تحقيق حول جمعية “مسيحية” فرنسية لصلتها بميليشيات سورية متهمة بارتكاب جرائم حرب

أخبار القارة الأوروبية – فرنسا

كشفت تقارير صحافية فرنسية أن مكتب المدعي العام في باريس فتح تحقيقا أوليا قبل أيام يستهدف جمعية “إغاثة مسيحيي الشرق” الفرنسية المتورطة بصلتها بميليشيات سورية متهمة بارتكاب جرائم حرب.

التحقيق الذي يستهدف الجمعية التي تعرف باللغة الفرنسية بـ( SOS Chrétiens d’Orient) جاء بتهمة “التواطؤ في جرائم حرب”، وأوكل التحقيق إلى المكتب المركزي لمكافحة الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية.

شعار الجمعية الفرنسية

وسبق أن كشفت تقاير صحافية أن المنظمة غير الحكومية أقامت شراكات مع عدد من الميليشيات السورية الموالية لبرأس النظام بشار الأسد، والمتهمة بارتكاب جرائم حرب في سوريا، مشيرة إلى بعض الشركاء السوريين في المنظمة، هم على رأس ميليشيات موالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وأن هذه الميليشيات متهمة من قبل منظمات غير حكومية سورية بنهب القرى وقصف المدنيين وتدريب الأطفال على القتال.

من جهتها نفت المنظمة الاتهامات، زاعمة أن هذه الميليشيات كانت ” تدافع عن نفسها وعائلاتهم ضد تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين”.

يشار إلى أن اثنين من قادة “الميليشيات المسيحية” من أنصار بشار الأسد، هم “سيمون الوكيل” قائد إحدى الميليشيات في محردة، ومساعده “نابل العبد الله” قائد أيضا في السقيلبية-حماة، ينتميان إلى ميليشيات “قوات الدفاع الوطني”، وهي فرع من قوات النظام السوري وتشكلت بعد اندلاع الاحتجاجات، تعد مسؤولة عن جرائم حرب بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية.

وجمعت المنظمة الفرنسية المسيحية، مئات آلاف اليورو، في شكل تبرعات منذ عام 2016 من فرنسا وغيرها من الدول لتنفيذ عمليات “إنسانية” بمساعدة عناصر ميليشيات الدفاع الوطني، حيث يكون رجال الميليشيات، في نهاية العمليات المالية شديدة الغموض، هم المستفيدون المباشرون من التبرعات.

اقرأ أيضا: حملة توقيع ضد تجديد السوريين في ألمانيا جوازات السفر لدى سفارة النظام

ولغاية الآن لا تزال تقيم المنظمة الفرنسية علاقات وثيقة مع هذه المليشيات، لا سيما في مدينة محردة ذات الغالبية المسيحية في محافظة حماة وسط سوريا، ومديرها العام، بنيامين بلانشارد، لا يزال يظهر بالصور بجانب سيمون الوكيل الذي تلقى لوحده 46 ألف يورو عبر المنظمة بحسب تحقيق لموقع “نيولاينز” .

وبحسب الموقع فإن جمعية “دعم المسيحيين الشرقيين” التي تقدم نفسها على أنها غير سياسية، متجذرة في اليمين المتطرف الفرنسي منذ إنشائها في عام 2013.

ويقول المصدر إن رئيسها” تشارلز دي ماير” هو المساعد البرلماني الحالي “لتييري مارياني” عضو البرلمان الأوروبي عن حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف “مارين لوبان” والمرشحة للرئاسة الفرنسية التي ستجري في أبريل/ نيسان المقبل. أيضا، يشارك بعض نشطاء الجمعية في حملة اليميني الأكثر تطرفا للرئاسة الفرنسية “إريك زمور”.

جدير بالذكر، أن المنظمة كانت شريكة لوزارة الدفاع الفرنسية بين عامي 2017 و2020. حيث تم منح هذه التسمية المرموقة في ظل ظروف مثيرة للجدل بمرسوم من قبل وزير الدفاع الفرنسي السابق “جان إيف لودريان” وتم فض الشراكة في العام 2020، أيضا دون أي توضيح من وزارة الدفاع الفرنسية.

Exit mobile version