بهدف الوصول إلى بريطانيا.. مهاجرون في فرنسا يعرقلون حركة الشاحنات في “كاليه”

أخبار القارة الأوروبية – فرنسا

ابتكر المهاجرون المتواجدون في مدينة كاليه شمال فرنسا حيلة جديدة بهدف العبور إلى بريطانيا، وهي إقامة حواجز على الطريق الجانبي لميناء المدينة مرتين هذا الأسبوع، بهدف إبطاء حركة الشاحنات التي تعبر النفق الأوروبي ليتمكنوا من الصعود إليها خلسة بشكل أسهل والاختباء بها من أجل العبور إلى المملكة المتحدة.

السلطات الفرنسية أفادت بأن المهاجرين وضعوا حواجز ليل الأربعاء الخميس 6 كانون الثاني/يناير على أحد الطرق الفرعية، من أجل إبطاء حركة الشاحنات المتجهة إلى بريطانيا، ليتمكنوا من الصعود إليها واجتياز الحدود الفاصلة بين فرنسا والمملكة المتحدة.

محافظة “با دو كاليه” الفرنسية أعلنت أن 30مهاجرا وضعوا ليل الثلاثاء 4 كانون الثاني/يناير، جذوع أشجار وحاويات القمامة على الطريق الجانبي الذي يربط الطريقين السريعين A16 وA26 قرب ميناء كاليه، حوالي الساعة الثالثة والنصف صباح الثلاثاء، لكن لم يمض وقتا طويلا قبل أن تدخلت قوات الأمن، وقالت المحافظة إن حركة المرور “لم تتعطل”.

إخلاء مخيم للمهاجرين

وكانت السلطات الفرنسية قد شرعت يوم الأحد الماضي في إخلاء مخيم للمهاجرين بدعوى أنه يقع بالقرب من ساحة يحاول المهاجرون من خلالها ركوب الشاحنات على أمل أن يتمكنوا من الوصول إلى المملكة المتحدة.

وتدخلت قوات الأمن الفرنسية في مدينة كاليه يوم الأحد الماضي من أجل إخلاء المخيم، الذي كان مسرحا لاشتباكات عنيفة الخميس الماضي أدت إلى إصابات بين المهاجرين وعناصر الشرطة، فيما نددت الجمعيات المحلية بعملية الإخلاء الأخيرة، لافتة إلى أن السلطات لم تقدم للمهاجرين حلولا للسكن.

وبعد ثلاثة أيام من محاولة الإخلاء العنيفة، نفذت السلطات الفرنسية الأحد عملية تفكيك مخيم “أولد ليدل” على أطراف مدينة كاليه الساحلية، بعد أن فشلت في تنفيذ هذه المهمة يوم الخميس 30 كانون الأول/ديسمبر.

العملية الأمنية شهدت شروع قرابة 100 من أفراد قوات الشرطة والدرك، في تنفيذ عملية إخلاء المخيم حيث كان يوجد حوالي 50 مهاجرا، بحسب تقديرات الجمعيات المحلية في مدينة كاليه.

الناشطون الذين كانوا حاضرين قالوا إن طرد المهاجرين من هذا المخيم كان “عنيفا” بحضور أمني كثيف، واستخدم عناصر الشرطة الغاز المسيل الدموع، كما طاردت الشرطة المهاجرين لمنعهم من جلب أغراضهم الشخصية، كما استولت الشرطة على أغراض المهاجرين وقرابة ثلاثين خيمة لم يتمكن المهاجرون من استرجاعها، فيما نشرت الجمعيات المحلية مقاطع مصورة توضح عملية تفكيك السلطات مخيمات المهاجرين وتمزيق بعض خيمهم.

نائب المدعي العام في بولوني سور “مير باتريك ليليو”، قال إن موقع المخيم يلعب دورا هاما في عملية الإخلاء، لأنه يقع بالقرب من ساحة يحاول المهاجرون من خلالها ركوب الشاحنات على أمل أن يتمكنوا من الوصول إلى المملكة المتحدة، مضيفا أن هذه العملية تهدف أيضا إلى القبض على المهاجرين الذين سببوا شجارا منذ أسبوع.

وتنظم الشرطة عمليات إخلاء منتظمة لمخيمات المهاجرين في المنطقة الممتدة بين كاليه ودونكيرك، تصل إلى نحو مرة كل يومين.

عمليات الإخلاء التي تنفذها السلطات الفرنسية وصفت من جانب ناشطين بأنها “انتقامية”، بعد اشتباكات الخميس الماضي، التي أصيب خلالها حوالي 15 ضابط شرطة وثلاثة مهاجرين، خاصة وأن السلطات لا تحاول تقديم أي حلول للمهاجرين بالنسبة لمسألة السكن.

وكان شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قد شهد استخدام المهاجرين نفس الطريقة ووضعوا حواجز مشابهة على الطريق الدائري نفسه، وبحسب السلطات، تكررت حركات مماثلة على الطرق المؤدية إلى ميناء كاليه لحوالي 80 مرة خلال العام 2020.

ويعيش المهاجرون في شمال فرنسا ظروفا معيشية متدهورة ويقيمون في مخيمات غير رسمية على أطراف المدن بانتظار فرصة العبور إلى المملكة المتحدة، سواء عن طريق عبور المانش أو الاختباء بالشاحنات.

وفي 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، توفي ما لا يقل عن 27 مهاجرا غرقا في بحر المانش أثناء محاولتهم العبور إلى الضفة الأخرى على متن قارب صغير.

الاختباء بالشاحنات يشكل خطرا على المهاجرين

طريقة الاختباء في الشاحنات تعرّض أيضا المهاجرين لحوادث مميتة على الطرق السريعة، ففي صباح اليوم الثلاثاء 28 أيلول/سبتمبر الماضي توفي يافع سوداني يبلغ من العمر 16 عاما بعدما دهسته شاحنة أثناء محاولته الفاشلة بالصعود إليها، للاختباء وعبور الحدود إلى المملكة المتحدة، وذلك في مدينة مارك على بعد بضعة كيلومترات من مدينة كاليه شمال فرنسا.

مصدر قضائي أفاد بأن “الضحية حاولت ركوب الشاحنة” أثناء تخفيف السائق سرعته، لكنه سقط على الأرض، وتوقف قلبه ولم يكن قادرا على التنفس عندما وصل رجال الإطفاء إلى مكان الحادث، ولم يتمكنوا من إنعاشه، موضحا أن الجو المظلم منع السائق من رؤية الضحية أثناء محاولته الصعود إلى الشاحنة.

السلطات الفرنسية فتحت تحقيقا في “القتل غير العمد”، حيث كان المراهق مع مجموعة من المهاجرين الآخرين في ساحة مجاورة يحاولون الوصول إلى الشاحنات الكبيرة.

وفي آذار/مارس الماضي، قُطعت قدم مهاجر في العشرينات من عمره أثناء محاولته ركوب قطار تجاري بالقرب من ميناء كاليه، فيما توفي مهاجر في العشرينيات من عمره في مستشفى بمدينة كاليه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 بعد أن صدمته سيارة بالقرب من مدخل النفق الأوروبي، الذي يؤدي إلى إنكلترا.

Exit mobile version