خسائر الأرواح مستمرة…العثور على جثث مهاجرين قبالة سواحل إسبانيا وإيطاليا

أخبار القارة الأوروبية – متابعات

لا يزال المهاجرون يدفعون دمائهم ثمنا لمحاولتهم الوصول للقارة العجوز في محاولات يائسة للبحث عن حياة أفضل، وكثيرا ما تؤدي هذه المغامرات لنتائج مأساوية تنتهي بخسائر في الأرواح، ومفارقة الحياة برمتها بدلا من تحسين مستواها، حيث تم العثور على العديد من الجثث على سواحل إسبانيا وإيطاليا خلال الأيام الماضية.

في إسبانيا عثرت السلطات على جثث أربعة مهاجرين أمس الثلاثاء، منهم امرأة، قبالة ساحل منطقة ملق جنوب البلاد، وتشير نتائج تشريح الجثث كشفت عن أن الضحايا ماتوا غرقا، ويرجح حدوث ذلك أثناء محاولتهم عبور بحر البوران بين المغرب وساحل ملقة.

وسائل إعلام محلية قالت إن تشريح الجثث الأربع كشف عن أن المهاجرين توفوا نتيجة الغرق، في ظل سوء الأحوال الجوية بين شمال المغرب وساحل مالقة في منطقة بحر البوران.

وتم العثور على آخر جثة في صباح يوم الأحد الماضي بالقرب من “لا مالاجيتا”، أحد شواطئ ملقة، بحسب خدمة الطوارئ بإقليم الأندلس. وقالت مصادر مطلعة إن الضحية تعود لامرأة دون وثائق. بينما عثر على الجثث الثلاث الباقية، خلال الأيام السابقة جنوب المنطقة، بالقرب من “توريمولينوس إي بينالمادينا”.

وتم الإبلاغ عن حطام سفن وسقوط ضحايا في غرب البحر المتوسط، وجرى تسجيل بعض الحوادث في منطقة ألميريا، وهي مدينة تقع في أقصى الشرق مقارنة بملقة، وغالبا ما تكون وجهة لقوارب المهاجرين القادمة من الجزائر.

واليوم الأربعاء، أعلنت خدمة الإنقاذ البحري الإسبانية انتشال 319 مهاجرا كانوا يحاولون الوصول إلى جزر الكناري على متن قوارب متهالكة، وكان تسعة منهم يتعلقون بقارب على وشك الغرق.

وقالت خدمة الإنقاذ إنها لا تعلم أي شيء عن حالات غرق كما أوردت جماعة حقوقية.

وكانت هيلينا مالينو، مؤسسة مجموعة (وكينج بوردرز) لرصد حركات الهجرة، قالت إن 18 شخصا لقوا حتفهم أثناء محاولتهم القيام برحلة محفوفة بالمخاطر إلى جزيرة لانزاروتي انطلاقا من أفريقيا. ولم يتسن لرويترز تأكيد هذا العدد بشكل مستقل.

وبحسب خدمة الإنقاذ فقد جرى إنقاذ 319 مهاجرا كانوا يستقلون ستة قوارب، من بينها قارب كان يحمل ما يصل إلى 120 شخصا، ونُقلوا إلى جزيرتي لانزاروتي وجران كناريا.

وتشكل طرق الهجرة بين سواحل شمال أفريقيا وإسبانيا تعد خطرة للغاية لمن يحاولون عبورها، وكان السيناريو الرئيسي لهذه المآسي على مدى الأشهر القليلة الماضية، بناء على المعلومات المتاحة على الأقل، هو منطقة المحيط الأطلسي التي تفصل المغرب والصحراء الغربية عن جزر الكناري، حيث هبط أكثر من 22 ألف شخص في العام الماضي، وفقا لبيانات وزارة الداخلية الإسبانية.

وقالت منظمة “كامينادو فرونتيراس” غير الحكومية، التي تراقب الوضع في المنطقة منذ سنوات، إن “معرفة عدد الأشخاص الذين يختفون ويموتون أثناء العبور إلى إسبانيا، والذي غالبا ما يتم على متن قوارب متهالكة، هو أمر معقد، نظرا لعدم الإبلاغ عن العديد من الرحلات”.

وكانت المنظمة الإنسانية قد أكدت في وقت سابق أنه “قد مات واختفى 4404 أشخاص على الأقل في العام 2021 أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا”.

وعثر في أيلول/ سبتمبر الماضي، على سبيل المثال، على ثماني جثث على الأقل، من بينها جثة طفل، في غضون أيام قليلة على شواطئ المنطقة.

مصرع 7 مهاجرين في إيطاليا خلال محاولتهم عبور المتوسط

أما في إيطاليا فقد قضى سبعة مهاجرين على الأقل، كانوا على متن قارب حمل نحو 280 مهاجر، إثر انخفاض درجة حرارة أجسامهم أثناء عبور المتوسط.

فعلى بعد نحو 50 كيلومترا من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، رصد خفر السواحل الإيطالي، ليل الاثنين-الثلاثاء 25 كانون الثاني/يناير، قارب مهاجرين على متنه نحو 280 مهاجرا، معظمهم من بنغلادش ومصر ومالي والسودان، في وضعية حرجة.

خفر السواحل نفذوا مهمة الإنقاذ، واكتشف بعدها قضاء ثلاثة أشخاص مسبقا، بسبب انخفاض درجة حرارة أجسامهم. وقضاء أربعة آخرين للسبب نفسه، قبيل نزول المهاجرين في الميناء. وفق ما رجحت جمعية ميديتيرانيان هوب (Mediterranean Hope).

اقرأ أيضا: “أطباء بلا حدود” تطالب أوروبا بوقف “اللامبالاة” تجاه موت المهاجرين

السلطات الإيطالية فتحت تحقيقا في أمر الوفيات، في حين أكد محافظ جزيرة لامبيدوزا، سالفاتوري مارتيللو (Salvatore Martello)، الواقعة مضيفا أن المهاجرين المتوفين من بنغلادش.

وبعد فحوصات فيروس كورونا، وجّهت السلطات قسما من المهاجرين إلى المركز الصحي وقسما آخر إلى مركز الاستقبال الوحيد على الجزيرة، وهو حاليا شديد الاكتظاظ إذ يؤوي 600 مهاجر، في حين أنه لا يستوعب أكثر من 250 شخصا. كما نقلت السلطات نحو 100 مهاجر إلى سفينة الحجر الصحي قبالة لامبيدوزا، بينما ستوجه نحو 100 آخرين إلى صقلية، للتخفيف من الاكتظاظ.

درجات حرارة المياه المنخفضة والمناخ الذي لا يساعد على الإبحار، لا يمنعان المهاجرين من ركوب البحر وصولا إلى إيطاليا. ووفق وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) تزايدت أعداد المهاجرين الواصلين إلى السواحل الإيطالية، لاسيما في الأشهر الثلاث الأخيرة.

ووصل منذ بداية العام 1,751 مهاجرا إلى إيطاليا، ما رجّح تضاعف أعداد الواصلين هذا العام مقارنة بالعام الماضي، ودفع محافظ لامبيدوزا للقول ”إنها ظاهرة مستمرة، لم يعد هنالك فرق بين الصيف والشتاء، الذي لم يكن يشهد وصول قوارب مهاجرين“. علما أنه وصل العام الماضي 64 ألفا و500 مهاجر إلى إيطاليا، مقارنة بـ34 ألفا في عام 2020

Exit mobile version