تدفق المهاجرين.. طريق بيلاروسيا- بولندا يتحول إلى مناطق أزمات ووسيلة ضغط  

تدفق المهاجرين.. طريق بيلاروسيا- بولندا يتحول إلى مناطق أزمات ووسيلة ضغط

أخبار القارة الأوروبية – تقارير

منذ إعلان بيلاروسيا في شهر مايو الماضي التوقف عن منع المهاجرين من مواصلة رحلتهم تجاه بولندا ودول البلطيق ارتفع أعداد مستخدمي هذا الطريق الذين يقصدون ألمانيا منذ بداية العام رغم العقوبات الأوروبية ضد مينسك.

الشرطة الألمانية أعلنت في بيانات جديدة أن أعداد المهاجرين عبر هذا الطريق سجلت ارتفاعا وإقبالا كبيرا في ظل التوتر بين بيلاروسيا وأوروبا مفيدة يوم الاثنين بأن عدد المهاجرين الذين ألقي عليهم القبض في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي على الحدود البولندية الألمانية بلغ 5285 شخصا وصلوا إليها عبر طريق الهجرة الجديد بيلاروسيا – بولندا، والمعروف أيضا بطريق الهجرة العراق – بيلاروسيا.

وبهذا يكون إجمالي عدد المهاجرين وطالبي اللجوء الذين قدموا إلى ألمانيا عبر هذا الطريق منذ بداية العام، قد بلغ 7831 مهاجرا حتى الآن، ثلثاهم تقريبا قدموا في الشهر المنصرم وحده.

مناطق أزمات..

وارتفعت عمليات تسلل المهاجرين الوافدين من بيلاروسيا، بعد أن أعلن الرئيس البيلاروسي “ألكسندر لوكاشينكو” في أيار/مايو الماضي أنه سيتوقف عن منع المهاجرين من مواصلة رحلتهم من بلاده صوب بولندا ودول البلطيق، في رد فعل منه على العقوبات الأوروبية المشددة على بلاده.

الاتحاد الأوروبي يتهم “لوكاشينكو” بنقل أشخاص بطريقة منظمة من مناطق أزمات إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وهو ما جعل بولندا وليتوانيا ولاتفيا تشدد تأمين الحدود ورغم ذلك يتمكن الآلاف من الوصول إلى ألمانيا.

وحسب بيانات الشرطة الاتحادية، فقد تم ضبط 597 شخصا دخلوا إلى الأراضي الألمانية عبر طريق بيلاروسيا – بولندا يومي العطلة الأسبوعية الماضيين فقط، وأشارت الشرطة إلى أن غالبية هؤلاء عراقيون وسوريون وإيرانيون وأفغان.

الشرطة أوضحت أن جوازات سفر أغلب هؤلاء تحمل تأشيرة بيلاروسيا أو ختم دخول الجمهورية السوفيتية السابقة، وذكرت الشرطة أن الاختبارات أثبتت إصابة ستة أفراد من هؤلاء بفيروس كورونا، وفتحت الشرطة تحقيقا مع 18 شخصا تم ضبطهم بتهمة تهريب هؤلاء المهاجرين.

وسجلت بولندا منذ بداية شهر تشرين الأول أكتوبر حتى نهايته 11300 محاولة دخول بشكل غير قانوني إلى حدودها من بيلاروسيا. فيما تم تسجيل حوالي 23 ألف محاولة تسلل من بداية السنة الحالية.

كما تعتبر بولندا معبرا يتوخاه المهاجرون الوافدون من بيلاروسيا للعبور مباشرة إلى الأراضي الألمانية، وهو ما يفسر الارتفاع الملحوظ في أعداد المهاجرين الذين توقفهم الشرطة الألمانية على الحدود مع بولندا.

