أخبار القارة الأوروبية – تقارير
عمت حالة من الرعب الأوساط الأمنية في السويد بعد الإعلان عن اكتشاف وجود مهاجرة غير شرعية تعمل في منزل رئيس الوزراء “مجدلينا أندرشون”.
الحدث الذي ظهر في الأوساط الإعلامية السويدية مؤخرا كان قد وقع في 21 ديسمبر الماضي بعد أن اكتشفت الشرطة وجود عاملة للنظافة تقيم في البلاد بصورة غير شرعية وهي في منزل رئيس الوزراء التي كانت في ذلك الوقت تعقد مؤتمراً صحفياً شاهده السويديون على الهواء مباشرة حول إجراءات الحد من عدوى كورونا.
الحادث أثار حالة من الخوف الشديد حتى لو كانت رئيس الوزراء قد انتقلت إلى مقر السكن الرسمي قبل ذلك بأيام، وكانت بأمان، إلا أن سهولة تواجد امرأة مجهولة في منزلها بهذا الشكل أثارت حالة من الخوف الأمني وهو ما أدى لانتقادات شديدة في الإعلام السويدي.
تاريخ أليم
فقد شنت الصحف حملة غاضبة تندد بما جرى وتعتبر أن منصب رئيس الوزراء لم يكن محصنا بالشكل الكافي من الناحية الأمنية، خاصة وأن ذاكرة السويد تعيد للمشهد الحادث المأساوي الذي اغتيل فيه رئيس الوزراء الأسبق “أولوف بالمه”، ووزيرة الخارجية “آنا ليند”، ما جعل الصحف السويدية تعتبر أن السلطات لم تتعلم الدرس بعد.
وتعود تلك القصة ليوم 28 فبراير من عام 1986 حينما كان “أولوف بالمه” مع زوجته خارجاً من السينما وسط ستوكهولم حين هاجمه شخص بطلقات نارية أردته قتيلاً، دون حتى أن تعرف الشرطة في اللحظات الأولى أن من أُطلق عليه الرصاص هو رئيس الوزراء، وبقيت الجريمة جرحاً نازفاً في التاريخ الأمني السويدي خصوصاً بعد عجز السلطات عن معرفة القاتل.
المهاجرة صدر قرار بترحيلها
ربما كانت الشابة التي قبضت الشرطة عليها في منزل “مجدلينا أندرشون” في ناكا، مجرد عاملة مهاجرة لم تستطع الحصول على إقامة وقررت البقاء في البلد لصعوبة الظروف في بلدها نيكاراغوا، وقادها الحظ إلى منزل رئيسة الوزراء نتيجة عملها في شركة تنظيف بالأسود.
المهاجرة قد تكون ضحية مخاوف إعلامية مرتبطة بالذاكرة السويدية، غير أن إمكانية وصول أي عامل إلى منزل رئيس الوزراء بسهولة دون التحقق من هويته، أثارت مخاوف جدية، وذهب بعضهم إلى حد التذكير بالروابط بين نيكاراغوا وروسيا.
الشابة عمرها 25 عاماً، وحصلت في ربيع 2020، على رفض من مصلحة الهجرة لمنحها إقامة في السويد، لكنها بقيت في البلاد بصورة غير قانونية، وهي مطلوبة منذ خريف 2021 بعد أن أصبح الرفض نهائياً، الامر الذي يعني ترحيلها إجبارياً.
وسبق أن أدينت الشابة بتهمة السرقة في مجمع بستوكهولم، وحكم عليها بالحبس مع وقف التنفيذ لأنها كانت دون سوابق.
انتقادات صحفية لاذعة
الصحف السويدية اعتبرت أن هناك خللا كبيرا في حماية رئي الوزراء، مشيرة إلى عدم ووجود جهة بعينها تتولى حماية من يتولى هذا المنصب، كما نددت صحف أخرى بعمليات التفتيش الديق التي يتعرض لها الصحفيين خلال تغطيتهم للمؤتمرات الصحفية حيث يصل الأمر إلى إجبارهم على نزع أحذيتهم، ثم يكتشف المرء أن أحد العمال دخل منزل رئيسة الوزراء دون أن يعرف أحد من هو.
تبادل الاتهامات بين جهاز الأمن والمكاتب الحكومية
جهاز الأمن (سابو) أعلن أمس عدم مسؤوليته عن التدقيق في الأشخاص الذين يعملون في منازل المسؤولين المحميين، ورمى بالكرة في ملعب المكاتب الحكومية.
في حين رمت المكاتب الحكومية بالمسؤولية على عاتق “سابو”، وقالت أنها مسؤولة فقت عن الاتفاقات المبرمة مع الشركات فيما يتعلق بالخدمات في المباني الرسمية، بما في ذلك المقر الرسمي لرئيس الوزراء. وتشمل هذه الاتفاقات التدقيق الامني على للموظفين.
هذا الجدال اعتبر من جانب المحللين السياسيين في السويد دليلا على عدم وجود جهة بعينها تتولى مسؤولية حماية رئيس الوزراء ، وعدم تحديد مسؤوليات ذلك.
من جانبها أعلنت “أندرشون” أنها قامت بإنهاء جميع العلاقات مع شركة التنظيف، مضيفة: “لقد قالوا مراراً إنهم منضمون للاتفاقات الجماعية”، وأضافت “أفترض أن السلطات المسؤولة ستصل الآن إلى حقيقة الأمر وتوضح ما حدث”.
جدل آخر حول شركة التنظيف
وأثار موضوع انخراط شركة التنظيف في الاتفاقات الجماعية جدلاً آخر، فكيف يمكن التعاقد مع شركة يمكن أن تشغل عاملاً بالأسود، ولفتت الحادثة إلى خطورة العمل بالأسود من الناحية الأمنية أيضاً، حيث قد يضع الشخص في موضع شبهات خطيرة رغم أنه كان يعمل دون عقد لأسباب ليس لها علاقة بالأمن.
الأكيد أن خبر العاملة غير الشرعية قد أثار جدلا كبيرا في السويد، ودق جرس نذار بشأن العمالة غير الشرعية في البلاد، وكشف عن خلل أمني قد يفتح الباب أمام مخاطر كبيرة لم تنتبه السلطات الأمنية المسؤولة في البلاد إلى ذلك، شريطة ألا يصبح الأمر ذريعة لتضييق الخناق على المهاجرين دون مبرر.
Comments 2