متحور “أوميكرون”.. هل يعيد بريطانيا للإغلاق مجددا

أخبار القارة الأوروبية- بريطانيا

تتوقع وكالة الأمن الصحي أن تشهد المملكة المتحدة تسجيل أكثر من مليون إصابة بالمتحور “أوميكرون” بنهاية ديسمبر/ كانون الأول الجاري في حال استمر الاتجاه الحالي، لافتة إلى أن متحور فيروس كورونا الجديد “أوميكرون” ينتشر بسرعة في أنحاء البلاد، متوقعة أن يصبح المتحور الجديد السلالة المهيمنة من الفيروس في أنحاء بريطانيا بحلول منتصف الشهر الجاري.

الوكالة في أحدث إحاطة فنية بشأن المتحور أفادت بأن البيانات الحديثة في بريطانيا تؤكد أن “أوميكرون” أكثر قدرة على الانتقال بسهولة مقارنة بباقي سلالات الفيروس.

وتظهر أحدث البيانات تسجيل 568 إصابة مؤكدة أو محتملة في بريطانيا بالمتحور “أوميكرون” بداية من الثامن من الشهر الجاري، مقارنة بإصابتين فقط قبل أسبوع.

العلماء ينصحون بتدابير صارمة

هنا نصح كبار مسئولي الصحة العامة في بريطانيا، الوزراء بفرض تدابير وطنية صارمة بحلول 18 الشهر الجاري، وذلك لتجنب مرحلة ذروة دخول المستشفيات بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في فصل الشتاء، في ظل انتشار المتحور الجديد من الفيروس (أوميكرون).

ومع ظهور متحور كورونا الجديد “أوميكرون” يبدو أن بريطانيا ستتأثر بشدة بهذا الوباء في المستقبل القريب وسط توقعات بعودة البلاد للإغلاق التام.

العلماء يتوقعون أن تواجه المملكة المتحدة موجة واسعة من انتشار الإصابات بالمتحور أوميكرون في يناير/ كانون الثاني المقبل في ظل عدم فرض قيود إضافية.

دراسة تدق ناقوس الخطر

دراسة لكلية لندن للنظافة والطب الاستوائي أشارت إلى أن عدد الوفيات المتوقع في بريطانيا بسبب المتحور بحلول نهاية أبريل/ نيسان القادم قد يتراوح بين 25,000 إلى 75,000 اعتماداً على أداء اللقاحات في مواجهته.

العلماء المسؤولون عن الدراسة قالوا إنه لا يزال هناك بعض الغموض الذي يكتنف عملية وضع نماذج الدراسة، لافتين إلى وجود حاجة لفرض إجراءات أشد صرامة في أسوأ السيناريوهات لمنع امتلاء المستشفيات بالمرضى على نحو يفوق قدرتها على الاستيعاب، لكنهم لفتوا إلى أن ارتفاع نسبة الحاصلين على جرعة المعززة من اللقاحات من المحتمل أن يخفف من تأثير موجة أوميكرون.

الدكتور “نك ديفيز” وهو أحد الباحثين، قال في هذا الصدد إن متحور أوميكرون ينتشر “بسرعة كبيرة”، وهو “مقلق للغاية” ومن المرجح أن يكون الشكل المهيمن للفيروس في إنجلترا بحلول نهاية هذا العام.

ويقول التقرير الصادر عن الدراسة إن عدد الأشخاص المصابين بالمتحور يتضاعف حالياً كل 2.4 يوماً في إنجلترا على الرغم من أن البلاد تتمتع بمستويات عالية من التطعيم. وهذه وتيرة أسرع من انتشار الشكل الأصلي للفيروس عندما لم تكن الحماية متوفرة لأحد.

يضيف الدكتور “ديفيز” إنه: “بالاستناد إلى ما نراه، فإنه يمكننا أن نتوقع حدوث موجة كبيرة من الإصابات بمتحور أميكرون في المملكة المتحدة.”

وتفترض الدراسة أن المتحور أوميكرون أقل خطورة من النسخ السابقة في حال تلقي اللقاح وتأخذ بالحسبان الإجراءات الراهنة الخاصة بالخطة “ب”.

أكثر السيناريوهات تفاؤلاً سيكون عدد الأشخاص الذين يتم إدخالهم إلى المستشفى كل يوم أقل بنسبة 40 في المئة من الذروة التي بلغتها أرقام فصل الشتاء الماضي. وفي أكثر السيناريوهات تشاؤماً ستكون الذروة ضعف ما كانت عليه في الشتاء الماضي تقريباً.

التقرير قال إن “غالبية السيناريوهات” خلصت إلى أنه في ظل الإجراءات الحالية، سيكون هناك أعداد أكبر عدد من الحالات التي يستوجب إدخالها المستشفى مما كان عليه الحال في الشتاء الماضي.

