أخبار القارة الأوروبية – بريطانيا
كشف تقرير برلماني بريطاني عن وجود “أدلة دامغة” على تهريب نساء وأطفال بريطانيين إلى سوريا رغما عنهم، وهم حاليا في معسكرات شمال شرق البلاد
وبعد تحقيق استمر ستة أشهر من قبل المجموعة البرلمانية المكونة من جميع الأحزاب بشأن البريطانيين الذين تم الاتجار بهم في سوريا، سلّط تقرير صادر عن صحيفة الغارديان، الضوء على كيف أن الإخفاقات المنهجية من قبل الهيئات العامة في المملكة المتحدة مكنت تنظيم “داعش” من الاتجار بالنساء والأطفال المستضعفين.
التقرير أشار إلى أن 20 عائلة بريطانية لا تزال محتجزة في شمال شرق سوريا، في معسكرات تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، موضحا أن التحقيقات التي أجرتها منظمة ريبريف غير الحكومية كشفت عن أن معظم النساء البريطانيات المحتجزات هنّ ضحايا للاتجار بالبشر.
كما أوضح التقرير، أن المجموعة البرلمانية، تلقّت أدلة من مجموعة من الخبراء، تكشف عن “نهج منعزل في مكافحة الإرهاب ومكافحة الاتجار من قبل الشرطة البريطانية والسلطات الأخرى”.
يضيف البرلمان البريطاني في تقريره، أن صانعي القرار الرئيسيين فشلوا في التعرف على علامات الاستمالة وأن الفتيات الصغيرات الضعيفات معرضات لخطر إغرائهنّ بالخروج من البلاد من قبل المتاجرين بالبشر”، بحسب التقرير البرلماني.
يشار إلى أن التقرير سلّط الضوء على العديد من “الفرص الضائعة” لحماية النساء والأطفال المستضعفين من “داعش”، حيث أنه في إحدى الحالات، منعت سلطات المملكة المتحدة في البداية طفلة من مغادرة البلاد مع شخص غريب، إلا أن السلطات لم تبلغ الأسرة بالحادث، ولكن الطفلة غادرت المملكة المتحدة بطريقة مختلفة في اليوم التالي، وتعتقد أسرة الطفلة أنه لو اتصلت بهم السلطات في ذلك الوقت، فربما تمكنوا من منع نقلها إلى سوريا.
وترفض المملكة المتحدة إعادة العائلات البريطانية إلى الوطن، ما أدى لتفاقم خطر إعادة الاتجار بالبشر، من خلال إجبار النساء على التفكير في وسائل أخرى للهروب من المعسكرات، مثل وضع حياتهن وحياة أطفالهن في أيدي المهربين الذين قد يعرضونهنّ للمزيد من الاستغلال، وفقا لما نقلت صحيفة الغارديان عن البرلمان.
إقرأ أيضا: هولندا تعتقل 5 نساء مع أطفالهن من داخل سجن في سوريا
وعلى الرغم من هذه المخاطر، وجد التقرير أن حكومة المملكة المتحدة رفضت تقديم المساعدة القنصلية الأساسية، وبدلا من ذلك، نفذت سياسة التجريد الشامل من الجنسية على أساس أن النساء يسافرن إلى سوريا بمحض إرادته ، بينما في الواقع تم إعداد العديد من النساء أو إكراههن أو خداعهن للسفر.
في المقابل، نقلت الصحيفة عن متحدث باسم الحكومة قوله: “أولويتنا هي ضمان سلامة وأمن المملكة المتحدة، أولئك الذين بقوا في منطقة الصراع يشملون بعض الأفراد الأكثر خطورة، الذين اختاروا البقاء للقتال أو دعم داعش”.
وأضاف المتحدث الحكومي: “من الواضح أن الوضع في شمال شرق سوريا معقد للغاية مع وجود مخاوف إنسانية وأمنية كبيرة، نواصل العمل مع الشركاء الدوليين لدعم المخيمات في سوريا”.
Comments 1