بقلم: الدكتور نزار محمود
“رؤية سياسية”
إن ما يمر به العالم، ومنه ألمانيا، على أثر تداعيات كورونا وديمقراطية الولايات المتحدة الأمريكية ونهوض الصين الكاسح وبؤر التوتر في العالم من افغانستان مروراً بايران والشرق الاوسط، وانبوب الغاز السائل الروسي من تحت الماء الى اوروبا، يدفعنا، كمواطنين ألمان نسعى الى تحسن ظروف حياتنا، الى تمنى أن تتشكل الحكومة الالمانية القادمة وبسرعة مسؤولة، وفي ضوء استطلاعات الرأي، من الاحزاب التالية؛
⁃ الحزب الاجتماعي الديمقراطي الالماني SPD
⁃ التكتل المسيحي CDU/CSU
⁃ حزب الخضر Die Grünen
إن هذا التحالف هو تحالف مسؤولية تاريخية لاعادة نهضة المانيا سياسياً واقتصادياً دون مناكفات سياسية لا طائل منها.
⁃ إن هذا التحالف له مشتركاته في قضايا البيئة والرقمية وتحسين الظروف المعيشية.
⁃ إن هذا التحالف يكمل بعضه البعض في خصوصيات اطرافه السياسية والاقتصادية.
⁃ إن هذا التحالف يجمع بين الخبرات المتراكمة والافكار التغييرية الجديدة.
مصالح الجالية العربية من هذه الرؤية:
من حق القارىء العربي أن يتساءل: ما هي مصلحة الجالية العربية التي تعيش في المانيا من هذه الرؤية؟
ان الجالية العربية تعيش في واقعها ازاء ذلك بين تناقضات! فهي جزء من هذا المجتمع الذي يسعى الى رفاهيته سياسياً واقتصادياً وثقافياً، من ناحية، وهي مجموعة بشرية لها جذورها وارتباطاتها السياسية والثقافية والوجدانية باوطانها العربية وهمومها، من ناحية أخرى.
فإذا كان تحالف الرؤية قد يحقق لالمانيا عموماً استقراراً ونمواً، فانه ينعكس بالطبع على تلك الجالية كذلك. بيد ان تلك الجالية تبحث في البرنامج الحكومي لمثل ذلك التحالف على مطالبها في السياسة الخارجية ومواقفها من الخصوصيات الثقافية والروحية فيه كذلك، وهو أمر لا تجده في الغالب. وهنا تكمن الاشكالية التي تستوجب ترجيحاً وتوفيقاً بين العقل والقلب والمثالية والواقعية، دون تجاوز لخطوط حمر لا تليق حياة الاباء والكرامة الإنسانية معها!.
Comments 2