أخبار القارة الأوروبية – بريطانيا
سلط الاعلام البريطانية الضوء على قصة لاجئ سوري وصل بريطانيا قبل نحو 4 سنوات، حيث دأب على أطعام المشردين في مدينته كل يوم أحد.
وتقول صحيفة ” الغارديان” إن رحلة وصول “خالد وكاع” إلى بريطانيا، كانت مليئة بالمعاناة لكنها حملت له نهاية سعيدة حيث تمكن من امتهان الطبخ المفضل إليه وبات بمقدوره أن يطعم المشردين في شوارع مدينته التي منحته حق اللجوء.
وأضافت الصحيفة أن قصة “الملاك الحارس” بدأت بالهرب من النظام السوري ومن تنظيم “داعش” مرورا بلبنان قبل أن تنتهي في بريطانيا حيث وطنته اليونسيف.
وأوضحت أن قصة خالد مع اللجوء كانت في البداية مع قصف قوات النظام السوري لقريته بالقرب من دير الزور، ففر مع الفارين من بطش النظام ورفضا لتجنيده من نظام الأسد أو من داعش، مشيرة إلى أن رحلة الفرار من الحرب قادته إلى لبنان، حيث كان ينام هو وزوجته، دلال، في الشارع.
ويروي “خالد” للصحيفة كيف وصل لحافة الهاوية مع مرض زوجته ومطالبة المستشفى بـ500 دولار ثمنا لعلاجها.
وتشير “الغارديان” إلى أن معاناته وصلت إلى اللاجئين السورين في بيروت بعدما نشر أصدقاؤه قصته على فيسبوك، لتنهال عليه مكالمات هاتفية من أشخاص رغبوا في مساعدته رغم عدم توفرهم أيضا على المال. لكن في النهاية تمكن المساعدون من جمع 200 دولار قبلها المستشفى بصعوبة وأدخل الزوجة للعلاج.
كما نقلت الصحيفة البريطانية امتنان خالد للسوريين الذين ساعدوه، رغم حاجتهم أيضا، لكن ذلك شجعه أيضا على محاولة إحداث الفارق عندما وصل إلى بريطانيا في 2017 رفقة زوجته وحصوله على اللجوء، ومنذ وصوله إلى مدينة “إكستر” أمضى خالد كل وقته في العمل التطوعي.
في هذا السياق، يقول روث أونيل الذي يعمل مع خالد في بنك محلي للأغذية، “لقد رشحته لأنه عمل بلا كلل من أجل المجتمع المحلي، الطبخ وإدارة دروس التمارين الرياضية والمساعدة في المسجد، إنه رجل جميل، ويصنع القهوة السورية اللذيذة”.
أيضا تواصلت معه جمعية متعهدي الطعام على الصعيد الوطني (NCASS) ، والتي تمثل شركات الأغذية في الشوارع في جميع أنحاء البلاد. وقد منحت خالد عضوية مجانية، وبدأ في الحصول على التوجيه للقيام بذلك، وفقا لما أكدته الصحيفة.
كما تم ربطه بأليكس روجرز من ستريت دوغ، وهي شركة طعام شوارع للهوت دوغ مقرها في الجنوب الغربي، من أجل الخبرة العملية والتوجيه.
وتؤكد الصحيفة بأن اللاجئ السوري وفي معظم أيام الأحد، يوزع خالد وجبات نباتية سورية مطبوخة في المنزل على المشردين في وسط المدينة. كما يقدم دروسا مجانية في التمارين الرياضية.
وحاليا يحلم خالد بامتلاك شاحنة طعام لتقديم الطعام السوري، وامتلاك مطعم في يوم من الأيام، وقدم طلبا للحصول على قرض لكنه رفض بسبب وباء كورونا، بحسب التقرير.
وفي نهاية تقرير الصحيفة ذكرت بأن خالد لم ينس سوريا التي يشتاقها، لكنه نقل رسالة عبر الغارديان إلى من يطلبون منه الرجوع إلى بلده بالقول إنه “لم يأتي لأخذ المال من أحد والجلوس في المنزل، بل يعمل ويساهم في تحسين البلد الذي احتضنه بعد معاناة استمرت سنوات في سوريا ولبنان”.