حول موقف ألمانيا في اجتماع اليوم لوزراء دفاع وخارجية دول الاتحاد الأوروبي

بقلم: الدكتور نزار محمود

بعيداً عن الخوض في تفاصيل موازين القوى الدولية في جانبيها السياسي والعسكري يمكن القول إن الاتحاد الأوروبي لا يشكل في كيانه قوة ضاربة عسكرية خارج إطار الناتو الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة الامريكية، وقوة سياسية خارج منظومات وآليات الامم المتحدة، والتي هي في المحصلة ثقل الاعضاء الدائميين في مجلس الامن المتكون من خمسة أعضاء لا يمثل الاتحاد الاوروبي فيها سوى فرنسا، ناهيك عن آليات اتخاذ القرارات وصعوباتها داخل الاتحاد الاوروبي.

أعلن بالأمس أن جدول أعمال اللقاء اليوم سيتضمن مسائل كثيرة حول قضايا سياسية وأمنية، منها:

الدكتور نزار محمود

-وضع  رؤية سياسات عمل الاتحاد الاوروبي سياسياً وأمنياً حتى العام 2030

 -تشكيل قوة تدخل سريع تتكون من 5000 عنصر.

 -تعزيز التنسيق في قضايا التسليح.

 -مناقشة أسس المشاركات العسكرية في خارج دول الاتحاد الأوروبي.

  -تحليل التهديدات والمخاطر التي تحيط بدول الاتحاد.

   -مناقشة الازمة الاوكرانية.

تعليقاً على قضايا جدول الاعمال، وتمهيداً لتحديد الرؤى والمواقف في خصوصياتها، صرحت وزيرة الدفاع الألمانية “كريستينه لامبريشت” من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، منوهة بأهمية الحوار مع روسيا والعمل أولاً على استنفاذ السبل والوسائل السياسية والدبلوماسية.

وهذا الموقف الألماني، يتوافق، بالطبع، مع المصالح الحيوية الألمانية في علاقاتها مع روسيا وسلامة أمنها وأراضيها. فليس من الحكمة والواقعية أن تحمل ألمانيا الحربة وتتقدم الصفوف في إعلان الحرب ضد روسيا حتى عندما يحصل وأن تتوغل روسيا في الأراضي الاوكرانية، وهو أمر، بتقديري، مستبعد جداً.

كما أشير في الختام إلى اختلاف نبرة وحدة الصوت والكلام ما بين وزيرة الدفاع الألمانية، لامبريشت” عن حزب الاشتراكي الديمقراطي، ووزيرة الخارجية، بيربوك، عن حزب الخضر. فالأولى تجنح الى التهدئة والحوار مع روسيا، والثانية تدفع بتأجيج الموقف الاوروبي ضدها، لا سيما في قضية اوكرانيا.

Exit mobile version