أخبار القارة الأوروبية – ألمانيا
يصوت البرلمان الألماني الأربعاء على اختيار زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي “أولاف شولتس” مستشارا للبلاد خلفا لـ”أنغيلا ميركل” التي شغلت المنصب لـ16 عاما.
وتمكن “شولتز” من الفوز في الانتخابات التشريعية التي أجريت في أيلول/سبتمبر ونجح أيضا في تشكيل ائتلاف حكومي غير مسبوق بدون أي عقبة مع حزب الخضر والليبراليين.
فما لم تحصل أي مفاجأة، يفترض أن ينتخب مجلس النواب الألماني الأربعاء، “شولتز” الذي شغل منصب وزير المال في حكومة “ميركل” البالغ 63 عاما، مستشارا لأكبر قوة اقتصادية أوروبية.
ويستلهم “شولتز” من أسلوب “ميركل” حتى أنه يقلدها في الإيماءات، إلى درجة أن صحيفة “تاتس” اليسارية وصفته بأنه نسخة “متحورة” من المستشارة الألمانية.
ونجح “شولتز” في فرض نفسه رغم أنه لا يزال غير معروف كثيرا بالنسبة للألمان أنفسهم، حيث
لا تتوافر أي سيرة للمستشار المقبل، رغم أنه شغل مناصب وزارية مرات عدة وكان رئيسا لبلدية هامبورغ، ثاني مدن ألمانيا، وتنقل “شولتز” بين كل مستويات الشأن العام منذ سبعينات القرن الماضي.
ولد “أولاف شولتز” في أوسنابروك في 14 حزيران/يونيو 1958 وكان والده تاجرا ووالدته ربة منزل.
وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في 1975 في سن السابعة عشرة، وهو يميل أكثر إلى التيار اليساري للحزب، وكان آنذاك شعره طويلا ويرتدي كنزات صوفية ويشارك في عدد كبير من التظاهرات السلمية.
بالتوازي، كان “شولتز” يتابع دراساته في القانون، وأسس العام 1985 بعدما أصبح أصلع، مكتب محاماة متخصصا في قانون العمل.
ودافع خصوصا عن موظفين في عدد كبير من الملفات، في أعقاب توحيد ألمانيا العام 1990، في قضايا خصخصة أو حل شركات في ألمانيا الشرقية السابقة.
انطلقت مسيرته فعليا عندما وصل الاشتراكي الديمقراطي “غيرهارد شرودر” إلى المستشارية، وانتخب “شولتز” العام 1998، نائبا وأصبح أمينا عاما للحزب العام 2002.
يلقي خطبه بنبرة رتيبة أكسبته لقب “شولتسومات” (المستوحى من كلمة تعني الشخص الذي يتصرف كرجل آلي) ما يثير انزعاجه.
في العام 2018، خلف شولتز المسيحي الديمقراطي “فولفغانغ شويبله” في وزارة المال وواصل النهج المالي الصارم لهذا الأخير.
وقد ساهم موقعه الوسطي في تهميشه داخل حزبه، لدرجة أنه في العام 2019، فضل الناشطون استبعاده عن رئاسة الحزب.
ومع ذلك، تمكن “شولتز” من العودة بقوة بفضل الوباء ولم يتردد في الخروج عن بنود الميزانية معتمدا السخاء في الانفاق.
ورغم نكسة العام 2019، اختار الحزب الديمقراطي المسيحي، أحد أقدم الأحزاب الأوروبية، “أولاف شولتز” لتمثيله، رغم الانتقادات التي استهدفت الوزير بعد الإفلاس المدوي لشركة فايركارد المالية.
Comments 3