هولندا.. الوجهة الأكثر سعادة للمتقاعدين “صور”

أخبار القارة الأوروبية – هولندا

تحتل هولندا المرتبة الخامسة في قائمة أسعد البلدان في أوروبا للعيش فيها. وهو ترتيب جيد يدعم أسباب حب المتقاعدين والسكان المحليين والأجانب، على حد سواء، تمضية بقية حياتهم في هذا البلد الساحر، وفقا ما أفادت به مجلة “جلوبال فاينانس”.

وهولندا تعرف بالأرض المنخضفة وبأرض طواحين الهواء، والقنوات المائية، وزهور التوليب، ما يجعلها واحدة من أجمل الوجهات السياحية في أوروبا والعالم.

وبالرغم من مساحتها الصغيرة نسبيا (نحو 42 ألف كم) ، إلا أن هولندا تزخر بالعديد من مناطق الجذب السياحي، وتتمتع بمجموعة من أروع الحدائق والمعالم السياحية والمناظر الطبيعية الخلابة.

وتتميز هولندا ببعض الخصائص تجعل منها ملاذا محببا للمتقاعدين الراغبين في قليل من البهاء وصفاء النفس، وأبرز هذه الخصائص:

نظام صحي متطور ورعاية طبية مممتازة

تعد هولندا من بين أبرز الدول التي تشتهر بمعاييرها الممتازة في مجال الرعاية الصحية، وهي مصنفة بامتلاكها واحدة من أفضل أنظمة الرعاية الصحية في العالم. ومع ذلك، فإن الرعاية الصحية ليست مجانية، إذ تطلب الحكومة من أي شخص بالغ يعيش أو يعمل في الدولة الحصول على حزمة تأمين صحي أساسية.

مثلا زيارة الطبيب تكلف نحو 55 دولارا، وغرفة الطوارئ تكلف 300 دولار، لذلك فإن التأمين الصحي الفردي ذو فائدة كبيرة. وهذا هو الحال في معظم دول العالم، لكن بالمقارنة مع تكاليف العلاج الطبي في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تبقى هولندا معقولة جدا.

مجتمع متجانس ومنفتح

هولندا قد تكون دولة صغيرة، لكنها متنوعة بشكل كبير. فمنذ القرن السابع عشر، كانت المدن الكبرى، مثل أمستردام وروتردام، مركزاً للتجارة الدولية، وبالتالي تأثرت بمختلف الثقافات والأديان من جميع أنحاء العالم، وفي الأغلب من الشرق الأقصى وإفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي.

وهذا يعني أن الجميع منصهر في بوتقة اجتماعية واحدة، رغم الاختلافات الثقافية والعرقية الموجودة، ولا أحد يتدخل بخصوصية وطريقة عيش الآخر.

كذلك، فإن هولندا عبارة عن تجمع دولي من مختلف الأجناس، ويمكن للجميع أن يعبّروا عن آرائهم بحرية ومن دون إهانات. ومن ناحية أخرى، فالهولنديون واضحون تماما، وهو أمر يتعين على الوافد أن يعتاد عليه، وبمجرد أن يفعل ذلك، سيقدّر قيمة هذه العادة.

وجهات طبيعية ساحرة

باستثناء الجبال، تمتلك هولندا كل شيء. بدءا من ساحل بحر الشمال حيث ينقسم هذا الجزء من البلاد إلى هولندا الشمالية والجنوبية، ولكل منهما شواطئه الساحرة التي يحب المتقاعدون تمضية العديد من أيام الصيف بجوارها.

علاوة على ذلك، هناك الحقول الخضراء والمراعي التي تسكنها الأبقار “الفريزية” المسؤولة عن إنتاج الأجبان الهولندية الشهيرة، إضافة إلى أعداد لا حصر لها من طواحين الهواء التي تشكل لوحة فنية من التراث الهولندي.

ولا ننسى بالطبع المساحات الشاسعة لأزهار التوليب الملونة، وأشهرها حديقة كوكينهوف في “ليسه”، جنوب غربي أمستردام، أكبر حديقة زهور في العالم تضم أكثر من 7 ملايين زهرة توليب من 800 نوع متناسقة الألوان، ونحو 9 أميال من ممرات المشاة توفر مساحة للتنزه حول الحديقة.

