شولتس يعلن عن توصل الاشتراكيين لتشكيل ائتلاف حكومي مع الخضر والليبراليين

أخبار القارة الأوروبية – ألمانيا

أعلن زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، أولاف شولتز، رسميا مساء اليوم الأربعاء، التوصل إلى اتفاق لتشكيل ائتلاف حكومي بين أحزاب الاشتراكي الديمقراطي والخضر و الديمقراطي الليبرالي الحر، وبالتالي سيصبح ” شولتس” المستشار الألماني الجديد خلفا لأنغيلا ميركل التي شغلت هذا المنصب لمدة 16 عاما.

يأتي هذا الإعلان بعد شهرين تقريبا من الانتخابات العامة التي شهدت تراجعا تاريخيا للحزب المحافظ الذي تنتمي إليه ميركل، حيث دخل رئيس الحزب “الاشتراكي الديمقراطي” أولاف شولتس المستشارية في تحالف غير مسبوق مع “الخضر” و”الديمقراطي الحر”، وهو تحالف ثلاثي يعرف بـ “ائتلاف إشارة المرور” نسبة للون المميز لكل حزب.

وفي وقت سابق اليوم، علنت صفحات حزب الخضر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، التوصل لاتفاق لتشكيل ائتلاف حاكم بقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي “يسار وسط”.

وكتب الحزب على صفحاته، قائلا: “اليوم، وبعد ٣ أسابيع من المفاوضات مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر، توافقنا حول ائتلاف حاكم يشكل الأساس لحكومة مشتركة”.

بينما نشر الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، لارس كلينجابل، على حسابه في “تويتر”، صورة مع زملائه من الخضر والديمقراطي الحر، وشكرهم على “العمل المشترك الجيد”.

وجاء الإعلان عن التوصل للاتفاق، بعد يوم ماراثوني خاضت فيه الأحزاب الثلاثة المشكلة للائتلاف الجديد، مفاوضات شاقة استمرت نحو ١٤ ساعة متواصلة، لوضع اللمسات النهائية على اتفاق الائتلاف الحاكم، وتابعتها “العين الإخبارية”.

وبحسب صحيفة “بيلد” الألمانية، فإن الحكومة الجديدة مكونة من 15 حقيبة، ومدير لمكتب المستشار بدرجة وزير دولة، ومستشار. 

وكانت تسريبات في وسائل الإعلام، نشرت في الأيام القليلة الماضية، ذكرت أنه ستظهر وزارة جديدة في ألمانيا وهي وزارة المناخ والطاقة.

يشار إلى أنه بعد الانتهاء من اتفاق الائتلاف الحاكم، فإن هناك سلسلة إجراءات داخلية في كل حزب ينبغي الانتهاء منها، قبل انتخاب شولتس مستشارا أحد يومي ٧ و٨ ديسمبر/كانون الأول، وبدء الحكومة عملها رسميا، أي أن المستشارة ميركل باتت أمامها أيام معدودة لا تتعدى أسبوعين بحد أقصى قبل الخروج من السلطة بشكل نهائي. 

وبالفعل، بدأت الأحزاب الثلاثة التحضير للخطوات الإجرائية الداخلية في كل منهما لاعتماد اتفاق الائتلاف الحاكم، حيث ذكرت تقارير صحفية أن حزب الخضر قام بتأجير قاعة في برلين من أجل تنظيم مؤتمر لتقديم الاتفاق الحكومي لقواعد الحزب، غدا الخميس.

حكومة ألمانية غير مسبوقة منذ الخمسينيات

ستكون الحكومة الجديدة أول حكومة ائتلافية من ثلاثة أحزاب تتولى السلطة في ألمانيا منذ خمسينات القرن الماضي، وتنهي سيطرة المحافظين بزعامة إنغيلا ميركل بعد 16 عاما في الحكم.

وترأست ميركل ما قد يكون اجتماعها الأخير لمجلس الوزراء مع إعلان الاتفاق، وودعت زملاءها ورفاقها بعد أن قدّم لها شولتس شجرة لتزرعها في حديقتها كهدية وداع وفقاً لأحد الحضور في الاجتماع، علما ميركل هي أطول زعماء الاتحاد الأوروبي مكوثا في المنصب.

وكان التحالف الثلاثي والذي سيحل بموجبه شولتس محل المستشارة ميركل، قد تعهد بتحديث أكبر اقتصاد في أوروبا من خلال تحديث بنيته التحتية والإسراع بتنفيذ إجراءات حماية المناخ.

لكن الائتلاف الجديد يواجه تحديات فورية وسط أسوأ تفش لفيروس كورونا في البلاد، وأزمة المهاجرين على حدود الاتحاد الأوروبي الشرقية.

جدير بالذكر أن مفاوضات الائتلاف بدأت في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد إجراء الأحزاب الثلاثة محادثات استطلاعية.وجرت المفاوضات الرئيسية بين 6 ممثلين رفيعي المستوى من كل حزب و22 مجموعة عمل. وفي هذه المجموعات كان يجري التفاوض بين خبراء الأحزاب الثلاثة على تفاصيل الاتفاق.

Exit mobile version