ويفترض أن “أوميكرون” لديه قدرة منخفضة على الهروب من المناعة وأن الجرعات التعزيزية من اللقاحات فعالة بدرجة عالية، وبالتالي فإن نموذج الدراسة يتنبأ بأن تكون الأرقام خلال الفترة من 1 ديسمبر/ كانون الأول إلى 30 أبريل/ نيسان بأن عدد الإصابات 20.9 مليون حالة إصابة، ويكون منهم 175,000 حالة في المستشفيات، و24,700 حالة وفاة، هذا على المستوى الأكثر تفاؤلا.

وأما في حالة السيناريو الأكثر تشاؤماً، والذي يفترض أن أوميكرون يتمتع بقدرة عالية على الهروب من المناعة وأن الجرعات التعزيزية من اللقاحات أقل فاعلية، فإن نموذج الدراسة يتنبأ بأن تكون الأرقام خلال الفترة من 1 ديسمبر/ كانون الأول إلى 30 أبريل/ نيسان 34.2 مليون حالة إصابة، و 492,000 حالة في المستشفيات، و 74,900 حالة وفاة.

وكانت دراسات واقعية سابقة أجرتها وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة قد قدرت أن جرعتين من اللقاح أعطتا حماية محدودة ضد الإصابة بأعراض أوميكرون، لكن أخذ جرعة معززة رفع نسبة الحماية إلى 75 في المئة.وقد بحثت تلك الدراسات في تأثير فرض قيود جديدة على موجة انتشارالمتحور أوميكرون.

الدكتور “ديفيز” يرى أن فرض قيود أشد صرامة كان “فظيعاً بالنسبة للصحة الجسدية والعقلية للناس” وهذا الأمر ينبغي أن يوزن بعناية.

ويحذر نموذج الدراسة من أنه في حالة السيناريوهات المتشائمة، سيحتاج الأمر إلى فرض إجراءات أقرب ما تكون إلى “الإغلاق التام مع إبقاء المدارس مفتوحة” لمنع الضغط الكبير على خدمة الصحة الوطنية، وهناك حاجة للمزيد من البيانات قبل أن تتضح الصورة الحقيقية ونعرف إلى أين تتجه المملكة المتحدة.

السينارويوهات الأكثر تفاؤلا وتشاؤما

تقول الدكتورة “روزانا بارنارد”، وهي باحثة مشاركة في إجراء الدراسة “في السيناريو الأكثر تفاؤلاً الذي توقعناه، فإنه سيتم تخفيف تأثير أوميكرون في القسم الأول من عام 2022 من خلال إجراءات ضبط خفيفة كالعمل من البيت”.

وتابعت :”لكن، السيناريو الأكثر تشاؤماً يشير إلى أننا قد نضطر إلى تحمل قيود أشد صرامة لضمان عدم تجاوز عدد حالات الإصابة قدرة خدمة الصحة الوطنية على استيعابها في المستشفيات”.

وأضافت أن “ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي والجرعات التعزيزية تعتبر ضرورية، لكنها قد لا تكون كافية”.، مبينة أنه : “لا أحد يريد أن يتحمل إغلاقاً آخر، لكن إجراءات الملاذ الأخير قد تكون ضرورية لحماية الخدمات الصحية في حال كان المتحور أوميكرون يتمتع بمستويات هروب عالية من المناعة أو قابلية أكبر للانتقال من شخص لآخر مقارنة بالمتحور دلتا”.

وزير الصحة يعتبر “أوميكرون” أقل خطرا

تكشف صحيفة (الجارديان) البريطانية، عن أهم وثائق تفيد بتلقي “ساجد جاويد” وزير الصحة البريطاني، تقريرا من وكالة الأمن الصحي في بريطانيا، تحذر من أنه حتى لو أن السلاسة الجديدة من فيروس كورونا، أقل خطورة من سلالة “دلتا”، إلا أنه قد يتسبب في الضغط على هيئة الخدمات الصحية الوطنية، إذ قد يتسبب في دخول 5 آلاف شخص إلى المستشفيات في يوم واحد.

مكتب رئيس الحكومة البريطانية، أكد أنه لا توجد خطط وشيكة لاتخاذ المزيد من الإجراءات بعد الإعلان عن إجراءات “الخطة B” لإنجلترا هذا الأسبوع، لكن وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني “مايكل جوف”، الذي ترأس اجتماعا للجنة الاستجابة للطواريء الوطنية والدولية (كوبرا)، قال إن الحكومة تلقت بعض “المعلومات الصعبة للغاية” حول سرعة انتشار الفيروس.

Exit mobile version