أخبار القارة الأوروبية – تقارير
شهدت العاصمة الفرنسية باريس احتجاجات ضد ترشح اليميني المتطرف “إريك زمور” لانتخابات الرئاسة في البلاد، لا سيما في ظل تبنيه خطابا يقوم أساسه على معاداة الإسلام ورفض الهجرة.
“زمور” البالغ من العمر 63 عاما أعلن ترشحه في تسجيل مصور عبر موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب، وذلك بعد أشهر من التخمين والغموض، مؤكدا رغبته في أسماه “إنقاذ فرنسا”.
وتعهد خلاله بما وصفه بإعادة الهيبة لفرنسا على الساحة الدولية فضلا عن تحذيراته المكثفة للمهاجرين.
يستهدف الإسلام والمهاجرين..
الكاتب المثير للجدل وعد بإنهاء الهجرة وإلغاء حق لم شمل الأسر واللجوء إلى طرد المهاجرين غير النظاميين وإلغاء المساعدات الاجتماعية والطبية للأجانب غير الأوروبيين.
المظاهرة التي شهدتها باريس شارك فيها 2200 شخص بحسب الشرطة الفرنسية، في حين أعلن المنظمون أنها ضمت 10 آلاف شخص.
وخلال أول تجمع له أمام أنصاره في منطقة باريس دعا “زمور” أنصاره إلى “تغيير مجرى التاريخ” والمضي نحو “استرداد” فرنسا.
وقال “زمور” خلال خطابه أمام حشد من مؤيديه: “الرهان هائل، في حال فزت سيكون ذلك بداية استرداد أجمل بلدان العالم”، مضيفا أن “الشعب الفرنسي يعيش هنا منذ ألف عام ويريد أن يظل سيدا في بلده”.
وأعلن أمام أنصاره رفضه لتوصيف “اليمين المتطرف”، ووعد بإنهاء الهجرة وإلغاء حق لم شمل الأسر واللجوء إلى طرد المهاجرين غير النظاميين، وإلغاء المساعدات الاجتماعية والطبية للأجانب غير الأوروبيين، وهي تعهدات ألهبت حماسة الجمهور الحاضر.
كما دعا زمور المسلمين إلى “الاندماج”، وتعهد أن يطرح كل هذه التدابير على “الشعب الفرنسي” للاستفتاء، وقال “بقاؤنا لا يخضع لحسن نية القضاة الأوروبيين”.
وتابع المرشح المتطرف: “هناك 15 ألفا منكم اليوم، 15 ألف فرنسي تحدوا الصوابية السياسية وتهديدات اليسار المتطرف وكراهية الإعلام”، فيما لوح أنصاره المتحمسون بالأعلام الفرنسية وهتفوا “زمور رئيسا”.
وأردف “إيريك زمور” الذي أدين مرتين بالتحريض على الكراهية العنصرية “سمعتم أنني فاشي وعنصري وكاره للنساء”، معتبرا أنه شخصية تلاحقها “مجموعة من السياسيين والصحافيين والجهاديين”.
أما فيما يتعلق بموقفه من الرئيس “إيمانويل ماكرون”، قال “زمور” إن “ماكرون فرّغ البلاد من ثقافتها وإرثها، لا أحد يستطيع أن يقول لكم من هو ماكرون لأنه نكرة”، مضيفا “عام 2017 انتخبت فرنسا العدم ووقعت فيه”.
شعار حملة “زمور” شعار “المستحيل ليس فرنسيا”، وهي عبارة منسوبة إلى نابليون، والذي أطلق حزبه رسميا الأحد وسماه “الاسترداد”، صعد على المنصة على وقع موسيقى احتفالية بعد تأخير لأكثر من ساعة.
احتجاجات ضد ترشح “زمور”..
وقبل دخوله، تم إطلاق صافرات استهجان لصحافيين من برنامج تلفزيوني معروف بنبرته الساخرة اللاذعة، ونقلهم مسؤولو الأمن إلى مكان آمن، وانتشر عناصر أمن على أطراف مكان التجمع، فيما احتج نحو مئة معارض لزمور ضد “العنصرية” و”رهاب المثلية”.
