إجراءات استثنائية من قبل إيطاليا وألمانيا لتعويض نقص الغاز الروسي

أخبار القارة الأوروبية – تقارير

مع دخول الحرب الروسية ضد أوكرانيا يومها الرابع، بدأت بعض دول أوروبا اتخاذ احتياطاتها لتجنب وقوع أزمة في حال انقطاع الغاز الروسي.

إيطاليا أعلنت أنها مستعدة لاتخاذ إجراءات استثنائية لتحفيز عمليات تخزين الغاز، في وقت أكد فيه المستشار الألماني، أولاف شولتس، أن بلاده قررت تسريع العمل لبناء محطتين للغاز الطبيعي المسال، للمساعدة في تقليل الاعتماد على واردات الغاز الروسي.

ووفقا لموقع ” غلوبال بلاتس” فإن إيطاليا تمتلك بالفعل سوقا منظمة للتخزين، ولكن نظرا لاعتمادها النسبي على الواردات الروسية، حذرت وزارة التحول البيئي الإيطالية من أن هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير جديدة، بسبب وجود مخاطر تتعلق بتعطل الإمدادات مع استمرار الصراع في أوكرانيا.

علما أن إيطاليا اشترت في 2020، أكثر من 21 مليار متر مكعب من الغاز الروسي من شركة “غازبروم” لتلبية نحو ثلث إجمالي الطلب في البلاد، حيث يمر الغاز الروسي إلى إيطاليا عبر أوكرانيا وسلوفاكيا والنمسا من خلال خطوط الأنابيب.

وزارة التحول البيئي الإيطالية قالت أمس السبت في بيان، “مستوى الخطر المهدد للإمدادات أعلى بكثير من المستوى المتصور في تحليلات المخاطر التي أجريت في الماضي، والتي تُستمد منها خطط العمل الوقائية والطوارئ الحالية”.

وأضافت أنه من المناسب اتخاذ “إجراءات وقائية استثنائية تهدف إلى تحفيز الملء المسبق لأماكن التخزين، فيما يتعلق بالإجراءات المعتمدة في ظل الظروف العادية”، مضيفة أنها تريد توعية مستخدمي نظام الغاز الوطني بحالة عدم اليقين المرتبطة بالنزاع في أوكرانيا.

وأظهرت بيانات شركة “جي آي إي” أن مواقع التخزين ممتلئة بنسبة 39% تقريبًا، مقارنةً بالمخزونات على مستوى الاتحاد الأوروبي التي كانت ممتلئة بنسبة 30% فقط.

وبجانب حصولها على إمدادات من روسيا، تحصل إيطاليا أيضًا على الغاز من دول أخرى مثل الجزائر وليبيا وأذربيجان عبر خطوط أنابيب الغاز، بجانب حصولها على واردات من شمال غرب أوروبا عند نقطة اتصال باسو غريس. ولدى إيطاليا أيضًا 3 محطات للغاز الطبيعي المسال، تتيح لها الوصول إلى أسواق الغاز الطبيعي المسال العالمية.

ألمانيا تعمل للتحرر من الغاز الروسي

تعمل ألمانيا على التحرر بدورها من اعتمادها على الغاز الروسي، حيث أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتس، أمام برلمان بلاده، أن إدارته قررت تسريع العمل لبناء محطتين للغاز الطبيعي المسال في البلاد، موضحًا أن ألمانيا تتطلع إلى زيادة مخزونها بمقدار 2 مليار متر مكعب، من خلال خيارات التخزين طويلة الأجل، بجانب شراء الغاز بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي.

وتعتمد برلين على الغاز الروسي لتلبية احتياجاتها؛ حيث باعت شركة غازبروم الروسية إلى ألمانيا 45.8 مليار متر مكعب من الغاز في ألمانيا في عام 2020، قبل أن تزيد مبيعاتها إلى 50.6 مليار متر مكعب في 2021، بزيادة قدرها 10.5%.

وأكد شواتس أن بلاده ستبذل مزيدا من الجهد لضمان حصولها على إمدادات طاقة أكثر أمنا، بجانب العمل على تقليل اعتمادها على موردين فرديين، خاصة أن الأحداث الأخيرة أظهرت أن سياسة الطاقة كانت حاسمة ليس فقط بالنسبة للاقتصاد والبيئة في ألمانيا، ولكن أيضًا لأمن ألمانيا.

يذكر أن ألمانيا لا توجد لديها حاليا محطات لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، ولكن هناك مشروعين في مرحلة التطوير، أحدهما في برانسبوتل بقدرة 8 مليارات متر مكعب/سنويًا، والآخر في ستيد بقدرة 12 مليار متر مكعب/سنويًا.

في الوقت نفسه، تمتلك شركة غازبروم الحكومية الروسية سعة كبيرة في ألمانيا، تضم محطات “ريدن” وجيمجم وكاثارينا، لكن المخزونات فيها ما زالت منخفضة للغاية، بعدما فشلت روسيا في إعادة ملئها خلال الصيف الماضي.

وكانت المستشار الألماني قد أعلن الثلاثاء الماضي عن توقيف إجراءات اعتماد خط الأنابيب الروسي ” نورد ستريم2″ حتى إشعار آخر ، وذلك على خلفية النزاع المتصاعد بين موسكو والغرب.

ومشروع خط الأنابيب تم الانتهاء من بنائه، لكنه كان ينتظر المصادقة التنظيمية من السلطات الألمانية قبل بدء توريد الغاز من روسيا إلى ألمانيا.

اقرأ أيضا: على وقع الغزو الروسي.. كيف يعيش العرب في أوكرانيا ؟

وقال شولتس إنه لن يمضي قدما في التصديق على مشروع خط الغاز “نورد ستريم 2” مع روسيا في أعقاب اعترافها الرسمي مؤخرا بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.

ويمتدّ خط” نورد ستريم2″ القادر على نقل 55 مليار متر مكعب من الغاز في العام، على 1230 كيلومترا تحت مياه بحر البلطيق، وهو الطريق نفسه الذي يمتدّ عليه مشروع “نورد ستريم 1” الذي وضع في الخدمة في العام 2012.

جدير بالذكر أن ألمانيا تعتمد بشكل كبير على الغاز، إذ يعد ثالث أكبر مصدر للطاقة، ويأتي نصفه من روسيا، وقد تتضرر من فرض العقوبات على روسيا، إلا أن شولتس أكد أن بلاده بدأت منذ وقت كبير في تقليل اعتمادها على الغاز.

Exit mobile version