف)، ويعد هذا الحي من الأحياء العمالية، وعندما جاء العرب وغير العرب إليه تحول لعامل جذب للأجانب، لأن المعيشة فيها منخفضة التكلفة مقارنة بباقي المناطق.
في هذا السياق، يؤكد العمدة “مارتن” على دور الجالية العربية بشكل مختلف، موضحا في هذا الإطار على أنه “يريد أن يكون المجتمع العربي وممثليه في المستقبل أكثر انخراطا في الحوار وتبادل لوجهات النظر يبعد المخاوف ويؤثر على سياسة الحي بشكل إيجابي”.
وستنظم يوم الأحد المقبل الانتخابات التشريعية في ألمانيا، حيث ستكون للقوة السياسية المنتصرة فيها الحق في تشكيل حكومة، ويرافق هذه الانتخابات اخيار المجالس البلدية في المقاطعات الألمانية وكذلك برلمانات المقاطعات.
ومن المتوقع أن يشارك الآلاف من العرب للمرة الأولى في هذه الانتخابات بعد أن حصلوا على الجنسية الألمانية خلال السنوات الماضية. وفي مقدمة هؤلاء السوريون حيث حصل أكثر من 10 آلاف لاجئ سوري خلال السنوات الثلاث الماضية على الجنسية الألمانية.
وسبق أن خلصت دراسة أجريت العام الماضي من قبل مجلس الخبراء المعني بالدمج والهجرة، إلى أن 65 % من الألمان من أصول غير ألمانية أدلوا بأصواتهم في 2017 مقابل نسبة بلغت 86 % بين الألمان الأصليين.
كما كشفت الدراسة بأن الطلاقة في اللغة والوضع الاجتماعي الاقتصادي، عاملان فاصلان، في مشاركة اللاجئين والمهاجرين في الانتخابات، إضافةً إلى مدة إقامتهم في البلاد.
