أخبار القارة الأوروبية- ألمانيا
رغم التوسع في استخدام اللقاح المضاد لفيروس كورونا إلا أن الجائحة عادت لتطل برأسها من جديد في ألمانيا، ما دفع الحكومة المنتهية ولايتها للإعلان عن أن البلاد في حالة طوارئ وطنية، وسط تحذيرات من مسؤولي الصحة في المستشفيات من تفاقم الوضع بالمستشفيات، بينما عادت دول أوروبية عدة لسياسة الإغلاق من جديد.
ودعا وزير الصحة المنتهية ولايته “ينس شبان” إلى التقليل السريع من التواصل بين المواطنين بسبب الانتشار السريع لكورونا في ألمانيا، مؤكدا أن البلاد في حالة “طوارئ وطنية” وأن الوضع يقتضي الآن جهداً وطنياً لمواجهة الخطر.
وحذر من أن التطعيمات وحدها، مع التعزيزات، لن تتمكن من كسر الموجة على المدى القصير، مشيرا إلى ما وصفها بمعيارية العتبة الموحدة التي وافقت عليها الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات يوم الخميس بشأن قوة التحميل على المستشفيات، والتي يجب أن تطبق بصورة أكثر صرامة داخل الولايات لمواجهة كورونا.
وأوضح شبان أن تنفيذ الإجراءات المعتزمة بالتزامن مع تطبيق قاعدة عدم السماح بدخول المؤسسات إلا بالتطعيم أو الشفاء من المرض يجب أن تطبق وتراجع بصرامة واستمرار، مضيفاً أن الأمر هنا يتعلق “بالإغلاق أمام الأشخاص غير المطعمين” ووضع قيود شديدة على اتصالهم بالمجتمع، داعيا مواطنيه إلى الإسراع في تقليل الاختلاط الاجتماعي بسبب الانتشار السريع لكورونا في ألمانيا.
الوزير دعا كذلك إلى ضرورة نقل مرضى العناية المركزة إلى عيادات أخرى، وبين أن وضع الاضطرار هذا يقتضي نقل المرضى إلى عيادات أخرى ليس فقط داخل المناطق الخمس المخصصة لذلك في ألمانيا ولكن أيضا ولأول مرة يجب تطبيق ذلك على نطاق أوسع يمتد إلى الدول المجاورة، مشيرا إلى أن تصويتا على ذلك سيجري كل أسبوع بين الحكومة والولايات.
ألمانيا تقترب من الإغلاق التام
” بولا بيتشوتا” الطبيبة والنائبة الألمانية عن حزب الخضر إن الإغلاق العام سيكون ضروريًا للحد من الموجة الرابعة من جائحة كورونا إذا لم يتحرك المشرعون، مضيفة أن الإغلاق العام يجب أن يكون مجرد إجراء أخير، لأن له آثار جانبية ضخمة سواء على الصحة أو على المجتمع.
في سياق متصل، ألغت ولاية بافاريا الألمانية جميع أسواق عيد الميلاد التي تشتهر بها هذا العام جرّاء ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد، في إطار قيود أوسع لاحتواء الوباء.
رئيس مقاطعة “بافاريا ماركوس سودر” إن الوضع خطير جداً جداً وصعب”، بينما أُعلن أيضاً عن إغلاق النوادي الليلية والحانات والخدمات الليلية في المطاعم للسيطرة على الموجة الوبائية الرابعة.
وتخطط الحكومة الألمانية للاستعانة بالقوات الجوية في نقل مرضى كورونا المصابين بمضاعفات شديدة من المرض من المناطق المتضررة بشكل خاص في جنوب البلاد، كما تسعى الحكومة إلى توفير قدرات نقل سريع حتى يتم نقل المرضى إلى المناطق التي تتوفر بها وحدات عناية مركزة حال اكتظاظها في الأماكن الأكثر تتضرراً، مبينا
تدخل الجيش
ويبدو أن الجيش الألماني مستعد للتدخل لدعم الحكومة في هذه الأزمة المتوقعة فقد أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع إن الحكومة لم تطلب التدخل حتى الآن.
وتمتلك القوات الجوية الألمانية أيضا طائرتين مخصصتين لنقل مرضى العناية المركزة – “ميدإفاك” من طراز “إيه 310″ في كولونيا و”ميدإفاك” من طراز “إيه 400 إم” في فونشتورف. ولا تزال الطائرتان مخصصتين حاليا لمهام عسكرية محتملة، كما تتوفر مروحيات إنقاذ عسكرية.
من جانبه، دعا رئيس معهد “روبرت كوخ” الألماني لمكافحة الأمراض، “لوتار فيلر”، إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة لمواجهة الأزمة المتفاقمة، مشيراً إلى أن المستشفيات ووحدات العناية المركزة وصلت إلى حدودها القصوى في بعض المناطق.
وقال “فيلر” إن الرعاية الطبية هناك لم تعد مضمونة في بعض الأحيان”، مضيفا أن سد فجوات التطعيم وقصر الدخول إلى الأماكن المغلقة على المطعمين والمتعافين لم تعد كافية، مؤكداً الحاجة الماسة الآن إلى خفض الاختلاط الاجتماعي بشكل كبير لإبطاء انتشار الفيروس.
كما دعا المواطنين إلى البقاء في منازلهم قدر الإمكان، وإلغاء الفعاليات الكبرى وتقليل عدد الأشخاص المتواجدين في الفعاليات الصغيرة، وإغلاق بؤر انتشار كورونا، مثل الحانات والنوادي سيئة التهوية.
ومع زيادة الإصابات في أنحاء أوروبا مجدداً بدأ عدد من الحكومات إعادة فرض القيود بما يتراوح بين الإغلاق الكامل مثلما حدث في النمسا إلى إغلاق جزئي في هولندا وقيود على حركة غير المطعمين في بعض أجزاء ألمانيا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا، كما قررت المجر جعل التطعيم إجباريا لكافة العاملين في الأطقم الطبية وستفرض وضع الكمامات في معظم الأماكن المغلقة بدءا من اليوم السبت.