الفن والثقافة

تقضي هولندا على كل أسباب الملل التي تواجه المتقاعدين، حتى لو قرروا العيش في عمق الأرياف النائية. فالمدن الكبرى مثل أمستردام، وروتردام، ولاهاي، وأوتريخت، وغيرها، ليست بعيدة أبدا، وهذه هي ميزة العيش في بلد صغير.

ولكل مدينة فنونها وثقافتها وترفيهها المثير. فأمستردام وحدها تضم أكثر من 50 متحفا، ويبدأ المشهد الفني من المطار بعيّنة صغيرة من روائع متحف “ريجكس”. ولعشاق العمارة المجنونة، توجد المنازل المكعبة في روتردام، وميناء المدينة المثير الذي يُعد من أهم المعالم السياحية فيها، وثاني أكبر ميناء في العالم.

وتعتبر أوتريخت من أجمل مدن هولندا السياحية وتتميز بطابعها التاريخي والديني، كما تضم مباني تاريخية عريقة تعود إلى القرون الوسطى، مثل كاتدرائية “دوم”.

المطبخ والمعيشة

ما أجمل التقاعد في بلد يكون الطعام فيه لذيذا، وهذا بالتأكيد هو الحال في هولندا. وكما أسلفنا، فهولندا بلد الأبقار، وبالتالي هي موطن لمجموعة كبيرة ومتنوعة من منتجات الألبان والأجبان. ولأولئك الذين يعانون الحساسية الغذائية.

يحب الهولنديون الطعام الدافئ مثل “ستامبوت”، طبق البطاطا المهروسة الممزوجة بالخضروات، وحساء البازلاء مع النقانق المقطعة، إلى جانب العديد من الأطباق البحرية الغنية بمكوناتها. وبالنسبة إلى عشاق الحلويات، تشتهر هولندا بأجود أنواع الشوكولاتة والحلويات اللذيذة الأخرى.

والمعيشة في هولندا ليست رخيصة إجمالا، ومع ذلك فهي ليست باهظة الثمن مقارنة بسويسرا. لكن الأهم أنها بلد آمن ذو معدلات جريمة منخفضة جدا.

نقل رخيص ومستدام

هناك سيارات في هولندا، لكن وسيلة النقل المفضلة للهولنديين هي أقدامهم ودراجاتهم. فإذا كنت تزور مدينة كبيرة مثل أمستردام، فأول ما سيلفت نظرك هو مواقف الدراجات الهوائية المزدحمة، وستتساءل في الأغلب، كيف يمكن لأصحابها العثور على دراجتهم؟.

والمشي أمر شائع أيضا في المدن والبلدات. وبالنسبة إلى المتقاعدين، حتى لو كانوا بكامل لياقتهم البدنية، سيسرّون بلا شك حين يمضون بقية حياتهم في بلد ذي تضاريس مسطحة وملائمة، فلا يوجد جبل في الأفق، أو واد سحيق في السهل. سوى عن أن هناك العديد من القنوات والممرات المائية التي تستخدم أيضا للتنقل بواسطة أنواع كثيرة من القوارب.

أما الحافلات أو القطارات فتغطي المسافات الطويلة، وهي رخيصة نسبيا، ودائمة الحركة، كما أن مطار أمستردام يُعد أحد أكثر المطارات ازدحاما في العالم، وتنطلق منه الرحلات إلى أي مكان تقريبا، ما يمكّن المتقاعدين، إذا لزم الأمر أو رغبوا، من العودة سريعا إلى أوطانهم.

لغة مشتركة

إن أهم ما يعتمد عليه الوافد بشكل كبير في أي بلد أجنبي ويؤثر بشدة في قراره بالبقاء أو الرحيل، هو القدرة على التواصل. وبالنسبة إلى المتقاعدين، هناك فرق كبير بين الذهاب إلى مكان غريب في إجازة لبضعة أسابيع، والانتقال إلى هناك للعيش الدائم.

الخبر السار هو أنه لا توجد مشاكل لغوية في هولندا للمتحدثين باللغة الإنجليزية، صحيح أن اللغة الهولندية هي المعتمدة في البلاد، لكن من بين 16.8 مليون شخص، يتحدث 91% الإنجليزية، وهولندا من بين أكثر الدول حول العالم التي يتقن سكانها اللغة الإنجليزية كلغة ثانية.

 

Exit mobile version