دراسة تكشف عن توزع المسلمين في الدول الأوروبية

أخبار القارة الأوروبية – متابعات

خلال القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين بدأت أعداد المسلمين تزيد بشكل ملحوظ في أوروبا، وهو الأمر الذي ارتفعت وتيرته في الأعوام العشرين الأخيرة بسبب ما جرى في بلدان مثل أفغانستان والعراق وسوريا، حتى باتت تلك الأعداد تشكل نسبة واضحة من تركيبة المجتمع الأوروبي.

وفي دراسة نشرها موقع (SE24) كشفت عن أكثر الدول التي يتواجد فيها المسلمون على مستوى أوروبا لعام 2021 في إحصائيات تركزت عل المواطني حاملي الجنسيات الأوروبية ومن لهم إقامات دائمة فقط، ولم تشمل كل الأعداد بشكل دقيق.

المسلمون في فرنسا

وفقا للدراسة فإنه يوجد أكبر عدد من المسلمين في أوروبا بفرنسا، حيث يقدر عددهم بستة ملايين مسلم يمثلون 9% من مجموع السكان، وأغلب مسلمي فرنسا ينتمون إلى دول المغرب العربي وشمال أفريقيا.

تزايدت أعداد المسلمين في فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى بسبب حاجة البلاد للأيدي العاملة، لكن عددا من المراقبين يرون أن نسبتهم تفوق هذا العدد بكثير.

ألمانيا

تعد ألمانيا من أكثر الدول التي يتواجد فيها المسلمون حيث تقدر أعدادهم بخمسة ملايين نسمة يمثلون 6.5% من عدد السكان معظمهم من الأتراك الذين يشكلون ثلثي هذه النسبة، وتزايدت أعداد المسلمين في فرنسا خلال الفترة ما بين 2010، و2018، بسبب موجة اللاجئين الذين وصلت أعدادهم إلى مليون لاجئ.

وتضم ألمانيا مئات المساجد والمراكز الدينية، لا سيما وأن 86% من اللاجئين الذين اتجهوا إليها هم من المسلمين.

بريطانيا

في بريطانيا يتمركز معظم المسلمين في العاصمة لندن، وتنقسم أصولهم بين القادمين من الهند، والشرق الأوسط وأفريقيا، وتحتوي بريطانيا على ثلاثة ملايين ونصف المليون مسلم يشكلون 5.5% من تعدد السكان.

ولم يدخل بريطانيا لاجئون بأعداد كبيرة في المدة الزمنية بين 2010، و2020، حيث لم يزد عدد اللاجئين عن ستين ألفا، فضلا عن أن عدد المسلمين الذين وصلوا إلى بريطانيا منذ 2010 يشكلون نسبة 43% من إجمالي المهاجرين في البلاد.

إسبانيا

رغم أن إسبانيا والبرتغال عاشا تحت الحكم الإسلامي لقرون طيلة إلا أن أعداد المسلمين في هذه المنطقة التي عرفت للمسلمين تاريخيا بالأندلس لم تزد عن 2.5 مليون نسمة يشكلون 4.5 % من أعداد السكان، وذلك بسبب حرص ملوك إسبانيا على إنهاء الإسلام في البلاد بعد سقوط الحكم الإسلامي عام 1492 بينما لا تزال البلاد تحتفظ بالكثير من الآثار الإسلامية.

ومعظم المسلمين في إسبانيا هم من أصول مغاربية أمازيغية ويتوزعون على مدن مدريد وكتالونيا والأندلس وفالنسيا ومورثيا وكانارياس.

إيطاليا

أما في إيطاليا فيقدر عدد المسلمين بحسب الدراسة بنحو مليون و800 ألف نسمة ويشكلون 4% من أعداد السكان، ويتركزون في الجهات الصناعية شمال البلاد، وتضم روما وحدها ما يزيد عن 100 ألف مسلم، كما يوجد في روما واحدا من أكبر مساجد أوروبا فضلا عن مساجد أخرى تنتشر في مختلف المدن.

هولندا

في هولندا ازدادت أعداد المسلمين في الآونة الأخيرة، بسبب استقطاب البلاد اليد العاملة من بلدان مسلمة كتركيا والمغرب، وتظهر الإحصاءات أن عدد المسلمين في هولندا تجاوز مليون مسلم يشكلون 6% من عدد السكان وينتشر الإسلام بشكل واسع داخل البلاد وتفيد إحصاءات كثيرة بتنامي هذا الدين خاصة في العاصمة أمستردام.

