أخبار القارة الأوروبية – تقرير
فشلت دول مجموعة العشرين في الوصول إلى التزامات فعالة بشأن المناخ في ختام قمة العشرين التي عقدت بالعاصمة الإيطالية روما، فيما توافق القادة بشأن الإصلاح الضريبي.
وكانت دول مجموعة العشرين قد تعهدت، بتحويل مئة مليار دولار للدول النامية من إجمالي 650 مليار دولار من حقوق السحب الخاصة الصادرة عن صندوق النقد الدولي، وفق البيان الختامي لقمة روما الأحد.
ورحب الزعماء في البيان بالتعهدات الأخيرة التي تبلغ قيمتها نحو 45 مليار دولار كخطوة نحو طموح عالمي إجمالي قدره 100 مليار دولار من المساهمات الطوعية للدول الأكثر حاجة.
وتسير بذلك دول مجموعة العشرين على خطى قادة مجموعة السبع الذين كانوا قد حددوا كهدف مبلغ 100 مليار دولار من حقوق السحب الخاصة لتحويلها إلى دول أغلبها إفريقية.
الأهداف الواردة في البيان الختامي تخطت بقليل ما جاء في اتفاق باريس (كوب21) الذي أبرم عام 2015، بشأن حصر الاحترار المناخي بـ1.5 درجة مئوية، مع الالتزام بالتوقف عن دعم محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في الخارج.
البيان لم يحدد تاريخاً واضحاً للتخلص التدريجي الكامل من الفحم أو الوقود الأحفوري، كما لم يحدد سقفا زمنيا لتحقيق الحياد الكربوني، واكتفت الدول الممثلة لمجموعة العشرين بتحديد منتصف القرن.
إصلاح ضريبي
وفيما يتعلق بالضرائب توافق القادة على اتفاقية لفرض ضريبة عالمية بنسبة 15% فيما يتعلق بالشركات متعددة الجنسية بهدف الوصول إلى نظام ضريبي عالمي أكثر استقرارا وعدالة.
ويشمل هذا القرار شركات مثل أمازون وغوغل وفيسبوك وآبل والتي استفادت من إقامة مقراتها في دول تعمد ضرائب متدنية، هي مستهدفة خصوصاً بالقواعد الضريبية الجديدة.
والإصلاح الضريبي الذي توسطت له منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي وأيدته 136 دولة تمثل أكثر من 90 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، بوشر العمل بشأنه منذ فترة طويلة ومن المتوقع أن يبدأ تطبيقه في 2023 لكن الموعد قد يتأخر.
خيبة أمل
ويرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن القمة أصابته بخيبة أمل بعدما وصف بالإجماع
غير الواضح للاقتصادات الكبرى في العالم في مجال مكافحة الاحترار المناخي.
وكتب أنطونيو غوتيريش على تويتر “أرحب بالتزام مجموعة العشرين المتجدد بإيجاد حلول على الصعيد العالمي لكنني أغادر روما بآمال محبطة – حتى لو لم تُدفن بعد”.
وأضاف “في طريقي إلى كوب 26 في غلاسكو للحفاظ على هدف 1.5 درجة”.
من جانبها قالت المديرة التنفيذية لمنظمة “غرينبيس” جينيفر مورغن “إذا كانت قمة مجموعة العشرين تحضيراً لكوب26، فإن قادة العالم أضاعوا الفرصة”، منددة بالبيان الختامي لقمة مجموعة العشرين الذي وصفته بأنه “ضعيف ويفتقر إلى الطموح والرؤية”.
من جهتها، قالت نائبة رئيس منظمة “غلوبال سيتيزن” فريدريكه رودر “كل ما رأيناه أنصاف إجراءات أكثر منه تدابير ملموسة”.
موقف القادة الأوروبيين
أشادت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بنتائج القمة وقالت إن الأعضاء أكدوا مرة جديدة ما تم الاتفاق عليه في باريس. وقالت ميركل، التي ترأست أول مؤتمر للأمم المتحدة حول المناخ في برلين كوزيرة للبيئة الألمانية في عام 1995.
أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فقد اعتبر أن الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمعالجة تغير المناخ والتي تعود إلى عشرات السنين قد تبؤ بالفشل إذا لم تنجح مفاوضات الأمم المتحدة في غلاسجو في اسكتلندا، معتبرا أن الدول الأكثر مسؤولية عن الانبعاثات الهائلة والراهنة لم تقم بعد بالعمل الذي يتعين عليها القيام به”. وأضاف “إذا كنا نرغب في الحيلولة دون فشل كوب26 فيجب أن نتخذ سلوكاً مغايراً. إذا فشلت قمة غلاسجو فسوف تبوء العملية كلها بالفشل.
الموقف الفرنسي ألمح إلى ما وصفه بتقارب بين قادة دول قمة العشرين بشأن المناخ خاصة قبل مؤتمر الأمم المتحدة الذي سيعقد في غلاسكو، لكنه أقر بالتوتر والاختلاف في وجهات النظر بين دول القمة، مطالبا الاتحاد الأوروبي بالعمل على تحقيق الأهداف الموضوعة لـ2030 والوصول إلى الحياد الكربوني في 2050. وذكر ماكرون أن روسيا وتركيا صادقتا على اتفاق باريس، وأن الولايات المتحدة عادت إليه بعد انسحاب إدارة ترامب منه سابقاً.
رئيس الوزراء الإيطالي اعتبر أن زعماء دول مجموعة العشرين أحرزوا تقدما مهما في التعامل مع الخطر المتزايد لظاهرة الاحتباس الحراري وأشاد بالقمة التي استضافتها بلاده على مدى يومين ووصفها بالناجحة. وقال دراغي للصحفيين إن هذه هي المرة الأولى التي تتفق فيها جميع دول مجموعة العشرين على أهمية الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة وهو الحد الذي يقول العلماء إنه مهم لتجنب حدوث كوارث. وأضاف “رأينا دولاً تحجم تماماً عن السير على النهج الذي اقترحناه حتى أيام قليلة مضت ثم عدلوا موقفهم” وتجاهل انتقادات من نشطاء في مجال المناخ بأن مجموعة العشرين لم تتخذ ما يكفي من إجراءات في هذا الصدد.