الناتو يقر خطة جديدة لردع “الدب الروسي” وألمانيا تلوح باستخدام القوة

حلف الناتو يقر خطة جديدة لردع روسيا وألمانيا تلوح باستخدام القوة

أخبار القارة الأوروبية – ألمانيا

خطة جديدة أقرها حلف الناتو لردع روسيا ومنعها من القيام بأي هجوم، بهدف استراتيجي هو الاستعداد لهجمات متزامنة من قبل روسيا في دول البلطيق ومنطقة البحر الأسود.

وزراء الدفاع في الحلف وافقوا يوم الخميس على الخطة فيما قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن ذلك يهدف لتعزيز التحالف بخطط أفضل وأحدث.

ويعتبر الدبلوماسيون الغربيون أن مفهوم الردع والدفاع في المنطقة الأوروبية الأطلسية واستراتيجية التنفيذ المرتبطة به ضروريان، وذلك رغم عدم افتراضهم حدوث هجوم روسي وشيك.

تحرك ألماني..

أسباب القلق الأوروبي من روسيا عديدة أهمها استمرار موسكو في تطوير أنظمة أسلحة متطورة وتحريكها لقواتها قرب الحدود الخارجية لدول الناتو، واختراق طائراتها للمجال الدولي لدول البلطيق، وحشدها قرابة 100 ألف جندي روسيا عند الحدود مع أوكرانيا في شهر مايو الماضي، فضلا عن إجراء روسيا وحليفتها بيلاروسيا مناورات عسكرية في سبتمبر الماضي.

وزاد التوتر بين روسيا وعدد من الدول الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا بسبب عدة ملفات منها أزمة أوكرانيا وخط أنابيب “نورد ستريم 2″ المثير للجدل، فضلاً عن أزمة حقوق الإنسان في روسيا.

في المقابل ترفض روسيا اتهامات الناتو لها بالتصرف بعدوانية واتهمت الحلف بـ”زعزعة استقرار أوروبا” من خلال استعداداته الاستراتيجية.

وتقود ألمانيا حراكا أوروبيا لردع روسيا واحتواء سلوكها، فقد قالت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب-كارينباور إنه يجب التوضيح لروسيا أننا مستعدون في النهاية لاستخدام مثل هذه الوسائل ” في إشارة إلى خطة ردع روسيا” بحيث يكون لها تأثير رادع مسبقاً، لكي لا يفكر أحد في مهاجمة شركاء الناتو في المناطق الواقعة على البلطيق أو في منطقة البحر الأسود”.

كما أشارت كرامب-كارينباور إلى أن “هذه هي الفكرة الأساسية لحلف الناتو وسوف تتكيف مع السلوك الحالي لروسيا”، مضيفة: “نرى، على وجه الخصوص، انتهاكات للمجال الجوي فوق دول البلطيق، لكننا نشهد أيضاً هجمات متزايدة حول البحر الأسود”.

“أنغريت” اعتبرت أن على حلف الناتو أن يظهر لروسيا استعداده لاستخدام قوة السلاح عند الضرورة، مبينة أن “سلوك روسيا يطرح علينا تحديات ومشاكل متزايدة، مشيرة إلى أن ذلك يهدف لمنع وقوع هجمات ضد شركاء الناتو في دول البلطيق والبحر الأسود.

اتهامات متبادلة..

واتهمت الوزيرة الألمانية موسكو بأنها “تنتهك بشكل ممنهج المجال الجوي لتلك الدول”، كما اتهمت روسيا بشن هجمات إلكترونية متواصلة وتأجيج أزمة الهجرة على الحدود بين بيلاروس ودول الاتحاد الأوروبي.

وكانت موسكو قد ادعت مرارا أنه ليس لديها نوايا عدوانية تجاه أي دولة، مشيرة إلى أن كافة التحليقات لطيرانها العسكري تجري وفق القواعد الدولية لاستخدام المجال الجوي فوق المياه المحايدة، دون انتهاك حدود الدول الأخرى، لكن القلق الروسي لا يزال متصاعدا في ظل نشاط غير مسبوق للناتو على حدودها، حيث يجري الحلف بانتظام تدريبات عسكرية ويحاكي القتال مع الجيش الروسي.

وضمن تداعيات التوتر شهد شهر يوليو تموز الماضي إعلان إدارة “حوار بطرسبورغ” بين ألمانيا وروسيا تعليق فعاليات المنتدى، بسبب تقييد عمل بعض المنظمات الألمانية التي تدعو إلى مجتمع مدني أقوى في روسيا.

قوة عسكرية جديدة..

ورغم المصالح الاقتصادية التي تربط ألمانيا بروسيا خاصة في مجال الطاقة إلا أن ذلك لم يمنع ألمانيا من الاستمرار في التحرك لردع الدب الروسي، فالاستراتيجية الجديدة لحلف الناتو لم تمنع ألمانيا من إطلاق مبادرة جديدة لتأسيس قوة رد فعل سريع للاتحاد الأوروبي، وذلك بالتعاون مع دول أوروبية أخرى.

المبادرة التي نصت على أن يتم مواصلة تطوير المجموعات القتالية الموجودة بالفعل في الاتحاد الأوروبي لتصبح قوى لديها القدرة على رد الفعل السريع في الأزمات ويمكن الاستعانة بها في وقت قصير.

وتقضي المبادرة أيضا بتوفير قدرات سيبرانية وكذلك قوات خاصة وقدرات نقل جوي استراتيجي. كما جاء في وثيقة المبادرة ، التي عملت عليها كل من ألمانيا وهولندا والبرتغال وفنلندا وسلوفينيا، أن تحقيق ذلك يستلزم تحسين إتاحة القوات واستعدادها وجاهزيتها وكفاءتها وكذلك تحسين الاستفادة من أشكال التعاون العسكري بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.

وحسب تصريحات وزيرة الدفاع الألمانية انيجريت كرامب-كارنباور، فإن ردود الأفعال من قبل الدول الأخرى الأعضاء في التكتل على الخطة كانت “إيجابية جدا جدا”.

يذكر أن أصواتاً قد خرجت من عدد من الدول الأوروبية على رأسها إيطاليا تطالب بتشكيل جيش أوروبي موحد، بسبب المخاوف من تراجع دور حلف الناتو في حماية الدول الأوروبية خاصة بعدما شهدته السنوات الأخيرة من انقلاب أمريكي على الأسس التي قامت عليها معاهدة دول شمال الأطلسي في العام 1949، والتي ارتكزت على حماية أوروبا من المدّ الشيوعي وتبعاته في مرحلة ما بعد الحربين، الأمر الذي يزيد من رغبة الدول الأوروبية في تشكيل درع واق لها يحمي مصالحها ويردع روسيا عن أي محاولة للتمدد على حساب أوروبا.

Exit mobile version