أخبار القارة الأوروبية – بوترية
يعد “فريتز هابر” واحدا من أهم الكيميائيين في العصر الحديث، حيث كان له الفضل في عدد من الابتكارات التي نستفيد منها الآن على نطاق واسع أبرزها طريقته في تصنيع الأسمدة النيتروجينية والتي يعتمد عليها نصف سكان كوكب الأرض عليها في إنتاج غذائهم.
ولد “فريتز هابر” في 9 ديسمبر/كانون الأول (مثل هذا اليوم) من عام 1868، والذي يطلق عليه لقب «أبو الحرب الكيماوية» بسبب سنوات عمله الطويلة في تطوير الكلور والغازات السامة الأخرى لتحويلها إلى أسلحة خلال الحرب العالمية الأولى، وخاصة خلال معركة إيبر الثانية.
خلفية “فريتز هابر” الأسرية
ولد “فريتز هابر”في مدينة بريسلاو (التي تعرف اليوم باسم فروتسواف، في بولندا) في بروسيا، في عائلة يهودية ميسورة الحال. كان اسم العائلة «هابر» شائعًا بشكل كبير في المنطقة، ويمكن أن يرجع أصل عائلة “فريتز هابر”إلى الجد الأكبر، “بينكوس سيليج هابر”، تاجر صوف من مدينة كيمبين (التي تعرف اليوم باسم كيبنو، في بولندا).
أُصدر في 13 مارس/ آذار من عام 1812 مرسوم بولندي يفيد بوجوب معاملة اليهود وعائلاتهم، بما في ذلك عائلة “بينكوس هابر”، كـ «مواطنين محليين ومواطنين بروسيين».
بموجب هذه التشريعات، تمكن أفراد عائلة “هابر” من إثبات أنفسهم في مناصب محترمة في البلاد، في عدة مجالات كالتجارة والسياسة والقانون.
في الوقت الذي ولد فيه “فريتز”، كانت عائلة “هابر” قد اندمجت إلى حد بعيد في المجتمع الألماني، التحق “فريتز هابر”بمدرسة (جوهانيون) الابتدائية المتزامنة والمفتوحة للطلاب الكاثوليك والبروتستانت واليهود على حد سواء.
في سن الحادية عشر، التحق هابر بمدرسة (سانت إليزابيث) الكلاسيكية التي شاركه فيها أعداد متساوية من الطلاب البروتستانت واليهود.
دعمت عائلته المجتمع اليهودي، وواصلت تطبيق العديد من التقاليد اليهودية، دون أن تربطها بالكنيس اليهودي علاقة وثيقة، فضل “فريتز هابر”الانتماء الألماني على الانتماء اليهودي.
بداية دراسته للكيمياء
تخرج “فريتز هابر”من مدرسة (سانت إليزابيث) الثانوية في (بريسلاو) في شهر سبتمبر من عام 1886. على الرغم من رغبة والد “فريتز” في تعليمه مهنة الصباغة ليساعده في العمل بشركته، لكنه وافق على إرساله إلى جامعة (فريدريس فيلهلم) (التي تعرف اليوم باسم جامعة هومبولت) في برلين لدراسة الكيمياء.
كان قسم الكيمياء في الجامعة تحت إشراف الكيميائي الألماني “آوغست فيلهلم فون هوفمان”، أُصيب “هابر” بخيبة أمل بعد حضوره لأول الفصول الدراسية في الجامعة (شتاء عام 1886 – 1887)، وقرر الالتحاق بجامعة هايدلبرغ) في الفصل الدراسي التالي (صيف عام 1887) حيث تتلمذ على يد الكيميائي الألماني “روبرت بنزن”، عاد هابر بعدها إلى برلين، للالتحاق بالكلية التقنية في “تشارلوتنبرغ” (والتي تعرف اليوم باسم جامعة برلين للتكنولوجيا).
أبرز مؤلفاته وأنجازاته
مبادئ الكهرباء الكيميائية 1918، أو مبادئ الترموديناميك في الغازات 1905 وضع أسس عملية التخليق الصناعية للأمونياك وكذلك تخليق أوكسيد الآزوت (NO في القوس الكهربائي. وله أبحاث مختلفة وعديدة في ميادين الكيمياء الكهربائية.
حصل “فريتز هابر” على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1918 لاختراعه طريقة هابر بوش الصناعية لإنتاج النشادر من النتروجين والهيدروجين، ويعتبر هذا الاختراع شديد الأهمية في تصنيع الأسمدة والمتفجرات على نطاق واسع.
كما يعتمد إنتاج غذاء ما يقارب نصف سكان كوكب الأرض اليوم على هذه الطريقة في صناعة الأسمدة النتروجينية.
اقترح “فريتز هابر” مع “ماكس بورن” دورة “بورن هابر” بصفتها طريقة لتقييم طاقة الشبكة البلورية للمادة الأيونية الصلبة، وتوفي هذا العالم في 29 يناير من عام 1934.