أخبار القارة الأوروبية – متابعات
شبح المتحور الجديد من وباء فيروس كورونا “أوميكرون” بات يخيم على الدول الأوروبية والتي بدأت في اتخاذ إجراءات جديدة صارمة للحد من هذا الوباء خاصة في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والدنمارك، وسط تحذيرات من انتشار السلالة الجديدة بشكل كبير خلال الأسابيع المقبلة.
ألمانيا
الحكومة الاتحادية الألمانية صنفت كلا من فرنسا والدنمارك كمنطقتي خطورة عالية بسبب ارتفاع عدد الإصابات بكورونا فيهما وتطبق الإجراءات المصاحبة للقرار على المسافرين منهما وكذلك من النرويج ولبنان وأندورا أيضا، فماذا يعني ذلك؟.
القادمون من الدول عالية الخطورة بخصوص إصابات كورونا لابد أن يخضعوا لحجر صحي إن لم يكونوا تلقوا التطعيم أو تعافوا من الفيروس، وسيطبّق الحجر اعتبارا من الأحد، وسيشمل هذا أيضا الوافدين من كل من النرويج ولبنان وأندورا.
وتشمل الإجراءات الجديدة أن كل شخص يأتي من منطقة عالية الخطورة ولم يحصل على التطعيم أو يحدث له تعاف كامل من المرض بعد إصابته به، يجب أن يبقى في الحجر الصحي لمدة عشرة أيام ولا يمكن الخروج من الحجر إلا بإجراء اختبار يأتي بنتيجة سلبية بعد خمسة أيام من وصوله على أقرب تقدير.
من جهة أخرى قال وزير الصحة “كارل لاوترباخ” في وقت سابق إن ألمانيا التي تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات بالفيروس، عليها أن تستعد لـ”موجة هائلة” جديدة مرتبطة بتفشي المتحور أوميكرون.
فرنسا
أما في فرنسا فقال رئيس الوزراء “جان كاستكس”، أمس الجمعة إن المتحور أوميكرون “سينتشر بسرعة كبيرة لدرجة أنه سيصبح سائد من مطلع عام 2022”.
كاستكس” شبه انتشار أوميكرون في أوروبا بـ”البرق”، وقال إنه رغم جهل كثير من التفاصيل حتى الآن عن أوميكرون، إلا أنها “لا تبدو أكثر خطورة من المتحورة دلتا، والبيانات المتاحة لنا تشير إلى أن تغطية التطعيم الكامل مع الجرعة المعززة تحمي بشكل جيد من الأشكال الشديدة للمرض”.
فرنسا كانت قد فرضت الخميس قيودا جديدة للسفر من وإلى بريطانيا، واشترطت لذلك وجود “أسباب مقنعة”، داعية جميع المسافرين إلى “تأجيل رحلاتهم” للحد من انتشار متحورة أوميكرون.
كما قررت تقليص مدة صلاحية الاختبارات عند مغادرة المملكة المتحدة من 48 ساعة إلى 24 ساعة، وفرض نظام حجر عند الوصول إلى فرنسا. ويدخل هذا القرار حيز التنفيذ يوم السبت.
بريطانيا
وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت أنها تواجه موجة مد مرتبطة بمتحورة أوميكرون في الأيام المقبلة”.
وقالت إنه اعتبارا من صباح السبت يجب “الالتزام بتقديم سبب مقنع للذهاب إلى المملكة المتحدة أو القدوم منها لغير المطعمين والملقحين”.
وأوضحت أن هذا ينطبق على كل “مواطن فرنسي، وكذلك زوجته (أو زوجها أو شريك مدني وشريك بالمساكنة) وأطفاله” وأي “مواطن بريطاني وأفراد من عائلته يستفيدون” من بريكست.
وينطبق الشيء نفسه على “مواطني الاتحاد الأوروبي أو من في حكمهم” وكذلك “أزواجهم وأطفالهم المقيمين بشكل رئيسي في فرنسا” و”رعايا دول أخرى من حاملي تصاريح إقامة فرنسية أو أوروبية لفترة طويلة” يقيمون في فرنسا.
