أخبار القارة الأوروبية – اقتصاد
أكدت منظمة الأغذية والزراعية العالمية “الفاو” في تقرير أصدرته أمس الأربعاء، أن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت بأكثر من 28 في المائة في 2021 إلى أعلى مستوياتها منذ عشرة أعوام، مؤكدة أن الآمال ضئيلة في العودة إلى أوضاع السوق الأكثر استقرارا هذا العام.
وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة ومقرها العاصمة الإيطالية روما، أن متوسط مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء بلغ لـ2021 كاملا 125.7 نقطة، بارتفاع 28.1 في المائة عن العام السابق، علما بأن المؤشر يرصد التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية للسلع الغذائية الأكثر تداولا.
وكانت الفاو قد ذكرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن الأسعار العالمية للغذاء انخفضت بشكل طفيف مع تراجع الأسعار الدولية للزيوت النباتية والسكر تراجعا ملحوظا عن مستوياتها العليا.
وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء 133.7 نقطة الهشر الماضي بانخفاض 0.9 في المائة عن توفمبر/تشرين الثاني، وإن كان لا يزال أعلى 23.1 في المائة عن مستواه المسجل في ديسمبر/كانون الأول.
وتسبب ارتفاع أسعار الغذاء في زيادة أوسع نطاقا للتضخم عالميا في وقت يتعافى فيه الاقتصاد من أزمة فيروس كورونا. وقد حذرت “الفاو” من أن ارتفاع الأسعار يعرض الفئات الأفقر للخطر في الدول المعتمدة على الاستيراد.
وقال عبدالرزاق أباسيان كبير الخبراء الاقتصاديين في المنظمة :”على الرغم من أنه يتوقع في العادة أن يؤدي ارتفاع الأسعار إلى زيادة الإنتاج، فإن ارتفاع تكلفة المدخلات واستمرار الجائحة العالمية وتقلب الظروف المناخية أكثر من أي وقت مضى، هي كلها مسائل لا تترك مجالا للتفاؤل بشأن عودة الأسواق إلى حالة أكثر استقرارا حتى في 2022″.
وبحسب المنظمة، تراجع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب 0.6 في المائة عن مستواه المسجل في نوفمبر/ تشرين الثاني إذ عوض هبوط عروض أسعار صادرات القمح في خضم تحسن الإمدادات بعد الحصاد في نصف الكرة الجنوبي بشكل كبير عن ارتفاع أسعار الذرة المدعوم بالطلب القوي والمخاوف بشأن استمرار موجة الجفاف في البرازيل.
لكن مؤشر المنظمة لأسعار الحبوب لـ2021 كاملا بلغ أعلى مستوى سنوي له منذ 2012، وكان متوسطه أعلى 27.2 في المائة مقارنة بـ2020 مع ارتفاع أسعار الذرة والقمح 44.1 و31.3 في المائة على التوالي وانخفاض أسعار الأرز 4.0 في المائة.
وتراجع مؤشر المنظمة لأسعار الزيوت النباتية 3.3 في المائة في ديسمبر /كانون الأول حيث إن تدني عروض أسعار زيت النخيل وزيت دوار الشمس عكس انخفاض الطلب العالمي على الواردات الذي قد يكون مرتبطا بالمخاوف بشأن تأثير تزايد حالات الإصابة بجائحة كوفيد – 19.
وبلغ مؤشر المنظمة لأسعار الزيوت النباتية لـ2021 كاملا أعلى مستوى له على الإطلاق مع ارتفاعه 65.8 في المائة عن مستواه في 2020.
وتراجع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر 3.1 في المائة عن مستواه المسجل في نوفمبر/ تشرين الثانيليبلغ أدنى مستوى له في خمسة أشهر، ما يعكس المخاوف بشأن احتمال تأثير متحور “أوميكرون” في الطلب العالمي، وتراجع قيمة الريال البرازيلي، وتدني أسعار الإيثانول. فيما ارتفع المؤشر لأسعار السكر لـ2021 كاملا 29.8 في المائة مقارنة بالعام السابق ليبلغ أعلى مستوى له منذ 2016.
وكان مؤشر “الفاو” لأسعار اللحوم مستقرا بشكل عام الشهر الماضي، لكنه سجل في 2021 كاملا ارتفاعا 12.7 في المائة عن مستواه المسجل في 2020.