أخبار القارة الأوروبية – بورتريه
يعتبر “نيكولاس كوبرنيكوس” أعظم علماء عصره، فهو أول من صاغ نظرية مركزية الشمس وكون الأرض جرماً يدور في فلكها في كتابه “حول دوران الأجرام السماوية”، وهو مطور نظرية دوران الأرض، ويعد مؤسس علم الفلك الحديث. الذي ينتمي لعصر النهضة الأوروبية – 1400 إلى 1600 ميلادية.
نشأته..
ولد “نيكولا كوبرنيكس” في بلدة تورون على حدود بروسيا في 19 فبراير 1473م في أسرة ثرية بمدينة تورون في بيت تسوده الرفاهية وفي جو مفعم بالوطنية.
كان والده رجل أعمال ناجح يتاجر في السنترال ومواطناً محترماً في ميت خاقان مات و”نيكولاس” في العاشرة من عمره لتربيه أمه باربرا واتزنرود وخاله ووكاش فاتسينرود الذي كان أسقفاً ثم كبيراً لأساقفة مقاطعة فارمينسكي مع أشقائه الثلاثة.
لكن الأب ترك ما يكفي لأن تعيش العائلة حياة كريمة ومحترمة، كان لــ”كوبرنيكوس” أخ واحد هو “أندرياس” الذي أصبح قساً وأختان “باربرا” وأصبحت راهبة بندكتية و”كاثرينت” التي تزوجت رجل أعمال ومستشاراً مدنياً.
كان “نيكولا كوبرنيكس” راهبا ورياضياتيا وفيلسوفا وفلكيا وقانونيا وطبيبا وإداريا ودبلوماسيا وجنديا بولنديا، وكان كان أحد أعظم علماء عصره.
هواية الفلك..
ولمسؤولياته الجسام عدَّ الفلك بمثابة الهواية لكنه مع ذلك صاغ إحدى أهم النظريات في التاريخ محدثاً ثورة في علم الفلك وبالتالي في العلم المعاصر مشجعاً العلماء والباحثين على تحدي القوانين السائدة وتقديم العلم على العقائد الدوغمائية.
أنفق “ميكواي كوبيرنيك” 20 عاماً من العمل على نظرية مركزية الشمس وكان عمله الأساسي تحت عنوان “حول دوران الأجرام السماوية” وقد انتهى من هذا العمل في عام 1539 م، وقد ظهر عمله هذا لأول مرة في عام 1543 م في مدينة فيرمبورك قبل وفاته بعدة أيام.
ألف بحثاً راح يعرضه على أصدقائه وزملائه، وخلاصة هذا البحث أن الشمس هي مركز هذه المجموعة التي من بينها كوكب الأرض.
“جان هنري دونانت” أول من حصل على جائزة نوبل للسلام ومؤسس الصليب الأحمر
كما ألّف كتاب عدد دورة الأجرام السماوية في سنة 1533 ألقى سلسلة من المحاضرات في روما، عرض فيها مبادئ نظريته دون أن يثير غضب الكنيسة عليه، وعندما أكمل كتابه عن دورة الأجرام السماوية، لم ينشره خوفاً من الكنيسة أيضاً ولم يرَ هذا الكتاب النور إلا يوم وفاة “نيكولاس”، في هذا الكتاب أثبت: أن الأرض تدور حول نفسها، وأن القمر يدور حول الأرض، وأن الأرض والكواكب الأخرى كلها تدور حول الشمس.
ترجع شهرة “كوبرنيكوس” إلى تبنيه فكرة وجود الشمس وليس الأرض كجسم ثابت في مركز المجموعة الشمسية – نظرية العالم المعروفة وقتها – على أن تتحرك الأجسام الأخرى حولها.
وبنظرة مركزية الشمس هذه وقف “كوبرنيكوس” مناهضاً لتعاليم “بطليموس” عن مركزية الأرض، التي ظلت وقتها طويلاً غير قابلة للطعن.
وقد استند “كوبرنيكوس” في نظريته التي قدمها في هذا الكتاب إلى أن حركة الأجسام السماوية يمكن تفسيرها بطريقة أفضل وأبسط إذا تركنا فكرة وجود الأرض في مركز الكون.
أما الدليل على صحة تعاليم “كوبرنيكوس” فقد أعطاه كبلر بعد 80 سنة، بعد أن حرر نظرية “كوبرنيكوس” من نقائصها، وإن ظلت جداول تحسب على أساس كتاب “كوبرنيكوس”، كما استعملت بعضها كأساس للتقويم الغريغوري.
ويأتي الدليل على أن “كوبرنيكوس” كان معروفاً جدا أثناء حياته من البحث عنده عن نصائح لتعديل التقويم الذي طال التخطيط من أجله.
النهضة الأوروبية..
خمسة أشخاص لعبوا دورا محوريا في نقل أوروبا من حالة السبات العميق إلى مرحلة النهضة” هؤلاء الأشخاص هم البولندي “كوبرنيكوس”، الدنماركي “تيخو براهي”، الألماني “كبلر”، الإيطالي “جاليليو” والإنجليزي “نيوتن”، ولعل أكثر هؤلاء الأشخاص تأثيرا هو “كوبرنيكوس” لأنه هو صاحب الضربة الأولى التي زلزلت كيانات الجمود القائمة في عصره بل وصدعتها بغير رجعة وجعلتها غير قابلة للإصلاح.
إن نتائج أطروحات “كوبرنيكوس” قد تخطت حدود الفلك لتؤثر في الدين والسياسة والفلسفة والثقافة الإنسانية كلها، فقد قال”كوبرنيكوس” إن الأرض تدور وأنها ليست مركز الكون ضاربا بذلك بنظرية بطليموس ـ أرسطو عرض الحائط والتي استمرت 20 قرناً والتي دعمتها الكنيسة لمدة 12 قرن وجعلت مجرد التشكيك في هذه النظرية كفراً، إذن الأرض تتحرك والكنيسة كانت كل هذه السنين الماضية على خطأ، كوبرنيكوس نفسه كان رجل دين فهو كاهن كنيسة فراونبورج في بولندا.