شبح اللجوء السوري. أوروبا تطلق عملية “إمباكت”

أخبار القارة الأوروبية – لجوء

مازال شبح الهجرة غير الشرعية التي اجتاحت اوروبا في أعقاب الأزمة السورية يلقي بظلاله على التحركات الأوروبية الهادفة للتحكم في عملية تدفق اللاجئين بشكل تام، في ظل الخوف من تكرار السيناريو نفسه بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان ونزوح أعداد كبيرة من الافغان باتجاه أوروبا.

وفي هذا السياق بحثت المفوضية الأوروبية خطة إدارة ملف الهجرة واللجوء بهدف إقرار إجراءات مكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية.

 المفوضية أعلنت بشكل واضح وصريح أن أوروبا لن تسمح بتكرار تجربة أزمة اللاجئين السوريين، داعية إلى ضرورة معالجة أزمة هجرة الأفغان المتوقعة بعد سيطرة طالبان على الحكم، محذرة من وصفتهم بالدول التي تحاول استخدام ورقة الهجرة كوسيلة للضغط على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

المفوضية اتهمت مؤسسات حكومية بالمشاركة في تهريب المهاجرين إلى أوروبا، مشيرة  إلى أن إيطاليا تواجه ضغطا من تزايد تدفق المهاجرين من تونس وليبيا وتركيا رغم الجائحة.

وزارة الداخلية الإيطالية بدورها أعلنت أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى شواطئ إيطاليا هذا العام قرابة 45 ألفا، وهو ما يقارب ضعف عدد الوافدين في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، في ذروة كورونا وخمسة أضعاف عدد الوافدين في العام الذي سبقه، أي 2019.

وفي سياق متصل، كشفت عضو في الاتحاد الأوروبي عن إمكانية إيجاد الاتحاد طريقة لوقف تدفق المهاجرين من تركيا إلى قبرص ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى، عندما تجري محادثات رفيعة المستوى الشهر المقبل في أنقرة.

أما في البلقان فقام كارل نيهمر، وزير داخلية النمسا، الأربعاء، بجولة في دول غرب البلقان شملت كوسوفو وألبانيا والجبل الأسود واستمرت يومين، وتركزت على عدد من الملفات أبرزها

 التعاون المشترك ضد الهجرة غير الشرعية.

وبحسب بيان لوزارة الداخلية النمساوية فإن  الوزير تباحث مع نظرائه في كوسوفو وألبانيا والجبل الأسود حول تطورات جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية وسبل حماية الحدود، إضافة إلى تكثيف مكافحة الجريمة المنظمة ومنع تهريب الأشخاص والإرهاب.

وذكر البيان أن نيهمر بحث أيضًا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي كانت تقوم بجولة مماثلة في دول البلقان، سبل مكافحة أزمة الهجرة غير الشرعية. ومع استمرار التحركات الأوروبية المكثفة صعدت وكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس”، من عملياتها ضد الهجرة غير النظامية  والجريمة المنظمة،  عبر عملية”إمباكت – يوم العمل المشترك – الدانوب” التي نفذتها  الفترة من 3 إلى 13 أيلول/ سبتمبر الماضي وركزت على مكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر وتوثيق الاحتيال.

ولتنفيذ العملية تم إنشاء مركز تنسيق في فيينا لدعم تبادل المعلومات بين المشاركين وقيادة التحقيقات في تهريب والاتجار بالبشر.

الوكالة أعلنت،  توقيف 144 من مهربي البشر المشتبه بهم، خلال العملية بالتعاون مع السلطات النمساوية، في وسط وجنوب شرق أوروبا، كما تم  العثور  على  6656 مهاجرا غير نظامي، و76 وثيقة مزورة، و13 سيارة مسروقة.

بدوره شارك جهاز “اليوروبول”، أيضا في هذه العملية التي نفذتها شرطة الحدود الأوروبية فرونتكس، وأعلن عن ٣٣٠ عملية اعتقال في العملية التي استهدفت تهريب المهاجرين وتهريب المخدرات والأسلحة.

الأنشطة التنفيذية الرئيسية لهذه العملية تمركزت في جنوب شرق أوروبا”، موضحاً أن البرنامج تم بمشاركة 27 دولة. وكشفت وكالة الحدود الأوروبية، عن أن العملية جزء من المنصة الأوروبية متعددة التخصصات ضد التهديدات الإجرامية (إمباكت)، وهي خطة مدتها أربع سنوات لمكافحة الجريمة المنظمة والخطيرة.

الخطة تجمع بين الشرطة وسلطات إنفاذ القانون في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي والوكالات الأوروبية والمنظمات الدولية، للمشاركة في تعزيز حدود أوروبا والأمن الداخلي.

يشار أن الدول التي شاركت في العملية هي: المجر وسلوفاكيا وسلوفينيا وكرواتيا، ورومانيا واليونان وصربيا والبوسنة والهرسك، ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود وألبانيا

 ورغم تصعيد الاتحاد الأوروبي عملياته لوقف الهجرة إلا أن كل تلك الإجراءات لم تكن تعني سوى مزيد من التحديات للمهاجرين الذين يصرون  على الانتقال إلى الجانب الآخر من البحر المتوسط بحثا عن حياة كريمة لم يجدوها في أوطانهم.

ويعتبر تهريب البشر من أكثر أشكال الجريمة المنظمة ربحية، حيث يدر مليارات اليورو للشبكات الإجرامية  وتلعب الوكالة دورا نشطا في مكافحة هذه الجريمة، من خلال أنشطة مثل أيام العمل المشترك، وأيضا من خلال تدريب حرس الحدود في جميع أنحاء أوروبا.

Exit mobile version