الشرطة الألمانية تقوم بدوريات على الحدود بالقرب من بولندا مع تزايد أعداد المهاجرين الذين يحاولون العبور إلى ألمانيا عبر بيلاروسيا وبولندا

وكانت الشرطة الألمانية قد أعلنت العثور على جثة مهاجر ميت يوم الجمعة الماضية في شاحنة كان فيها 30 مهاجراً من العراق، سائق الشاحنة ومرافقه هربا لكن الشرطة الألمانية تمكنت من إلقاء القبض على المرافق.

 وأوضحت الشرطة أنه تم إصدار مذكرة توقيف بحق المشتبه به البالغ من العمر 48 عاماً، المرافق لسائق الشاحنة وكان يقودها، وهو قيد الحجز الاحتياطي، اَذ لازالت عمليات البحث عن سائق الشاحنة، المشتبه به بتهريب لاجئين من بولندا إلى ألمانيا مستمرة بشكل مكثف.

كما بينت أن الرجل البالغ 32 عاما كان قد توفي “قبل ساعات” من عثور الشرطة على المجموعة قرب الشاحنة خارج بلدة شويبستال في ساكسونيا صباح الجمعة، أما سائق الشاحنة، وهو تركي يبلغ 42 عاما، فما زال هاربا، وقد أوقف سائق سيارة ثانية يشتبه في أنه يساعد المهرب، وهو رجل يبلغ 48 عاما من أصول تركية.

وسيلة ضغط..

وفي سياق مشابه، اكتشفت الشرطة في ولاية سكسونيا-آنهالت الألمانية عشرة أفغان كانوا مختبئين في صندوق شاحنة.

وأضافت الشرطة في مدينة ماجدبورج شرقي ألمانيا أن سائق الشاحنة القادم من رومانيا اتصل برقم الطوارئ بعدما سمع أصوات طرق أثناء فترة الراحة، وأشارت إلى أنه تم ضبط عشرة أفغان تتراوح أعمارهم بين 14 و20 عاما في صندوق التحميل.

وتابعت الشرطة أن الأفغان قالوا إنهم تمكنوا من ركوب الشاحنة عن طريق مهرب في رومانيا وذكروا أنهم وصلوا إلى ألمانيا عبر المجر وسلوفاكيا والتشيك. وأوضحت الشرطة أنه لم يثبت بحق السائق43/ عاما/ أنه كان على علم بالتهريب.

وحسب بيانات الشرطة، فإن هذه هي الحالة الخامسة والعشرين من نوعها التي تقع في ولاية سكسونيا آنهالت في هذا العام، وفي تشرين الأول/أكتوبر وحده، دخل 4890 مهاجرا غير شرعي ألمانيا من بولندا عبر بيلاروس، وفقا للسلطات الألمانية.

 ويبلغ عددهم الإجمالي للعام 2021 حتى الآن نحو 7300. وذكرت السلطات الألمانية أن أكثر من 6100 مهاجر غير نظامي دخلوا ألمانيا عبر بولندا منذ بداية العام، ومن أجل التعامل مع تدفق المهاجرين، شددت برلين هذا الأسبوع ضوابطها الحدودية مع بولندا.

وأدى هذا التدفق إلى إثارة استياء اليمين المتطرف في ألمانيا وقد فضت الشرطة الأسبوع الماضي تجمعا لحوالى 50 ناشطا مسلحا تجمعوا لمنع مهاجرين يحاولون الدخول عبر الحدود.

الحكومة الألمانية قالت إن “مسؤولية حل هذه الأزمة تقع على عاتق مينسك” مكررة موقف برلين أن بيلاروس تستغل اللاجئين “وسيلة لممارسة ضغط سياسي.

وكانت محكمة قد حظرت يوم الجمعة (29 أكتوبر/تشرين الأول)، في مقاطعة سكسونيا تظاهرة خططت لها جماعة يمينية متطرفة محلية قرب الطريق السريع حيث عثر على الشاحنة قرب من شويبستال.

Exit mobile version