الانتخابات الفرنسية.. فوز “لوبان” قد يغير خريطة الاتحاد الأوروبي

الانتخابات الفرنسية.. فوز "لوبان" قد يغير خريطة الاتحاد الأوروبي

أخبار القارة الأوروبية – فرنسا

بدأ الفرنسيون في بعض الأراضي ما وراء البحار في الأمريكيتين ومنطقة جنوب المحيط الهادئ التوجه إلى مراكز الاقتراع السبت (9 إبريل/نيسان 2022) لاختيار الرئيس المقبل، قبل يوم من نظرائهم في البر الرئيسي، فيا تفتح مراكز الاقتراع أبوابها الأحد عند الساعة الثامنة (السادسة ت غ). ونظراً لفرق الوقت، أدلى الناخبين في مناطق ومقاطعات ما وراء البحار بأصواتهم اليوم السبت.

منافسة حادة..

وتشتعل المنافسة بين “إيمانويل ماكرون” المنتمي لتيار الوسط والذي اختير رئيسا لفرنسا في 2017، وأقرب المنافسين اليمينية المتطرفة “مارين لوبان”، لكنها من المتوقع أن تحل خلف “ماكرون” ف الجولة الأولى.

وفرنسا هي سابع أكبر اقتصاد في العالم، ومحرك رئيس للسياسة في الاتحاد الأوروبي. ويمكن أن يؤدي فوز “لوبان” – وهي متشككة في أوروبا بشكل حاد ومؤيدة لسياسات صارمة مناهضة للهجرة – إلى قلب سياسات التكتل رأسا على عقب.

الأراضي البعيدة والبر الرئيس

ونظراً لفرق التوقيت في الأراضي البعيدة، فإن التصويت يجرى السبت في كثير منها، بينما سان بيير وميكلون، التي تقع قبالة الساحل الشرقي لكندا، إلى جانب جويانا الفرنسية، جوادلوب، ومارتينيك، وبولينيزيا الفرنسية.

وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها في البر الرئيس الفرنسي الأحد في الثامنة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش)، ومن المنتظر صدور التوقعات الأولى على الفور بعدما تُغلق مراكز الاقتراع الأخيرة في الثامنة مساء.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء، أنه وفقا لاستطلاع رأي أجرته شركة إيلاب الفرنسية للأبحاث والاستشارات ونشرت نتائجه يوم الجمعة، سيفوز “ماكرون” بالجولة الأولى من التصويت يوم الأحد بنسبة 26%.

وستحل “لوبن” في المركز الثاني بنسبة 25%، مرتفعة بواقع نقطتين، وسيفوز “ماكرون” على لوبن بنسبة 51%49-% في جولة الإعادة، وكان “ماكرون” يتفوق بنسبة 53% مقابل 47% لــ”لوبن” في استطلاع سابق لشركة إيلاب.

أما المرشح اليساري المتطرف “جان لوك ميلينشون” فيتوقع أن يحل في المركز الثالث في الجولة الأولى بنوايا تصويت تبلغ 17.5%، مرتفعا نقطتين.

ويمكن للمتطرف اليميني “إيريك زيمور” أن يحل في المركز الرابع بنسبة 8.5 % منخفضاً 0.5 نقطة، وفي المركز الخامس، مرشحة الجمهوريين “فاليري بيكري”س بنسبة 8%.

وتبدو فرص المرشحين العشرة الآخرين أمام “ماكرون” و”لوبان” محدودة جداً إلا أن ذلك ليس محل يقين تام.

الخبير السياسي “باسكال بيرينو” يؤكد أن “هذا الاقتراع هو الأول الذي تبلغ فيه نسبة الأشخاص المترددين أو الذين غيروا موقفهم هذا المستوى مع خمسين بالمئة تقريباً”.

مخاوف من المقاطعة..

ولا يزال الغموض يلف نسبة المقاطعة لهذا الاقتراع الذي ستكون نتائجه موضع ترقب كبير في أوروبا وخارجها.

ويخشى الكثير من الخبراء السياسيين أن يتخطى مستوى المقاطعة في الدورة الأولى النسبة القياسية المسجلة العام 2002 وقدرها 28.4% أي أن تكون أعلى بكثير من النسبة المسجلة العام 2017 والبالغة 22.2%.

وقد أثرت الحرب في أوكرانيا على الحملة التي انطلقت من دون حماسة لكنها انتعشت بعض الشيء في الأيام الأخيرة مع بروز فرضية احتمال فوز “مارين لوبن” التي ستكون أول امرأة وممثل لليمين المتطرف تصل إلى الرئاسة في حال فوزها.

