أخبار القارة الأوروبية – ليتوانيا
مع استمرار أزمة المهاجرين العالقين على الحدود البيلاروسية سواء تلك التي تجمعها مع بولندا أو ليتوانيا، و التي بدأ مؤخرا إعادة عدد من المهاجرين العراقيين الذين وصلوا إليها بشكل طوعي، أعلنت ليتوانيا أمس الأول الأحد 2 كانون الثاني/يناير، عن تسيير أول رحلة إعادة طوعية لمهاجرين عراقيين إلى بلادهم، بالتنسيق مع السلطات العراقية.
الخارجية الليتوانية قالت إن 98 عراقيا عادوا على متن طائرة ستنقلهم إلى مطاري بغداد وأربيل، بعد أن تلقى كل منهم مبلغ ألف يورو مقابل موافقتهم على العودة.
ونشرت الخارجية بيانا على موقعها الإلكتروني تحدثت فيه عن مغادرة 98 عراقيا، الأحد 2 كانون الثاني/يناير، إلى بلادهم على متن أول رحلة من نوعها مخصصة لمهاجرين رفضت طلبات لجوئهم.
في هذا السياق قال وزير الخارجية الليتواني”غابرييليوس لاندسبيرغيس” إنه “منذ بداية أزمة الهجرة ونحن نعمل عن كثب مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي، ونتواصل مع الحكومة العراقية التي نقدر تعاونها البناء في إصدار الوثائق للمواطنين العراقيين الراغبين في العودة”.
أضاف أن “هؤلاء وقعوا ضحايا خداع النظام غير الديمقراطي في بيلاروسيا، مضيفا “نحن ندرك أن تدفق الهجرة غير النظامية يمكن أن يستأنف في أي وقت، لذلك نعمل مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي على إغلاق مسارات الهجرة غير النظامية إلى أوروبا”.
والطائرة التي حملت هؤلاء المهاجرين كانت قد أقلعت من مطار فيلنيوس الدولي باتجاه مطاري بغداد وأربيل، وكان على متنها بالإضافة للمهاجرين، ضباط من حرس الحدود ليتوانيين ومترجمين.
تعويض مالي مقابل العودة
وكانت السلطات الليتوانية قد عرضت على هؤلاء المهاجرين منحهم ألف يورو تعطى لهم مرة واحدة لمساعدتهم على بدء حياة جديدة في بلادهم، وذلك في حال موافقتهم على العودة الطوعية لبلادهم، وسيبقى العرض سيبقى ساريا حتى الـ20 من الشهر الجاري، وسيتم تمويل المبالغ من صندوق المفوضية الأوروبية لليتوانيا لإدارة أزمة الهجرة.
وتقول وزيرة الداخلية الليتوانية “آني بيلوتايت” إن “التكلفة الأساسية للاعتناء بمهاجر واحد هي 11 ألف يورو سنويا، لذا من الواضح أنه من المربح أكثر بكثير بالنسبة لنا شراء تذاكر (العودة الطوعية) وترتيب رحلات الإعادة”.
ومن بين الإسباب التي جعلت هؤلاء المهاجرين يضطرون لإيقاف طموحهم والعودة من حيث جاءوا فهي صعوبة أحوالهم، ومرورهم بأوضاع معيشية غاية في السوء، حيث تتدهور من قت لآخر، وتشديد السلطات الرقابة عليهم، ومنعهم من التواصل خارج المركز، حتى باتوا عالقين دون أي أمل في البقاء.
وكاتنت بيلاروسيا قد سهلت تأشيرة الوصول إليها عبر مكاتب السفريات التي قدمت للطامحين في الهجرة وعودا براقة بالوصول بسهولة لإحدى دول الاتحاد الأوروبي، إلا أنهم تفاجؤا بأنهم يمضون أياما ينتقلون بين الحدود البيلاروسية والليتوانية ويواجهون أسلحة مشهرة في وجوههم، ويطالبونهم بالعودة إلى بلادهم، فيما تم احتجاز أعداد كبيرة منهم إلى مراكز خاصة بهم تحت حراسة مشددة.