بلجيكا

يصل عدد المسلمين في بلجيكا إلى 750 ألف نسمة يشكلوون 7% من نسبة السكان ومعظمهم من المغرب، ويعتبر الإسلام ثاني الديانات في بلجيكا.

وتحتوي العاصمة بروكسيل على أكثر من 30 مسجدا، وتعترف بلجيكا بالدين الإسلامي وتخصص ميزانية لتدريس مادة التربية الإسلامية ودفع رواتب الأئمة.

الدنمارك

لم تكن الدنمارك من البلاد التي ينتشر فيها المسلمون كثيرا، لكن في منتصف القرن العشرين بدأت هجرات المسلمين تتوالى على الدنمارك حتى وصلت أعدادهم 400 ألف نسمة يشكلون 5% من تعداد السكان، وينحدر معظمهم من تركيا والدول العربية، فضلا عن الألبان والباكستانيين والمسلمين الدنماركيين.

اليونان

لا توجد إحصائيات قاطعة بشأن عدد المسلمين في اليونان، حيث تحتلف الإحصاءات من جهة لأخرى، لكن يقدر عدد المسلمين في البلاد برقم يتراوح ما بين 150 ألف إلى 500 ألف مسلم يمثلون ما بين 1.5 إلى 5% من إجمالي السكان.

وتعتبر اليونان من أوائل الدول التي عرفت الإسلام حيث وصلت جيوش المسلمين إلى جزيرة رودس أول مرة عام 654 ميلاديا.

وتنقسم المجموعات السكانية المسلمة إلى أتراك، وبوماك، وألبان، وغيرهم فضلا عن المهاجرين، ولا توجد مساجد كثيرة هناك، كما لا تحتوي العاصمة أثينا إلا على مسجد واحد دون مآذنة، ولكن توجد مصليات للمسلمين، وتوجد مساجد في جنوب البلاد يرجع تاريخها للعهد العثماني.

السويد

في السويد تدفق المسلمون على البلاد حديثا، حيث بدأت السويد استقبالهم في منتصف الثمانينات من القرن الماضي من دول الشيشان والبوسنة والعراق ولبنان والصومال وأفغانستان انتهاء بسوريا، وتقدر نسبة المسلمين هناك ما بين 500 إلى 800 ألف مسلم يشكلون ما بين 6 إلى 8% من تعداد السكان.

وتعد الجاليات المسلمة نشطة في السويد وأهما الجاليات هناك هي الأفغانية والصومالية والبوسنية والفلسطينية واللبنانية والتركية والسورية والمغاربية والباكستانية، ومع حصول السوريين على الجنسية السويدية يتوقع أن تزيد أعدادهم في السنوات القليلة المقبلة.

وترفض السويد حصر السكان وفقد الدين وتعتبر ذلك نوعا من التمييز العرقي الذي يخالف قيم المجتمع السويدي والدستور.

وبشكل عام يتطور الحضور المسلم في أوروبا من حيث الكم والكيف يوما بعد يوم، وتنامت ظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا وألمانيا والنمسا وعدد من الدول الأوروبية، كما تضمّن إجراءات بعض الحكومات الأوربية تمييزا ضد المسلمين، وطفت على السطح محاولات من سياسيين من اليمين المتطرف لتقنين معاداة الإسلام.

وفي عام 2020 أصدر 37 أكاديميا من دول مختلفة، تقريرا حول ظاهرة الإسلاموفوبيا في 31 دولة معظمها في القارة الأوربية، من 886 صفحة، يحمل عنوان (تقرير الإسلاموفوبيا الأوربي 2020)، مشيرا إلى أن المسلمون الفرنسيون والنمساويون على سبيل المثال تركوا في أيدي عنف الدولة الوحشي الذي أُضفِيت عليه الشرعية باسم قوانين مكافحة الإرهاب.

ويتساءل مراقبون إن كان تزايد أعداد المسلمين في أوروبا سيكون حافزا لدمجهم في المجتمع ومنحهم حقوقهم كاملة، أما أنه سيكون ذريعة لتنمية تيار الإسلاموفوبيا، وتعزيز إجراءات اليمين المتطرف التي تستهدف المسلمين بشكل خاص في الكثير من القوانين والممارسات.

Exit mobile version