أخبار القارة الأوروبية – تقارير
بعد أن اتخذت الدنمارك قرارا بوقف منح اللجوء لعدد من السوريين وترحيلهم بدعوى أن بلادهم أصبحت آمنة خاصة المنحدرين من دمشق، بات الخطر نفسه يحدق بالسوريين اللاجئين إلى دولة السويد.
دائرة الهجرة في السويد أصدرت قرارات بترحيل عدد من طالبي اللجوء المنحدرين من دمشق والتي تعتبرها آمنة، وهو الخبر الذي نزل كالصاعقة على عدد من اطالبي اللجوء السوريين خاصة وأن بعضهم قد انشق عن الجيش وقد يفتك به النظام السوري حال عودته، فباتوا بين مطرقة السلطات السويدية التي تطالبهم باستصدار جوازات والعودة إلى سوريا وسندان النظام السوري الذي سيعاملهم كمنشقين وقد يذوقوا الويلات حال عودتهم.
عدم وجود فرصة للسفر يؤجل القرار
المحامية المقيمة في السويد “نادية حاتم” قالت في تصريحات صحفية إن فرص تنفيذ قرارات الترحيل ليست قائمة لأنه لا توجد إمكانية للسفر إلى مطار دمشق، لذا تصدر قرارات الترحيل ويتوقف تنفيذ القرار لتعذر السفر، وهو ما يمنح مجالا للمحاولة من جديد والحصول على حق اللجوء في السويد.
وعلى الرغم من أن السويد كانت منذ فترة طويلة دولة مرحبة بالمهاجرين أكثر من غيرها في أوروبا، إلا أن الحكومة السويدية سحبت في السنوات الأخيرة تصاريح الإقامة من بعض اللاجئين السوريين، في محاولة لترحيلهم.
وفي أغسطس/ آب الماضي، دخل قانون جديد مشدد للهجرة في السويد حيز التنفيذ، حيث جعل تصاريح الإقامة الجديدة للاجئين مؤقتة، أي ذات مدة محدودة زمنيا بدلا من كونها دائمة.
ويقدر عدد السوريين في السويد الآن بأكثر من 191 ألف سوري، وفي العام 2018 أظهرت أرقام حديثة لمكتب الإحصاء المركزي في السويد أن الجالية السورية هي الأكبر في البلاد ويمثلون 1.7% من سكان السويد، وذكر مكتب الإحصاء حينذاك أن عددهم وصل إلى أكثر من 189 ألف سوري حاصل على تصريح إقامة أو جنسية.
وتشير التقارير الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة، إلى أنّه لا وجود لمنطقة آمنة في سوريا لعودة اللاجئين، في ظل استمرار الحرب بعدة مناطق، واستمرار الاعتقالات التعسفية من قبل قوات النظام، بالإضافة للانهيار الاقتصادي الكبير.
لم يتم ترحيل أي سوري حتى الآن
ورغم الأنباء المؤكدة عن صدور قرارات ترحيل من مصلحة الهجرة بحق طالبي لجوء سوريين، تحت مبررات أن بعض مناطق سوريا باتت آمنة، إلا أنه لم يتم ترحيل أي لاجئ سوري من السويد.
ويقول الصحافي “عبد اللطيف حاج محمد”، المقيم في السويد، إن شرطة الحدود السويدية لا تستطيع تنفيذ عمليات الترحيل إلى دمشق، لعدم وجود رحلات جوية مباشرة إلى سوريا.
ويشير إلى عدم وجود أي تأكيد رسمي على ترحيل اللاجئين السوريين إلى دمشق، مؤكداً أن “دائرة الهجرة لم تصدر أي خبر بهذا الخصوص، ولا حتى مراكز الدفاع عن حقوق اللاجئين”.
” حاج محمد” يوضح أن مسألة الحصول على لجوء في السويد بات أمراً معقداً، مبيناً أنه “يحق لطالب اللجوء تقديم ثلاثة طلبات لجوء، وفي حال رفضها على التوالي، يتم إصدار قرار بترحيل طالب اللجوء، لكن بسبب تعذر ذلك، لا يُطبق القرار”.
ويشير الصحافي إلى أن قرارات الترحيل صدرت في وقت سابق، وما زالت تصدر بحق طالبي اللجوء، مبيناً أن “طالبي اللجوء لا يحصلون على صفة اللاجئ، إلا بعد قبول طلباتهم في السويد، أي منحهم إقامة مدتها بين 13- 36 شهراً، ويتم تجديدها إلى حين الحصول على عقد عمل وإقامة دائمة”.
اختلافات بين أوضاع اللاجئين في الدنمارك والسويد
ويختلف حال السويد عن الدنمارك في أن الأخيرة لا تسحب الإقامات في حال تم منحها لطالب اللجوء، في حين أن الدنمارك قامت بسحب الإقامات بعد منحها للاجئين، لكن الدولتين تتفقان في تصنيف دمشق وريفها مناطق آمنة، ما يصعب على طالبي اللجوء من هذه المناطق الحصول على إقامة فيهما.
ورغم أن تصنيف دمشق وريفها يعد مخالفا لقرار الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر سوريا كلها غير آمنة لعودة اللاجئين، إلا أن السويد وجدت في ذلك ذريعة للحد من أعداد اللاجئين السوريين على أراضيه.
ويشير المعارض السوري “كمال اللبواني”، المقيم في السويد، إلى أن السلطات السويدية اتجهت لأن تكون أكثر تشددا في ملف اللجوء، بحيث صارت شروط الحصول على الجنسية فيها من أصعب الشروط على المستوى الأوروبي.
اقرأ أيضا: مركز جديد لدعم المهاجرين والعفو الدولية تندد بسياسة الحكومة الفرنسية
ويضيف أن السويد بدأت كذلك بوضع اللاجئين غير الشرعيين في معسكرات دون منح الإقامات، حيث يتم تخيير طالب اللجوء بين البقاء في المعسكر أو العودة إلى بلده.
ويلفت إلى أن معظم الأحزاب السياسية في السويد تتبنى طروحات ضد سياسة الباب المفتوح أمام اللجوء، مبينا أن “الخطاب المعادي للاجئين، جعل بعض الأحزاب السياسية المغمورة تحقق نتائج في الانتخابات”.
وحسب المعارض السوري، جاءت أزمة اللجوء الأوكرانية لتزيد من تشدد السويد تجاه ملف اللجوء، مؤكدا أن “السويد تستقبل يوميا نحو ألف لاجئ أوكراني”.
وكانت السلطات السويدية قد أعلنت مطلع العام الجاري، عن أنها منحت أكثر من 27 ألف لاجئ سوري جنسيتها خلال العام الماضي 2021، في الوقت الذي يقدر فيه عدد السوريين المتواجدين في البلاد بنحو 200 ألف لاجئ.