ويشمل الإجراء أنه يمكن للمسافرين “العابرين (ترانزيت) لمدة تقل عن 24 ساعة في المنطقة الدولية في المطارات” أو بعض الطلاب المسجلين لتعلم “الفرنسية كلغة أجنبية” أو حتى بعض المهنيين الصحيين الاستفادة من “الأسباب القاهرة”.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على المسافرين بما في ذلك الذين تم تطعيمهم تقديم اختبار يثبت عدم إصابتهم بالفيروس قبل أقل من 24 ساعة. وقالت الحكومة إن هذا “ينطبق أيضا على الأشخاص غير الملقحين”.
فقبل مغادرة بريطانيا يجب “التسجيل على منصة رقمية” وتحديد عنوان الإقامة في فرنسا، حسب الحكومة التي أوضحت أن “هذه المنصة ستتيح إصدار أوامر الإدارات التي تحدد التزام العزل في مكان يختارونه لجميع المسافرين الملقحين وغير الملقحين على حد سواء، ولكن يمكن رفع هذه العزلة “خلال 48 ساعة” في حالة اختبار يثبت عدم الإصابة، فيما قالت الحكومة إنه “سيتم تنظيم عمليات مراقبة لتنفيذ هذه الإجراءات بشكل مناسب”.
وقال الناطق باسم الحكومة “غابريال أتال” إن الهدف من هذه “المراقبة الأكثر صرامة حتى من تلك المطبقة اليوم” هو للمسافرين القادمين من المملكة المتحدة هو “إبطاء وصول إصابات بمتحورة أوميكرون إلى أراضينا قدر الإمكان بينما يتم التطعيم بجرعات معززة”.
وأكد أن “هذا يجعل من الممكن زيادة إحكام حلقات الشبكة لإبطاء انتشارها قدر الإمكان”، بينما “يصبح أوميكرون سبب أغلبية الإصابات في بريطانيا، إذا لم يكن كذلك بالفعل اليوم”.
وأضاف أتال أنه تم اكتشاف 240 إصابة بأوميكرون في فرنسا موضحا في الوقت نفسه أنه “قد يكون هناك عدد أكبر”.
الدنمارك
من جانبها، السلطات الدنماركية أعلنت السلطات اقتراح قيود جديدة للحد من الانتشار السريع لفيروس كورونا، وسلالة «أوميكرون» المتحورة منه والتي تمثل حالياً خُمس جميع الإصابات المسجلة فيها، لكنها ستتجنب الإغلاق الكامل لمؤسساتها، في وقت واصلت فيه بريطانيا تحطيم أرقامها القياسية من الإصابات اليومية.
وتشمل القيود الجديدة التي يتعين أن يوافق عليها البرلمان الدنماركي، إغلاق أماكن مثل المسارح ودور السينما والمتنزهات الترفيهية ومراكز المؤتمرات.
“ميت فريدريكسن” رئيسة وزراء الدنمارك في مؤتمر صحفي: «في وقت قياسي، تم تغيير قواعد اللعبة مرة أخرى» في إشارة إلى «أوميكرون». وأضافت: «إن هذا ليس إغلاقاً للمجتمع بالكامل، كما رأينا في الشتاء الماضي.. لا يزال هدفنا إبقاء المجتمع مفتوحاً بقدر الإمكان”.
وناشدت الحكومة المواطنين، الحد من اتصالهم الاجتماعي والعمل من البيت، وسيكون استخدام الكمامات إجبارياً في معظم الأماكن العامة.
وقال وزير الصحة الدنماركي إنه تم تسجيل 11559 إصابة بأوميكرون، حتى الآن. وحطمت الإصابات اليومية الإجمالية رقماً قياسياً آخر اليوم الجمعة، حيث تم تسجيل 11194 إصابة جديدة.
ولكن لا تزال معدلات الوفيات ودخول المستشفيات أقل بكثير من المستويات التي شوهدت قبل عام حيث بلغ إجمالي عدد الوفيات في الدنمارك 3054.