اليمين الفرنسي المتطرف يتراجع على وقع الأزمة المالية وظهور “إيريك زومور”

ايريك زومور

أخبار القارة الأوروبية – فرنسا

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل نيسان من عام 2022 تتراجع فرص اليمين المتطرف بشكل واضح في استطلاعات الرأي لا سيما بعدما فشل زعيمة حزب التجمع الوطني مارين لوبان في التواجد على الساحة الإعلامية بشكل قوي.

لوبان تواجه الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون إضافة إلى رئيسة بلدية باريس الاشتراكية آن إيدالغو، وجان لوك ميلينشون المنتمي لحزب فرنسا المتمردة وعدد آخر من المرشحين.

وتجري الجولة الأولى من الانتخابات على منصب رئيس الجمهورية، وفي حال عدم حصول أي مرشح على الأغلبية المطلقة فإن المادة السابعة من الدستور الفرنسي تنص على أن ينتقل مرشحين اثنين فقط وهما المتحصلان على أكبر نسبة من الأصوات إلى الجولة الثانية من الانتخابات.

المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ” جارييل أتال” اعلن في وقت سابق عن موعد الاستحقاق الرئاسي حيث حدد العاشر من أبريل العام المقبل كموعد الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية على أن تعقد الدورة الثانية في 24 من الشهر  نفسه.

وكانت استطلاعات الرأي في البداية تشير إلى انتقال لوبان إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2022، بعدما تواجهت في الانتخابات الماضية مع إيمانويل ماكرون الذي هزمها، لكنها تراجعت في الآونة الأخيرة مع عدم نجاحها في فرض نفسها على ساحة الحوار السياسي، الذي تتبنى فيه مواضيع مثل الهجرة والإسلام لكن هذا التراجع تقف وراءه عوامل عدة.

نقص الأموال يأتي في مقدمات أزمات حزب التجمع الذي ارتفعت ديونه  إلى 22.9 مليون يورو في عام 2019 ما يقف عثرة أمام قدرة الحزب على الحصول على قروض بنكية جديدة لتمويل الحملة الانتخابية، الأمر الذي جعل مارين لوبان تدق ناقوس الخطر وتنبه الرئيس ماكرون مؤخرا بشأن الصعوبات التي تواجهها من أجل تمويل حملتها الانتخابية، خاصة وأنها لا تستطيع أن تطلب قروضا مالية من بنوك غير أوروبية مثلما قام حزب الجبهة الوطنية في 2014 بمناسبة الانتخابات المحلية أو من الشركات الخاصة.

الحزب كذلك لديه أزمة واضحة في الظهور في النقاشات السياسية بوسائل الإعلام ويظهر هذا الأمر جليا في وسائل الإعلام الوطنية، فقد توارت مارين لحساب الصحفي العنصري إيريك زومور الذي يتحدث من نفس الأرضية الإيدولوجية لها رغم عدم إعلانه خوض الانتخابات الرئاسية، لكنه يكاد يظهر في الإعلام يوميا.

أما مكمن قوة لوبان فكان اتباعها سياسة حادة تجاه الهجرة، لكنها حاولت في الآونة الأخيرة الاعتدال في التصريحات بشأن هذه المسألة على حساب مناصريها الذين يتسربون شيئا فشيئا ويفضلون خطاب إيريك في هذا الشأن، والذي بات يحظى بحالة من الحماس رغم تراجعه في استطلاعات الرأي.

ويشير استطلاع للرأي أجراه معهد “هاريس” لمجلة “شالانج” الأسبوع الماضي إلى حصول مارين لوبان على ما بين 18 و19 بالمئة من الأصوات بعدما بلغت هذه النسبة 28 بالمئة في الصيف المنصرم، فبالإضافة إلى فقدانها 10 نقاط في غضون أشهر قليلة فقط، فهي لم ترقى إلى مستوى النتيجة التي حصدتها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 2017 والتي بلغت انذاك 21,3 بالمئة.

لكن مارين لا تزال تحتفظ برباطة جأشها مؤكدة أنها تكتسب الخبرة والتجربة والهدوء والصبر الذي يمتلكه المحاربون القدماء بحسب تعبيرها، فيما ادعى جوليان سانشيز، المتحدث باسم حزب التجمع الوطني أن الحزب لا يبالي  بإيريك زومور، رغم ما يحظى به من شعبية معتبرا أن تصريحاته لن تجعل منه رئيسا جيدا.

لوبان بدأت تتخذ مسلكا جديدا لكسب الدعم الإعلامي عبر التحرك في الأقاليم الفرنسية رفقة وسائل إعلام محلية تعبر من خلالها عن نفسها، في ظل شعورها بمناهضة وسائل الإعلام الوطنية لها، فقد قالت خلال زيارتها إلى بلدة “هايانغ” بمنطقة “لاموزيل” (شرق فرنسا) رفقة بعض الصحافيين إنها ستعمل على منح “الأفضلية للفرنسيين” في جميع مجالات الحياة.

سفينة حزب التجمع تكاد تغرق في بحر من المشكلات أبرزها الأزمة المالية والفشل في التعامل مع الإعلام الوطني الذي احتل زومور مساحة واسعة فيه، والتأخر في التحرك لجمع الأنصار، وتبني خطاب يثير التساؤلات حول مسألة الحريات، ليصبح مستقبل الحزب في مهب الريح.

Exit mobile version