ووقعت اشتباكات بين مناصرين مؤيدين للمرشح اليميني المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية، “إريك زمور”، مع ناشطين مناهضين للعنصرية، في إحدى ضواحي العاصمة باريس، حيث وصل الأمر للعراك بالأيدي وتقاذف الطرفان الكراسي، قبل تدخل الأمن.
وقال أحد الناشطين ضدّ العنصرية من منظمة “إس أو إس ريسيزم”: اعتقدت أننا في ديمقراطية وأنه كان بإمكاننا قول ما أردنا قوله وأنه لن يكون هناك اعتداءات جسدية من هذا النوع، نحن مسالمون وأنا فعلاً متفاجئ بما حدث”.
أما رئيسة المنظمة، “دومينيك سوبو”، فربطت بين الاعتداءات التي تعرض لها الناشطون والاعتداءات التي ينفذها المنتمون إلى تيار “سيادة البيض” في الولايات المتحدة الأميركية.
في المقابل، زعم فريق المرشح أن الأخير أصيب في معصمه بعد أن أمسكه شخص قبل صعوده إلى المسرح مباشرة، مضيفا أنه يجري النظر في تقديم شكوى.
من جانبها أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن نشطاء من منظمة “إس أو إس راسيزم” (SOS RACISME) الذين نظموا تظاهرة كان يفترض أن تكون “غير عنيفة”، تعرضوا لهجوم من مشاركين في الاجتماع، وأصيب 2 منهم على الأقل بجروح دامية.
وقال الادعاء الفرنسي، الإثنين، إنه فتح تحقيقاً في المسألة، مضيفاً أن الشرطة أوقفت نحو 60 شخصاً بعدما هاجم مؤيدون لزمور ناشطين مناهضين للعنصرية، ما أوقع إصابات.
وكان “زمور”، المثير للجدل، قد حقق صعودا بارزا في استطلاعات الرأي منذ بداية العام، حتى أنه تجاوز مارين لوبن التي بلغت الدورة الثانية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2017 قبل ان تخسر أمام الرئيس الحالي “إيمانويل ماكرون”، لكن، وبحسب مراقبين، فإن شعبيته والدعم الذي لقيه بدأ يتراجع مع انزلاقه في الاستفزازات.
ومن بين داعميه، حضر التجمع قادة حزبين صغيرين قوميين ومن اليمين الكاثوليكي التقليدي.
وانتقد، “بول ماري كوتو”، المتحدث السابق باسم “مارين لوبن” وصديق “إريك زمور”، سفارة الولايات المتحدة التي نصحت رعاياها بتجنب المنطقة المحيطة بالاجتماع لأسباب أمنية.
كما حضرت “جاكلين مورو”، وهي شخصية بارزة في حركة “السترات الصفراء” التي هزت فرنسا عامي 2018 و2019 في ولاية “إيمانويل ماكرون”، وأعلنت دعمها لزمور نيابة عن “الناس العاديين ضحايا العولمة”.
فرص فوز “زمور”..
وكانت منصة “ويتبيزس” قد توقعت في 29 من نوفمبر الماضي، فوز الرئيس “إيمانويل ماكرون”، بنسبة 68.4% فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة يوم 10 أبريل من عام 2022، وذلك بارتفاع عن نسبة 68.0% التى أشارت إليها التقديرات فى الأسبوع السابق.
“ماكرون” يتخطى بهذه النسبة “إريك زمور”، بمقدار 54.2 نقطة مئوية، حيث تراجعت فرصة الأخير للفوز فى الانتخابات بنسبة 1.3 نقطة مئوية.
كما أشارت المنصة إلى أن “ماكرون” تجاوز المرشحة اليمينية المحتملة “مارين لوبان”، بنسبة 0.6 نقطة مئوية.