الانتخابات الفرنسية.. لوبان تقلص الفارق مع ماكرون

ونجحت “لوبن” أبنة “جان ماري لوبن” ممثل اليمين المتطرف على مدى عقود في فرنسا، في إظهار حزبها بصورة أكثر اعتدالاً مع شنها حملة مقنعة ركزتها على القدرة الشرائية التي يضعها المواطنون في أعلى سلم أولياتهم في حين يرتفع التضخم جراء الحرب في أوكرانيا.

وبانتظار صدور النتائج الأحد عند الساعة 18:00 ت غ. يحظر منذ منتصف ليل الجمعة على المرشحين عقد اجتماعات عامة وتوزيع منشورات والقيام بالدعاية عبر الإنترنت، ولن تنشر أي مقابلة أو استطلاع للرأي أو تقديرات.

لكن يمكن لبعض المرشحين أن يظهروا السبت من خلال المشاركة في تظاهرات، وأعلن عن تنظيم “مسيرات من أجل المستقبل” في فرنسا بمبادرة من منظمات يسارية.

رجل حرب..

كانت مواقع إعلامية فرنسية أبرزها “ليزيكو” قد أشارت إلى أن “ماكرون” فقد الميزة التي اكتسبها كـ أمير حرب منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا و تراجعت نسبته التي حصل عليها في نوايا التصويت لتصل إلى 26 % أي بانخفاض نقطتين هذا الأسبوع و أربع نقاط منذ منتصف مارس الماضي في حين واصلت مرشحة حزب «التجمع الوطني»، “مارين لوبن”، تقدمها في استطلاعات الرأي، معززة مركزها الثاني في الجولة الأولى بـ22% من نوايا التصويت، بعدما تقدمت بنقطتين ، بحسب مقياس «OpinionWay-K a Partners» اليومي لصالح “ليزيكو”.

ونوهت صحيفة “ليزيكو” إلى أن أربع نقاط بات تفصل بين “ماكرون” و “مارين لوبان” وأن تقليص الفجوة بينهما كان له تداعيات على معظم المؤشرات الأخرى فى مقياس OpinionWay-Kéa Partners.

وبحسب ” ليزيكو” يعتقد 30% من الفرنسيين أن “مارين لوبان” حصدت، الأسبوع الماضي، العديد من النقاط بزيادة تقدر بنحو 5 نقاط سمحت لها و لأول مرة منذ بداية العام الجارى بان تحتل الصدارة فى المقابل تراجع إيمانويل ماكرون 6 نقاط (21%) هذا الأسبوع؛ ليحتل المركز الثاني، وبعد أن ظل و لمدة خمس أسابيع متتالية (منذ بداية الحرب في أوكرانيا)، متربعا على مقدمة المؤشرات.

وبحسب مقياس «OpinionWay-Kea Partners أعرب 21% من الفرنسيين عن رغبتهم فى فوز مارين لوبان في الجولة الثانية، بزيادة قدرها 3 نقاط في أسبوع . هذه النتيجة، التي تقترب من نوايا التصويت لصالحها ، استمرت في الزيادة منذ منتصف فبراير الماضي (13% حينئذ) في حين قال 17 % من الفرنسين أن مارين لوبان ستفوز فى الانتخابات بزيادة قدرها 7 نقاط في شهر إلا أن ماكرون لا يزال متقدما عليها (59%) حتى مع تسجيل أكبر انخفاض له في هذا المؤشر منذ بداية مقياس ليزيكو (-3 نقاط).

وأشارت ليزيكو أنه في العام 2017 وصلت نسبة المشاركة ، خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية ، نحو 8ر77% من الفرنسيين المسجلين في القوائم الانتخابية . ومن المتوقع أن يكون الامتناع عن التصويت هذا العام أعلى حيث يقدر مؤشر المشاركة بنحو 71%.

ويتنافس في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المرتقبة 12 مرشحاً، وهم: “ناتالي آرتو” عن حزب «النضال العمالي»، و”فابيان روسيل” عن الحزب «الشيوعي الفرنسي، “إيمانويل ماكرون” عن حزب «الجمهورية إلى الأمام»، إلى جانب “جان لاسال” عن حزب «لنقاوم»، و”مارين لوبان” عن حزب «التجمع الوطني»، “إيريك زمور” عن حزب «الاسترداد»، و إلى “جون لوك ميلنشون” عن حزب «فرنسا الأبية»، و”آن هيدالغو” عن «الحزب الاشتراكي»، و”يانيك جادو” عن حزب «البيئة والخضر»، و “فاليري بيكريسط عن حزب «الجمهوريين»، و”فيليب بوتو” عن حزب «الجديد لمناهضة الرأسمالية»، وأخيراً “نيكولا ديبون إينيان” عن حزب “انهضي فرنسا”.

Exit mobile version