ويرى العائدون أن عودتهم هو إجراء مؤقت، مؤكدين أنهم رفضوا فكرة العودة الطواعية ومبلغ الألف يورو والذي لا يعوضهم عن ما أنفقوه من أموال طائلة في هذه الرحلة، لا سيما وأن تلك العودة تعني فقدان الأمل في حياة جديدة، ما جعل الكثر من هؤلاء العائدين يؤكدون أن عودتهم الطواعية ليست سوى مرحلة مؤقتة لحين إعادة الكرة من جديد.
ليتوانيا توافق على نسبة قليلة من طلبات اللجوء
منذ بداية أزمة الهجرة على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي، طردت السلطات الليتوانية أكثر من 500 مهاجر وصلوا أراضيها عبر بيلاروسيا، في حين لا يزال أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر متواجدين في مراكز الاستقبال الليتوانية.
وحسب وسائل إعلامية محلية، منحت السلطات الليتوانية الموافقة على 54 طلب لجوء فقط خلال 2021، من أصل 3272، ما يمثل أقل من 2% من مجمل طلبات اللجوء.
تعديلات برلمانية تتيح احتجاز المهاجرين
فضلا عن ذلك، وافق البرلمان الليتواني في 23 كانون الأول/ديسمبر الماضي على تعديلات تسمح باحتجاز المهاجرين لمدة تصل حتى سنة كاملة، وذلك عقب حالة الطوارئ التي أعلنتها البلاد بمواجهة “أزمة” الهجرة التي شهدتها على حدودها مع بيلاروسيا.
التعديل لم يغير كثيرا من الوضع الذي كان قائما بالأصل، حيث كانت تسمح التشريعات للسلطات باحتجاز المهاجرين ستة أشهر قابلة للتمديد لستة أشهر أخرى، في حال رفضت طلبات لجوئهم.
يشار إلى أن آلاف المهاجرين ومعظمهم من الشرق الأوسط، حاولوا في الشهور الماضية الوصول إلى دول في الاتحاد الأوروبي، مثل بولندا ودول البلطيق عن طريق عبور حدودها مع بيلاروسيا.
واتهم الاتحاد الأوروبي رئيس بيلاروسيا “ألكسندر لوكاشينكو”، بتعمد نقل لاجئين من مناطق الأزمات إلى حدود بلاده مع الاتحاد الأوروبي، حيث يتم تشجيعهم على العبور.
يشار إلى أن ليتوانيا كانت هدفا رئيسيا لهذه الممارسات، حيث عبر ما يقرب من 4200 لاجئ الحدود بشكل غير قانوني لتقديم طلب اللجوء، وردت السلطات بتشديد إجراءات الأمن على الحدود وإقامة سياج حدودي بامتداد مئات الكيلومترات.
ويمنع حرس الحدود الليتواني دخول المهاجرين منذ أغسطس/ آب الماضي، فيما تم احتجاز من وصلوا قبل ذلك في خمسة مخيمات استقبال، والتي تأوي حاليا 3166 شخصا.
وأعيد حتى الآن إجمالي 537 مهاجرا إلى بلادهم، من بينهم 55 مهاجرا أعيدوا دون رغبتهم.
وتعرض مديرية الهجرة الليتوانية على المهاجرين الذين وافقوا على العودة إلى أوطانهم طوعا معونة مالية وتذكرة لصعود الطائرة تم شراؤها على حساب الدولة الليتوانية، حيث تقدم السلطات للعائدين طوعا مبلغا لمرة واحدة قدره ألف يورو (1140 دولارا)، والذي يزيد كثيرا عن المبلغ الذي كانت تقدمه لهم قبل ذلك.
إلى ذلك، أعلنت السلطات البولندية أمس الإثنين، أنه في العام الماضي 2021 شهد ما يقرب من 40 ألف محاولة للعبور إلى البلاد من بيلاروسيا، مقابل 122 فقط في عام 2020.