أخبار القارة الأوروبية – تقرير
مع قرب حلول فصل الشتاء باتت ألمانيا في مرمى موجة جديدة من وباء كورونا قد تكون أقوى من سابقاتها رغم نجاح حملة التطعيم في تخفيف انتشار الوباء بالبلاد.
وزير الصحة الفيدرالي “ينس شبان”، أعلن أن ألمانيا فى قبضة موجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا، ومن الواضح أن الوباء لا يزال موجودا، ولكن الموجة الرابعة قوية بشكل خاص.
الوزير نبه إلى أن بلاده تشهد تفشياً هائلاً لوباء كوفيد-19 بين غير الملقحين، داعياً إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة للحد من الجائحة، موضحا أنه: «نواجه حالياً جائحة تتعلق بغير المحصنين بشكل أساسي وهي هائلة» مشدداً على أن عدد الأسرّة في قسم العناية المركزة بدأ ينفد من جديد.
كما أعلن الوزير عن رغبته بتسريع حملة التطعيم بجرعة معززة والموصى بها الآن لمن تزيد أعمارهم على 70 عاماً، بعد ستة أشهر من تلقي اللقاح.
وأوضح “شبان” خلال مؤتمر صحفي أن الانتشار المتجدد للفيروس يمكن أن يتباطأ إذا تم تطعيم المزيد من الناس، مقترحًا ثلاث نقاط لاحتواء وباء الخريف والشتاء، ويريد مناقشة تنفيذها مع وزراء صحة الولايات الاتحادية يومي الخميس والجمعة.
ولفت “شبان” إلى أن النقطة الأولى تتمثل في الالتزام بقواعد المسافة والنظافة “باستمرار”، داعيا السلطات إلى مراقبة الامتثال للقواعد، لاسيما في المطاعم والمنشآت الأخرى، بشكل أكثر صرامة ومعاقبة المخالفين.
وتتمثل النقطة الثانية في اقتراح لوائح اختبار أكثر صرامة وموحدة على الصعيد الوطني لدور رعاية المسنين وسيتعين اختبار الموظفين والزوار هناك بحثًا عن فيروس كورونا، حتى لو تم تطعيمهم.
“شبان” أشار إلى حالة دار لرعاية المسنين في براندنبورغ، حيث توفى العديد من كبار السن من السكان بسبب الفيروس، وقال شبان: “لا أريد أن أعاني من الموت مرة أخرى مثل الشتاء الماضي”.
والنقطة الثالثة تكمن في عدد من اللقاحات معززة بالنسبة لأولئك الذين تم تطعيمهم بالفعل يجب أن يزدادوا بسرعة.
وزير الصحة كشف أنه منذ أغسطس لم يكن هناك سوى مليوني لقاح من هذا القبيل، وهذا لا يكفي، والتطعيمات المعززة ستساعد في كسر الموجة الرابعة مكررا اقتراحه بأن الولايات الفيدرالية يجب أن تقدم عروض التطعيم للمواطنين مرة أخرى بعد إغلاق معظم مراكز التطعيم – يمكن أن تكون هذه أيضًا لامركزية وفي منشآت أصغر، مبينا أنه يجب أن يحصل أي شخص يرغب في الحصول على لقاح معزز على ستة أشهر بعد نهاية سلسلة التطعيمات الأولى.
على صعيد متصل أعلن معهد “روبرت كوخ” الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية، صباح الأربعاء، أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا التي تم تسجيلها في البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بلغ 20398 حالة، استنادًا إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية، فيما سجلت البلاد يوم الأربعاء الماضي 23212 إصابة.
المعهد سجل أيضا 194 حالة وفاة جراء الفيروس في غضون 24 ساعة، مقابل 114 حالة يوم الأربعاء الماضي.
سجلت ألمانيا أعلى عدد إصابات يومية حتى الآن في 18 ديسمبر الماضي، بواقع 33 ألفًا و777 إصابة، من بينها 3500 إصابة تم إضافتها على نحو متأخر.
كما سجلت أعلى عدد وفيات يومية جراء الفيروس حتى الآن في 14 يناير الماضي بواقع 1244 حالة.
بلغ معدل انتشار المرض بين كل مئة ألف نسمة في غضون سبعة أيام الأربعاء 6ر146 إصابة، مقابل 7ر153 إصابة يوم الثلاثاء الماضي.
وتم تسجيل أدنى معدل في 6 يوليو الماضي عند 9ر4 إصابة، بينما تم تسجيل أعلى معدل في 22 ديسمبر الماضي بواقع 6ر197 إصابة.
بحسب بيانات المعهد، يصل بذلك إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد إلى 4 ملايين و638 ألفا و419 حالة.
يُذكر أنه تم تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في ألمانيا في 27 يناير عام 2020.
بلغ إجمالي الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس 96 ألفا و27 حالة، وبلغ عدد المتعافين 4 ملايين و315 ألفا و100 شخص.
هذا واعتبر “لوثر ويلر” رئيس معهد “روبرت كوخ” الصحي أن الموجة الرابعة من الوباء تنتشر معربا عن أسفه بسبب عدم كفاية أعداد من تلقوا اللقاح، ولفت إلى أن شروط دخول الأماكن العامة أو المطاعم أو المسارح لم تكن تطبق بشكل كافٍ.
ودعا الوزير المحافظ جميع الأقاليم التي يعود لها متابعة القضايا الصحية إلى تشديد التدابير الخاصة بغير الملقحين في حال تفشى الوباء، بمنعهم من دخول أماكن عامة معينة أو بإلزامهم إجراء اختبار الكشف عن الفيروس باهظ الثمن.
وتنوي بعض المقاطعات، مثل ساكسونيا (شرق) أو بادن فورتمبيرغ، وضع هذه التدابير قيد التنفيذ.
“أنجيلا ميركل”، المستشارة المنتهية ولايتها، دقت ناقوس الخطر في عطلة نهاية الأسبوع، وأعربت عن أسفها عن ما وصفته بالعودة إلى السلوك غير المسؤول.
ودافعت عن عدم إلزامية اللقاح في البلاد، لكنها أعلنت أنها «حزينة جداً» لأن مليونين أو ثلاثة ملايين ألماني فوق 60 عاماً لا يزالون غير محصنين.
وتلقى 55.6 مليون شخص جرعتين من اللقاح، أي 66.8 % من السكان، بحسب معهد “روبرت كوخ” المرجعي.