أخبار القارة الأوروبية – بروتريه
تعد الأشعة الكونية جسيمات ذات طاقة عالية تأتي من الفضاء، وهى موجات تصطدم بالطبقات العليا لغلاف الأرض الجوي، حيث اكتشفت لأول مرة فى عام 1912 بواسطة العالم النمساوي “فيكتور هس”.
مولده ونشأته
ولد ” فيكتور فرانسيس هيس” فى في قلعة (فالدشتاين) بالقرب من (بيغاو) في 24 يونيو 1883 فى النمسا وتو وقد حاز على جائزة نوبل للفيزياء مناصفةً مع “كارل ديفيد أندرسون” وذلك فى عام 1936 عن اكتشافه الأشعة الكونية.
من عام 1901 إلى عام 1905، كان “هيس” طالبًا جامعيًا فى جامعة جراتس، واستمر فى الدراسات العليا فى الفيزياء حتى حصل على درجة الدكتوراه فى عام 1910.
عمل العالم “فيكتور هيس” فترة قصيرة في المعهد الفيزيائي في فيينا مع البروفيسور”فون شفايدلز” في مجال اكتشافات النشاط الإشعاعي وكهرباء الغلاف الجوي، ثم عمل في معهد أبحاث الراديوم كمساعد لستيفان ماير حتى عام 1920.
السفر للولايات المتحدة
أخذ “هيس” إجازة فى عام 1921 وسافر إلى الولايات المتحدة، وعمل فى شركة راديوم الولايات المتحدة، فى نيو جيرسى، وكفيزيائى استشارى لمكتب المناجم الأمريكى، فى واشنطن العاصمة فى عام 1923، عاد إلى الجامعة من غراتس، وتم تعيينه كأستاذ عادى للفيزياء التجريبية فى عام 1925، وقد عينته جامعة إنسبروك أستاذًا ومدير معهد الأشعة فى عام 1931.
اكتشاف الأشعة الكونية
لفترة طويلة بقي العلماء غير قادرين على تفسير مصدر الشعاع المؤين في الغلاف الجوي الذي اخترق المجاهر الكهربائية التي ترسل عالياً في بالونات.
وبعدما ظنوا أن يكون الإشعاع مصدره الأرض لكن اكتشف “هيس” أن الإشعاع يتزايد بسرعة مع الارتفاع وبرهن على أن مصدره من خارج كوكب الأرض.
بين عامى 1911 و1913، قام “هيس” بالعمل الذى فاز به بجائزة نوبل فى الفيزياء فى عام 1936، حيث كان العلماء فى حيرة من مستويات الإشعاع المؤين المقاسة فى الغلاف الجوي، وكان الافتراض فى ذلك الوقت هو أن الإشعاع سينخفض مع زيادة المسافة من الأرض، مصدر الإشعاع، وقد أعطت المكشافات الكهربائية المستخدمة سابقًا قياسًا تقريبيًا للإشعاع، لكنها أشارت إلى أنه على ارتفاع أكبر فى الغلاف الجوي، قد يكون مستوى الإشعاع أعلى من ذلك الموجود على الأرض.
وقد اقترب “هيس” من هذا اللغز أولاً عن طريق زيادة دقة أجهزة القياس بشكل كبير، ثم عن طريق أخذ المعدات عالياً فى بالون، وقام بقياس الإشعاع بشكل منهجي على ارتفاعات تصل إلى 5.3 كم خلال 1911-1912، وقد تم إجراء الرحلات الجريئة فى النهار والليل، فى خطر كبير على نفسه.
توصل “هيس” مع “لوغر” لاكتشافات تدل على وجود كميات ضئيلة من الراديوم في جسم الإنسان، وأيضاً اشترك مع عدة علماء آخرين لإنتاج مطر صناعي في نيويورك حيث كانت المدينة حينها تعاني من جفاف حاد.
وفاة “فيكتور فرانسيس هيس”
تقاعد فيكتور “هيس” بعد عشرين عاماً من الخدمة 1958، وأصيب “فيكتور هيس” في سنوات حياته الأخيرة بمرض (باركنسون )وهو متزوج من الممرضة “إليزابيث”، وتوفي في 17 ديسمبر من غام 1964 في ماونت فيرنون داخل مدينة نيويورك في الولايات المتحدة.