تحديات وأزمات.. استراتيجة وملفات قمة العشرين في روما

روما تستضيف قمة العشرين وملفات كثيرة على الطاولة

أخبار القارة الأوروبية – إيطاليا

تستضيف العاصمة الإيطالية روما القمة السادسة عشر لمجموعة العشرين خلال الفترة من 30 و31 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لمناقشة ملفات عدة أبرزها تحديات التعافي الاقتصادي، ومواجهة قضايا التحول البيئي والتي على رأسها التغير المناخي والاحتباس الحراري، إضافة إلى مستجدات أزمة وباء كورونا، حيث تطرح في القمة مواضيع عدة لكن الآمال على تحقيق تقدم ملموس في الملفات محل النقاش تبدو ضعيفة.

ورغم حضور الرئيس الأمريكي جو بايدن للقمة، إلا أن غياب الرئيسين الصيني والروسي يضعف من الآمال حول هذه القمة التي يضم جدول أعمالها مناقشة أزمة المناخ، وفيروس كورونا، والوضع الاقتصادي العالمي.

ويعتقد أن لقاءات قمة العشرين الصناعية ليست لها نتائج مهمة بسبب عدم صدور قرارات حاسمة لها خلال القمم السابقة.

القمة تناقش قضية المناخ وذلك عشية مؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي (كوب26) الذي يبدأ الأحد في غلاسكو في اسكتلندت.

إيطاليا كانت قد دعت على لسان رئيس الحكومة ماريو دراغي إلى التزام مجموعة العشرين بضرورة الحد من ارتفاع حرارة الارض على 1,5 درجات، وهو الهدف الأكثر طموحا لاتفاق باريس.

الانبعاثات والاحتباس الحراري تهدد الأرض

 لكن دول مجموعة العشرين التي تمثل 80% من انبعاثات العالم، متفاوتة جدا في مجال التنمية الاجتماعية، والاقتصادية والطاقة والطموح المناخي، فبعضها يستهدف حيادية الكربون في 2050 والبعض الآخر في 2060، وفي حال عدم التوصل لاتفاق ملزم بشأن حرارة الأرض وحيادية الكربون فإن هذه القمة ستفقد الكثير من قيمتها.

وكان تقرير لشبكة “بلومبرج” الإخبارية الأمريكية قد حذر من أن الاقتصاد العالمي قد يتكبد خسائر بقيمة 36 تريليون دولار سنويا بحلول عام 2050، حال تقاعست حكومات العالم عن مواجهة التغير المناخي وقضايا التحول البيئي، مضيفا أن العام 2020 شهد بلوغ إجمالي الناتج المحلي العالمي قرابة 88 تريليون دولار، بينما يتوقع أن يبلغ قرابة 149 تريليون دولار بحلول عام 2050، ومن الممكن أن ترتفع تلك القيمة إلى 185 تريليون دولار حال كثفت دول العالم جهودها لتبريد الكوكب.

ملف كورونا

ويبدو أن ملف انتشار وباء كورونا واللقاحات المرتبطة به سيكون حاضرا بقوة على طاولة المناقشات، ورغم ذلك فإنه لا يتم التعويل كثيرا على هذه المسألة لا سيما وأن المجموعة الدولية تعهدت خلال قمة في أيار/مايو في روما بتقديم مليارات الجرعات الى الدول الأكثر فقرا في 2021 و2022، وبات التحدي الآن في توزيعها وتلقيح السكان المعنيين في ظل هيكليات صحية متداعية أو غير موجودة في معظم الأحيان.

الجانب الاقتصادي

وفي الملف الاقتصادي صادقت دول مجموعة العشرين على الضريبة العالمية بالحد الادنى البالغة 15% على الشركات المتعددة الجنسيات بعد اتفاق 136 دولة من منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، لكن العمل الأكبر لا يزال يتعين القيام به بحيث بات على كل دولة الآن ان تدخل هذا الاتفاق العالمي في تشريعاتها الخاصة.

ويرى رئيس الحكومة الإيطالية الذي تستضيف بلاده القمة أنها تشكل عودة الى العمل المتعدد الأطراف بعد سنوات قاتمة من الانعزالية والعزلة المرتبطة بالأزمة الصحية.

حضور أمريكي ألماني وغياب صيني روسي

ويبدو حضور الرئيس الأمريكي للقمة هو نوع من البدء في صفحة جديدة بعد طي مدة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب التي اتسمت بالانطواء الأمريكي في كثير من الملفات، حيث يعتزم بايدن لقاء نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في أول لقاء بينهما بعد أزمة خطيرة في منتصف أيلول/سبتمبر مع فرنسا على خلفية صفقة غواصات.

ورغم الحاجة للتواجد الصيني في القمة في ظل التوتر بين بكين ووشنطن وبروكسيل، حيث يسري قلق في الأوساط الحكومية وأسواق المالي العالمية من تباطؤ النمو الصيني، إلا أن الرئيس شي جينبيننغ سيتحدث عبر الفيديو، وهو نفس ما سيفعله الرئيس الصيني فلاديمير بوتين الذي تتواصل معاناة بلاده من أزمة انتشار وباء كورونا.

وتحضر المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل القمة للمرة الأخيرة وذلك برفقة خليفتها المحتمل الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتس وزير المالية في الحكومة المنتهية ولايتها، فيما يحضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رغم أزمته مع الدول الغربية العشرة التي هدد بطرد سفرائها ثم عدل عن القرار، ويأمل أردوغان في لقاء الرئيس الأمريكي في غلاسكو، كما تشهد القمة حضور الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

إندونيسيا تتسلم الراية

وتستعد إندونيسيا التي سوف تتسلم قيادة مجموعة العشرين في العام الجديد لمواجهة تحدي دفع عجلة الانطلاق، ليس فقط لاقتصاد مجموعة العشرين التي تشكل 66% من سكان العالم و75% من التجارة العالمية، و80% من التجارة العالمية، و85% من الناتج العالمي، بل سيكون على القيادة الإندونيسية أيضاً معالجة أوجه الضعف التي اتضحت خلال الجائحة، وتعزيز النمو على المدى الطويل من خلال المساعدة في ترسيخ الانتعاش الدائم، وتحقيق مزيد من المرونة في الاقتصاد العالمي، حتى يكون أكثر قدرة على امتصاص الصدمات ومواجهة التحديات.

الخلافات السياسية خصوصا بين قطبي الاقتصاد العالمي الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي لدى الدول النامية جراء تداعيات جائحة كورونا، وكذلك تعزيز “المناعة الاقتصادية والاجتماعية” لدول العالم التي تشارك دول قمة العشرين في روابط اقتصادية واجتماعية، هي القضايا الرئيسة لقمة العشرين في روما، لكن الخلافات السياسية بين الدول الأعضاء تقلل من فرص صدور قرارات تحقق آمال الشعوب في غد أفضل.

Exit mobile version