الانتخابات الالمانية.. خارطة الطريق إلى منصب المستشار

أخبار القارة الأوروبية – المانيا

تبدأ في السادسة من مساء اليوم الأحد عملية فرز أصوات الناخبين الألمان في الانتخابات التشريعية، مجلس النواب ” البوندستاغ”، وستتيح هذه الانتخابات تعيين من يخلف الزعيمة أنغيلا ميركل التي شغلت منصب المستشارة الألمانية لأربع ولايات متتالية.

طريقة تشكيل الخريطة السياسية في ألمانيا معقدة للغاية وتحتاج لإلمام بتفاصيل دقيقة ومتشابكة من أجل فهمها حتى نعرف كيف سيستقر المشهد السياسي في النهاية.

تشهد الانتخابات الالمانية هذا العام وجود 6211 مرشحا ينتمون لــ47 حزبا ويترشحون بشكل فردي أو على القوائم، في جميع أنحاء ألمانيا.

الأحزاب الستة الرئيسة التي تأمل في تقاسم المقاعد في البوندستاغ هي: الحزبان التاريخيان الرئيسيان – حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (يمين الوسط) والحزب الديمقراطي الاشتراكي (يسار الوسط) – وأنصار البيئة بحزب الخضر، والحركة الشعبوية اليمينية المتطرفة “البديل من أجل ألمانيا”. وليبراليي الحزب الديمقراطي الحر وحزب اليسار الراديكالي “دي لينك”.

بعض الأحزاب اقتصرت على الترشح في ولاية واحدة، مثل غاردينبارتي – حرفيا حزب البستانيين – الذي لديه مرشحان فقط في ولاية ساكسونيا-أنهالت أو حزب الحب الأوروبي الذي يركز على ولاية راينلاند-شمال ويستفاليا.، كما قدم حزب يدعي صراحة أنه نازي مرشحين في ولايتين ساكسونيا وبافاريا، إضافة ألى الويغ الثالث أي الطريق الثالث  إشارة مستترة إلى الرايخ الثالث  حزب لا يخفي عنصريته ومعاداته للسامية، اجتذب اهتمام الكثير بملصقات حملته التي تدعو إلى “شنق” المرشحين الخضر.

ولاختيار مستشار جديد للبلاد يجب في البداية انتخاب النواب الذين يختلف عددهم بعكس الشائع في معظم البرلمانات بالعالم، ففي الانتخابات الماضية على سبيل المثال وصل عدد أعضاء البرلمان إلى 709 وقد يزيد العدد عن ذلك في انتخابات 2021 بسبب نظام التصويت الذي يسمح بذلك.

ففي البداية يمكن لمن يحق لهم التصويت انتخابة 299 عضوا برلمانيا في المجلس الجديد عبر اختيار ممثل واحد عن كل دائرة انتخابية.

ثم يمكن للناخب أن يصوت مرة ثانية على قائمة على المستوى الوطني تحدد التوزيع النسبي لإجمالي عدد المقاعد في البوندستاغ بين مختلف الأحزاب التي حصلت على أكثر من 5 % من الأصوات.

ووفقا لهذه النتيجة يمكن معرفة عدد المنتخبين عن كل ولاية والذين يمكن “نظريا” لكل حزب إرسالهم إلى البوندستاغ، وبالتالي فإن كل حزب يمكنه الحصول على مقاعد نيابية عن طريق التصويت على القوائم الوطنية وأخرى حسب الدوائر الانتخابية، فلو أن حزبا حصل على عشر مقاعد كنتيجة للتصويت على المستوى الوطني ومقعدين إثر التصويت على مستوى الدوائر المحلية فيمكنه إرسال 12 عضوا إلى البوندستاغ.

هذا الوضع استفادت منه أحزاب مثل الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي بعد أن سمح لها التصويت النسبي من إرسال عدد أكبر من الأعضاء المنتخبين إلى مجلس النواب في 13 ولاية من أصل 16 ولاية.

وبعد الإعلان عن الأحزاب المتقدمة في النتائج تبدأ جولة المفاوضات لمحاولة بناء تحالف يكون أساسا للحكومة الجديدة، هذا في حال لم يحصل حزب ما على الأغلبية المطلقة في نهاية الانتخابات وهو ما لم يحدث منذ عام 1961، ثم تتفق الأحزاب المتحالفة على اسم المستشار الجديد الذي يمثل أخيرا بعد ذلك أمام البوندستاغ الذي سينتخبه رسميا.

في الوقت الحالي، المرشحون الرئيسيون لهذا المنصب هم: أولاف شولتز عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وأرمين لاشيت بدعم من الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد المسيحي الاجتماعي، وأنالينا بربوك عن حزب الخضر، وكريستيان ليندنر الذي يرتدي ألوان ليبراليي الحزب الديمقراطي الحر. حزب البديل اليميني المتطرف يقدم من جهته ثنائي مؤلف من تينو تشروبالا وأليس وايدل.

Exit mobile version