الشتاء يفاقم مأساة المهاجرون على الحدود الفرنسية الإيطالية

الشتاء يفاقم مأساة المهاجرون على الحدود الفرنسية الإيطالية

أخبار القارة الأوروبية – ألمانيا

في منطقة “فال دي سوسا” على الحدود الإيطالية الفرنسية يعيش أعداد من المهاجرين الذين لا توجد أماكن تكفي لاستقبالهم وإيوائهم ما يهدد بكارثة إنسانية قد يتعرضون لها مع قرب فصل الشتاء.

منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان” وصفت الوضع في المنطقة بالخطير لافتة إلى عدم وجود أماكن كافية لاستقبال المهاجرين العابرين، وأغلبهم عائلات، على الرغم من اقتراب فصل الشتاء.

المنظمة غير الحكومية دعت قادة المنطقة لتحمل مسؤولياتهم لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية المقلقة واصفة الوضع في شمال غرب فال دي سوسا، على الجانب الفرنسي في بريانسون والجانب الإيطالي في أولكس، بأنه معقد وخطير.

كما كشفت أن عائلات بأكملها قادمة عبر طريق البلقان كما بعض المهاجرين الوافدين عبر طريق وسط البحر المتوسط، يواصلون محاولة عبور الحدود عند معبري “مونتجينيفر” و”فريجوس” للوصول إلى فرنسا، لكن مركزي الاستقبال على الحدود لا يحويان أماكن كافية للاستقبال، خاصة مع حلول فصل الشتاء.

الجانب الفرنسي..

مدينة بريانسون الفرنسية كانت قد شهدت افتتاح مأوى جديد تحت اسم “شرفات التضامن”، على الجانب، لمدة 15 يوما، ويضم 80 مكانا فقط، بحسب “أطباء من أجل حقوق الإنسان”.

لكن اكتظاظ الملجأ أدى إلى إغلاقه مساء الأحد الماضي، حيث كان قد لجأ أكثر من 200 مهاجر عابر، كانوا يبحثون عن سكن، إلى محطة النقل في المنطقة، ثم نقل المهاجرون بعد ذلك إلى الى مبنى الكنيسة، ورحب أسقف البلدة بالمهاجرين من أجل تجنب الإخلاء.

وقدمت المحافظة، بعد تدخل الأسقف ومفاوضات طويلة، عقاقير لاختبارات الإصابة بكوفيد – 19 وحافلات للنقل إلى مدينة ليون وسط فرنسا.

الأيام الأخيرة شهدت محادثات لافتتاح مركز جديد، يمكن أن تموله المحافظة نفسها، ويدار بشكل مستقل من قبل الجمعيات، في المكان الذي تشير إليه.

وكانت فرنسا قد شهدت الخميس، مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بعد أن صدم قطار مجموعة من المهاجرين كانوا يسيرون بمحاذاة مساره قرب كاليه شمال البلاد.

وقال فرانك ديرسين نائب رئيس منطقة أوت دو فرانس إن جميع الضحايا من إريتريا، مضيفا أن أحد المصابين الثلاثة في حالة خطيرة.

وقالت الشركة المشغلة للقطار إس.إن.سي.إف إن حركة المرور ستظل معلقة على خط كاليه-دونكيرك حتى صباح الجمعة.

الجانب الإيطالي..

وبالعودة إلى الحدود الفرنسية الإيطالية لكن على الجانب الإيطالي حيث لا  يختلف الوضع كثيرا، بعد أن طلب أكثر من 150 شخصا في 24 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي المأوى في ملجأ فرانتيريا ماسي، الذي يضم 40 مكانا فقط، والذي يعد الملجأ الوحيد الذي يمكن الوصول إليه، بعد عمليات إخلاء ثلاث منازل في أولكس ومبنى آخر في “كلافيري” ومبنى الجمارك القديم.

“بييرو جورزا” عالم الأنثروبولوجيا المسؤول عن منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في “بيدمونت”، قال إن القضية تتعلق بالحجم والنوع، مشيرا إلى أن “التعقيد ليس فقط في الأعداد، التي تصل إلى أكثر من 1550 شخصا في أولكس، لكن أيضا في المكونات الاجتماعية للأشخاص الواصلين”.

وأضاف أن “المهاجرين الذين يمرون عبر الوادي في الوقت الحالي هم في الأساس عائلات، وهناك أطفال ورضع ونساء حوامل، والخطر هو أن رحلة هؤلاء الأشخاص تصبح أكثر خطورة عندما تنخفض درجات الحرارة، علاوة على ذلك تم تقليل عدد الحافلات والقطارات إلى مناطق أخرى في فرنسا، ويلزم إجراء اختبار كوفيد – 19 السلبي للسفر”.

وواصلت “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، مراقبة الوضع على الحدود الإيطالية – الفرنسية، ودعت القادة في المنطقة إلى تحمل المسؤولية والاستجابة للأزمة الإنسانية المقلقة التي لا تزال جارية.

إيطاليا تطلب مد يد العون

من جانبها أكدت وزيرة الداخلية الإيطالية “لوتشيانا لامورجيزي”  الخميس، إن انقاذ الأرواح عملا نبيلا، إلا أن إيطاليا لا يمكنها فعل ذلك بمفردها.

الوزيرة أشارت إلى أن هناك العديد من السفن التابعة لمنظمات حقوقية وعلى متنها الكثير من المهاجرين، مبينة أن إنقاذهم أمر صائب، لكنه ليس من العدل أن تقوم إيطاليا وحدها بهذا الأمر”، في دعوة لبقية الدول للانضمام لعمليات إنقاذ المهاجرين.

وتابعت الوزيرة، التي طالما تعرضت لانتقادات من أحزاب يمينية حول إدارتها لأزمة المهاجرين، “لا يمكن أن يكون هذا عبئًا يجب أن تتحمله دولة واحدة فقط لأنها مكان الهبوط الأول”.

Exit mobile version