أخبار القارة الأوروبية – ألمانيا
بعد أسبوع من محادثات استكشافية ماراثونية، بحثت فيها أحزاب الاشتراكي الديمقراكي والخضر والليبرالي( أحزاب إشارة المرور كما يطلق عليها الإعلام الألماني)، أوجه الخلاف والاتفاق، أعلن اليوم الجمعة عن دخول الأحزاب في مفاوضات لتشكيل ائتلاف حاكم.
وأوصى قادة الأحزاب الثلاثة بأن تبدأ لجانهم الحزبية مفاوضات الائتلاف، لكن تبقى بعض الخطوات الإجرائية قبل تدشين المفاوضات، منها موافقة مؤتمر مصغر لحزب الخضر على بدء التفاوض.
وإذا أدت هذه المشاورات الى نتيجة، فإن تحالفا بين هذه الأحزاب الثلاثة سيقود ألمانيا حتى نهاية السنة.
والتحالف المحافظ بقيادة ميركل قد ينضم الى المعارضة بعد 16 عاما في السلطة وقد يشهد أشهرا صعبة بين تصفية حسابات وتحديد نهج سياسي جديد.
ونصت الورقة الصادرة عن المحادثات الاستكشافية، على أن الائتلاف الجديد “سيكون أكبر مشروع تحديث صناعي تنفذه ألمانيا على الأرجح لأكثر من 100 عام”، وفق ما ذكره مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي للمستشارية أولاف شولتس في مؤتمر صحفي.
وتابعت الورقة “نحن مقتنعون بأن بإمكاننا إبرام اتفاقية ائتلاف حاكم قوية ومستدامة”.
وفاز حزب الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات التشريعيّة بألمانيا بنسبة 25.7% ، بينما جاءت كتلة الاتحاد المسيحي في المرتبة الثانية بنسبة 24.1%، وهي النتيجة الأسوأ في تاريخه، لكن التقارب بين حزبي المقدمة فتح خيارات تشكيل الحكومة المقبلة.
وأعلن شولتس المرشح الأبرز لخلافة أنغيلا ميركل في المستشارية “اتفقنا على نص. هذه نتيجة جيّدة جدا وتظهر بوضوح بأنه يمكن تشكيل حكومة في ألمانيا تهدف إلى ضمان تحقيق تقدّم”.
بدورها، قالت أنالينا بيربوك التي تشارك في رئاسة حزب الخضر “نجحنا في إجراء مناقشات مكثفة حتى الساعات الأولى من أجل طرح اقتراح على الطاولة لتحالف الإصلاح والتقدم حتى نتمكن حقًا من الاستفادة من العقد القادم ليكون عقد التجديد”.
من جهته قال رئيس الحزب الليبرالي كريستيان ليندنر الذي يرجح ان يكون وزير المالية الجديد في الحكومة المقبلة إنه “بعد هذه المحادثات، اقتنعنا بأنه لم تكن هناك فرصة مماثلة لفترة طويلة لتحديث المجتمع والاقتصاد والدولة”.
الأحزاب الثلاثة التي ستشكل تحالفا غير مسبوق على رأس ألمانيا، أعدت وثيقة من 12 صفحة تعرض فيها نقاط الاتفاق والاصلاحات التي تعتزم القيام بها في السنوات الأربع المقبلة.
وينص مشروع الحكومة الجديدة خصوصا على الحفاظ على حدود الدين التي يتمسك بها الليبراليون بشكل خاص
وتم تلخيص مسودة الورقة المشتركة بين الأحزاب الألمانية الثلاثة لتشكل ائتلاف حكومي وفق ما صرح به زعماء الأحزاب في بيان صحفي مشترك، وفق الآتي:
أولا: القدرة الكاملة على الرقمنة – يجب أن يسير كل شيء بشكل أسرع: ما يعني خفض المدة العملية للمشاريع الرقمية إلى النصف على الأقل.
ثانيا: التخلص التدريجي من استخدام الطاقة الفحم في عام 2030 – بالمقابل ستُستخدم محطات الطاقة التي تعمل بالغاز لتغطية الحمل الأساسي.
ثالثا: الحد الأدنى للأجور 12 يورو في الساعة. حول هذه النقطة قال زعيم الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) كريستيان ليندنر: “كان هذا مطلبا للحزب الاشتراكي الديمقراطي وتحالف الخضر ولقد استجبنا لهذا المطلب خلال المشاورات “.
رابعا: لا زيادة ضريبية ولا تقليص للمعاشات التقاعدية
– Bürgergeld بدلاً من Hartz IV (للعاطلين عن العمل).
خامسا: الالتزام بفرملة الديون.
سادسا: لن يتم تحديد السرعة القصوى لقيادة السيارات ب 130 كم في الساعة. حول هذه النقطة قال زعيم الخضر روبرت هابيك: “لم نتمكن من فرض الحد الأقصى للسرعة”.
سابعا: إلغاء قانون الطاقات البدلية “في أقرب وقت ممكن”.
ثامنا: سيتم إنفاق اثنين في المئة من مساحة البلاد وأكثر بكثير في البحر على طاقة الرياح.
وقالوا في نهاية ذكر نقاط المسودة المشتركة : “نحن مقتنعون بأنه يمكننا إبرام اتفاقية ائتلافية طموحة ومستدامة”.
في سياق ذي صله، قالت المستشارة أنغيلا ميركل في وقت لاحق الجمعة في بروكسل إثر لقائها نظيرها ألكسندر دي كرو أن الحكومة المقبلة في ألمانيا ستكون “موالية لأوروبا”، الأمر الذي يشكل “رسالة مهمة” للدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وأضافت ميركل للصحافيين أن الحكومة المقبلة “تعلم ما تعنيه أوروبا على صعيد السلام والحرية”.
Comments 2